«إن ملامس اللوحة الجمالية تحددها صفات الخامات التي طوعها الفنان التشكيلي "فاروق بنوح" في لوحاته وتكسبها ملمساً معيناً، خشناً كان أم ناعماً، فالعمل الفني لا يقتصرعلى الرسم بالألوان المائية أو الزيتية أو غيرها، بينما ندرك ملامس أسطح المساحات في العمل الفني بطريقة بصرية أسماها الفنان "بنوح"، "الخداع البصري"، فالتركيب الفني نحت، تطريز، تشكيل، حفر، بناء، تركيب، فلكل منها ملمس خاص تكسبه إياه الخانة المستخدمة التي تساعد على إثراء الموضوع الرئيس وإكسابه بعض الصفات الخاصة».
هذا ما يقوله الفنان التشكيلي "عمر كنجو" لموقع "eDamascus" بتاريخ 25/4/2011 في معرض الفنان التشكيلي "فاروق بنوح" المقام حالياً في ثقافي "أبو رمانة".
للون أهمية في تكوين العمل الفني لا تقل عن العناصر السابقة، لذلك فهو من أساسيات التكوين في العمل الفني، وكلما أدركنا مميزاته وتأثيراته جعلناه ذا قيمة مؤثرة، فمفهوم اللون هو صفة أو مظهر للسطوح التي تبدو للعين المجردة نتيجة لوقوع الضوء عليها، ترتبت دلالات الألوان بمعاني ذهنية في عقولنا نتيجة لخبرات مكتسبة
وأضاف: «الإيقاع في لوحات"بنوح" هو تكرار الكتل والمساحات مكونة وحدات قد تكون متماثلة أو مختلفة، متقاربة أو متباعدة، وقد تكون بين كل وحدة مسافات تعرف بالفقرات اللونية أو الموسيقية، والتصميم في الفنون التشكيلية هو العمل على جمع العناصر المتعددة سواء أكان مساحة أم حجماً أم لوناً وشكلاً أم ملمساً وهذا ما وجد في لوحات الفنان التشكيلي "فاروق بنوح" وهذا عمل يشكر عليه لإبداعه الرائع فيه».
أما عن رأي الفنان التشكيلي "فاروق عبد الله" بلوحات "بنوح" فقد قال: «الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن أذهاننا، هي أن للفن الواقعي جمهوره الواسع والعريض، ولهذا فهو يبرز كفن شعبي يهتم بالمهارة التقنية وبالحرفية العالية في خطوات تجسيد الشكل الواقعي، الذي اعتمده هنا الفنان "فاروق بنوح" على درجة من العفوية والتلقائية يقرب اللوحة في أحيان كثيرة من أجواء الصياغة الواقعية الحديثة، رغم الاهتمام الواضح بالأناقة في وضع المادة اللونية المنحازة إلى آلية الإملاء المباشر».
أما عن رأي مدير ثقافة "دمشق" الأستاذ "هيثم التقي" بلوحات "فاروق بنوح" فقد قال: «استطاع "فاروق بنوح" أن يوصل لنا من خلال معرضه هذا جماليات المساحات وسحرها المتوازن، ولا يسعني إلا أن أشكر الفنان على ما أنجزت يداه من إبداع حقيقي، فنحن بحاجة إلى مثل هذه اللوحات لتغني نفوسنا بالروحانية الربانية التي تمثلت بمساحات الأفق، أما بالنسبة للوحات البورتريه فهي بحد ذاتها فن حقيقي تستحق الاحترام والتقدير من الفنان برونقها الرائع، فكل لوحة بورتريه لشخصية عظيمة تترك فينا ذكرى جميلة».
واللقاء الأهم كان مع صاحب التجربة المتفردة في الفن التشكيلي والتي هي من إبداع الفنان التشكيلي "فاروق بنوح"، وعن هذا النمط في الرسم والذي يختص بالمساحات، حدثنا عنه "بنوح" قائلاً: «تتكون اللوحة من عدة مساحات، وكل مساحة يحددها خط وهمي يشكل معناها، وسواء كانت المساحة إنساناً أو أشياء أو حتى مساحات مجردة فهي عناصر موزعة في العمل الفني تساهم في تحقيق الوحدة فيه، وتوزيع المساحات يرتبط بموضوع العمل الفني، والأسلوب الذي يرى الفنان أنه يعبر عن نفسه من خلاله، وبهذا يمكن القول إن الشكل هو المساحة المسطحة التي لها طول وعرض، منها الهندسي المنتظم، ومنها غير المنتظم كأوراق الشجر والكائنات الحية بشكل هام، ويحددها في هذه الحالة مجموعة من الخطوط».
وأضاف: «إن توزيع المساحات الفاتحة والقائمة الناشئة عن تأثير الظلال والضوء يعمل على إثارة الإحساس بالعمق الفراغي، وإطار اللوحة هو الذي يعمل على إظهار الكتلة والفراغ بالنسبة للموضوع الذي تشمله اللوحة، ومن الأخطاء الكبيرة التي يمكن أن يقع فيها الفنان إساءة استخدام المساحات، كأن يترك فراغاً كان من الممكن إيجاده ليخدم الموضوع».
وسألنا الفنان "بنوح" عن علاقته باللون في العمل الفني الذي ينجزه، فقال: «للون أهمية في تكوين العمل الفني لا تقل عن العناصر السابقة، لذلك فهو من أساسيات التكوين في العمل الفني، وكلما أدركنا مميزاته وتأثيراته جعلناه ذا قيمة مؤثرة، فمفهوم اللون هو صفة أو مظهر للسطوح التي تبدو للعين المجردة نتيجة لوقوع الضوء عليها، ترتبت دلالات الألوان بمعاني ذهنية في عقولنا نتيجة لخبرات مكتسبة».