أقيمت في المركز الثقافي العربي في "المزة" أمسية أدبية شارك فيها كل من الآنسة "لينا عريج"، والسيدة "منيرة حيدر"، والأستاذ "سهيل الذيب" بعنوان "مختارات"، وذلك بتاريخ 2/5/2011، حضرها عدد من المهتمين بالأدب والأصدقاء.
موقع eSyria كان هناك وحولها سجل جملة من الانطباعات والتي كان أولها مع السيد "موفق الداوود" الذي قال: «الأمسية رائعة جداً، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سورية، ونتأمل من شعبنا أن يكون واعياً، قدمت الآنسة لينا قصصا قصيرة رائعة جداً، عبارة عن خواطر، كما قدم الأستاذ الأديب "سهيل الذيب" قصة قصيرة رائعة جداً، نالت الإعجاب من جميع الحضور، وكانت سابقاً حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان "المزرعة" للثقافة، كما قدمت الأديبة الكبيرة السيدة "منيرة حيدر" والتي هي غنية عن التعريف، قدمت مجموعة خواطر وجدانية، عبرت عن هموم الوطن، وزادتنا ثقة، بحيث يجب على كل إنسان أن يتعمق بجذوره».
مساء الخير، مساء معطر بالورد على شهداء الوطن الغالي، حاملي الحب والحرية مبشرين بالنصر والوحدة
أما الأستاذ "يوسف الحريب"، رئيس المركز الثقافي العربي في "المزة"، فقد قال: «كانت الأمسية متفاوتة بالمستوى، حسب التجربة والماهية، البداية كانت مع "لينا عريج"، وأنا بالبداية أتحفظ على كلمة أديب أو أديبة، لأن هذه الكلمة كبيرة جداً على مستوى خاص، أكبر من رواية أو شعر، لأن الأديب هو الإنسان الذي يمتلك ناصية الأدب بأنواعه حتى يطلق عليه أديب، فـ"العقاد" أديب، ولكن أنا لا أستطيع إطلاق أديب على أحد، الأمسية كانت بعنوان أدبي "مختارات"، قدمت "لينا عريج" مختارات تتراوح بين الخاطرة والقصة، طبعاً لي مآخذ لغوية بشكل عام، لأن الأدب لا يتحمل الأخطاء اللغوية، ونتمنى لها التوفيق في المستقبل، أما الأستاذ "سهيل الذيب" فهو متمكن بحكم أنه شاعر وروائي وقاص وصحفي أيضاً، فكانت القصة التي تفاعل الجمهور معها، دليل أنه يعرف ما يكتب ويعرف ما يريد، ويعرف من أين تؤكل الكتف، إن كان باللغة أو بالكتابة، وهو صاحب تجربة طويلة، أما السيدة "منيرة حيدر" فهي بالأصل وليسمح لي من يستمع أو يقرأ، لها علاقة بالبحث في قضايا المرأة وشؤون المرأة، وجودها على المنبر الأدبي هو كان يفضل أن تراجع نفسها في هذا الأمر، هي قدمت شيئاً من تجاربها الشخصية من خلال سفرياتها، وهي أيضاً عادت لنفس المربع الذي انطلقت منه إلى قضايا المرأة، نتمنى أن يكون الجمهور استمتع بما سمع».
بدورها الآنسة "لينا عريج" قدمت تحياتها بالبدء: «مساء الخير، مساء معطر بالورد على شهداء الوطن الغالي، حاملي الحب والحرية مبشرين بالنصر والوحدة».
وألقت مجموعة من القصص القصيرة جداً وبعض الخواطر الوجدانية في إحداها المعنونة بـ،"همسة" تقول: «التقيا على شاطئ البحر بعد طول انتظار، تلامسا، تعانقا، اتفقا على حبٍّ لم تشهده العصور من قبل، همسَ في أذنها، أحبك، أحبك، أحبك، أحبك قبل أن أولد، أجابته واحمرار الخجل اعتلى الوجنتين: أحبك أحبك، وسأبقى أحبك إلى ما بعد موتي، بعد أيامٍ من زواجهما لم يبقَ من الهمس إلا قشور فول مرمية على شاطئ البحر».
وأضاف الأستاذ والأديب "سهيل الذيب" عن مشاركته: «في هذه الأمسية القصصية تتناول قصة "الكاتب والشرطي" هذه القصة التي حازت المرتبة الأولى بمسابقة "المزرعة" للإبداع الأدبي والفني، السنة قبل الماضية 2009، تتحدث عن العلاقة بين الكاتب وبين رجل الأمن، وهذه العلاقة الغريبة والعجيبة بينهما، القصة ساخرة، من طراز رفيع كما أظنها، أسلوبي يملك الكثير من السخرية، وهي من ضمن المجموعة الوحيدة التي كتبتها واسمها "الكاتب والشرطي"».
المحطة الأخيرة كانت مع الكاتبة والروائية "منيرة حيدر" والتي بدأت بالقول: «لا أدري من أين أبدأ، لم يترك الأدباء لنا ما يجب أن نقدّمه، أنا في هذا اللقاء أحب أن يكون الحديث من القلب إلى القلب، لا أحب أن أقرأ، لكني سأتحدث، وأوحى لي بسؤال، لماذا عنوان هذا المقال، (ندين بدين الحب قولاً ونية)، وقبل أن أبدأ لا بد من تحية لشهداء هذا الوطن الحبيب الغالي، وسأقول هذا البيت من الشعر، لا أدري كيف يمكن لي أن أعبر عما خسر هذا الوطن من ضحايا بسبب وحيد، وليس له آخر، أن هذا الوطن هو وطن القرار الصعب في الزمن الصعب، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، نلاقي في كل فترة ينهال عليه الحاقدون، الطامعون، في هذا البلد، كل المؤامرات والدسائس والفتن:
"خير المطالع تسليمٌ على الشهداء
أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا".
بعيونٍ يرطبها الدمع، لكنه هذه المرة من الدم، دمعة على شهداء هذا الوطن الغالي الذي لا يستحق إلا كل أكاليل الغار والنصر».