أقيمت في مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية ندوة حول الآثار والفن التشكيلي في سورية بعنوان " بداية الاهتمام بالفن والآثار في سورية"، قدمها الأستاذ والباحث "بشير زهدي"، وحضرها عدد من الفنانين التشكيليين وطلاب المركز وعدد من المهتمين، وذلك في 5/5/2011.
موقع eSyria كان هناك وحولها سجل الآراء التي كان أولها مع الفنان التشكيلي "أحمد مراد" والذي قال: «المحاضرة ممتازة، تعريفية وتوضيحية بالفن التشكيلي السوري منذ النشأة وحتى أيامنا هذه، وكنت أتمنى لو كان عدد الحضور أكبر ليستفاد منها أكبر قدر من المهتمين، فالأستاذ "بشير زهدي" تناولها بشكل تاريخي موثق جداً ومقتضب وجيد وأوصل الفكرة بسلاسة وأسلوبه بسيط ليس فيه تعقيد وتحليل، اعتمد على البحث تاريخي والتحليل الوصفي».
الدكتور "بشير زهدي" أعطانا رؤوس أقلام عن الحركة التاريخية الفنية في سورية، منذ القرن التاسع عشر حتى الآن، فوضع النقاط على الحروف ورسخ في أذهاننا مؤشر التطور، التي تثبت في أذهان الناس الثقافة ولا تبقيها مشتتة، وأشكره كثيراً على هذه المحاضرة القيمة التي ثبتت في معلومات بشكل مركز ومختصر ومفيد
أما النحات "غزوان علاف" فقد قال: «المحاضرة من ضمن منهاجنا الذي نتبناه في المركز منذ عدة سنوات، بالإضافة لتدريسنا الأكاديمي للفنون في المركز، نحن نعمل محاضرات عن الفن وتاريخه، عن كل ما له علاقة بالفن، يقدم للطلاب مخزون ثقافي ومعرفي، وبذات الوقت إقامة بعض المشاريع التي لها علاقة بالمحاضرة، واليوم الدكتور "بشير" يتكلم بالضبط عن علاقة الماضي بالحاضر والمستقبل، يعني تحدث عن سورية ومخزونها الحضاري الهائل والثري جداً حضارياً، ونتائجه حسبما يذكر بالمحاضرة، كيف تطورت في البداية من علاقتها بالآثار حتى وصلنا للفن الحديث والمتحف وما نحن فيه الآن، وهذا شيء يبني للمستقبل، ودائماً من ليس له ماضي ليس له حاضر، ويكون كالشجرة بلا جذور، وهذا هو تلخيص المحاضرة بشكل أساسي».
بدوره يعلق الفنان التشكيلي "عاصم زكريا": «الدكتور "بشير زهدي" أعطانا رؤوس أقلام عن الحركة التاريخية الفنية في سورية، منذ القرن التاسع عشر حتى الآن، فوضع النقاط على الحروف ورسخ في أذهاننا مؤشر التطور، التي تثبت في أذهان الناس الثقافة ولا تبقيها مشتتة، وأشكره كثيراً على هذه المحاضرة القيمة التي ثبتت في معلومات بشكل مركز ومختصر ومفيد».
وتضيف الفنانة التشكيلية "ريم الخطيب" رئيسة مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية: «بالنسبة لنا محاضرات الدكتور "بشير زهدي" تشكل مرجعاً أساسياً بالنسبة لتاريخ وتطور الحركة الفنية السورية، كونه من الرواد الذين واكبوا هذا الأمر، ونعتبر هذه المحاضرة وثيقة أساسية نحتفظ بها في المركز لتؤرخ لمراحل لا يوجد للجيل الجديد فكرة عنها، وبناءً على طلب المركز أحببنا تغطية هذه المرحلة وتشجيع الناس بشكل أساسي لدور الفرد بحفظ تاريخه وتراثه».
الأستاذ "بشير زهدي" بدوره يقول عن المحاضرة: «بدأنا بداية الاهتمام بالفن والآثار في سورية، بالوقت الذي تشهد سورية في عصرها الحاضر حضارة عربية معاصرة، يعتبر الفن والآثار من أهم ميادينها، بالواقع الآن أصبح لدينا كليات فنون ومعاهد متوسطة للفنون، لدينة مجلة الحياة التشكيلية، مديرية الفنون، وخيارات واسعة جداً كان يحلم بها الجيل الماضي الذي كان يعاني من الأمية، لذلك ما كان يتطلع له الجيل الماضي نراه يتحقق، هناك رواد كان لهم دور كبير بتحقيق هذه المنجزات الحضارية والفنية التي نتمتع بها، مثلاً الفنان "توفيق طارق"، لذلك أقارن بين هؤلاء الرواد وما نتمتع به نحن، وما نتمتع به هو ثمرة جهود هؤلاء الرواد، مثلاً "محمود جلال" كان يحلم بمدرسة فقط لتعليم الفن، وقد ساهم في إيفاد عدد كبير إلى الخارج، والكثير كانوا يتمنون الدراسة في مصر وغيرها، بينما الآن لدينا كليات فنون وكل ما نحلم به، الشيء المهم أيضاً هو تأسيس مديرية الآثار، لم يكن لدينا مديرية آثار، وكان السائحون الأجانب يشترون الآثار كما يشترون الخضار والفواكه في بلادهم، لذلك النخبة الكريمة في بلدنا وعلى رأسها الأستاذ "محمد كرد علي" كان ينادي بتأسيس دائرة آثار وإعطائها مهمة الاحتفاظ بالآثار، لم يكونوا يعرفوا قيمة الآثار ويهدونها هدية، بينما الآثار لها أهميتها، وما انتبه له الأستاذ "محمد كرد علي" هو أهمية الحفاظ على التراث، وطالب بتأسيس دائرة آثار أسوةً بمصر».
ويتابع حديثه: «نستنتج المراحل التي عانتها بلادنا حتى وصلنا إلى هذه المرحلة التي نتمتع بها بكل شيء كنا نحلم به، معاهد وإذاعة وتلفزيون وصحف ومقالات وبحوث، بينما الآن هناك منجزات كثيرة مهمة جداً، وأنا برأيي أولئك الرواد لهم دور كبير بتحقيق ما يتمتع به عصرنا الحاضر، ومن الإنصاف ذكر جهودهم في كل مناسبة، ولأخذ فكرة عن عدم الاهتمام بالآثار نرى "محمد كرد علي" يذكر في مذكراته في المجلد الثاني أن أحد الأشخاص اقترح على المسؤولين منح أحد الصحفيين قطعة آثار كهدية لأنه يخدم البلد، وهذا الاقتراح رفض لأن الآثار ليست ملكاً لشخص أو لهيئة، وإنما ملك المجتمع بكامله، وهذا يعطينا فكرة عن إهمال موضوع الآثار وعدم الاهتمام به».
ويضيف الأستاذ "بشير": «سنة 1950 مديرية الآثار كانت تابعة لوزارة التربية، فكروا بإقامة معرض لرسوم أساتذة الرسم بالثانويات، فأقيم هذا المعرض بالمتحف الوطني بدمشق، وكان المعرض ناجحاً جداً، نجاح المعرض جعله سنوياً ولفت النظر إليه، وتكرر بعدها، حتى نرى اليوم معارض سنوية باستمرار، بالاحتفال بإنتاج الفنانين والإطلاع على أحدث منجزاتهم وإنتاجهم الفني، ونرى الآن غزارة بالإنتاج وصالات العرض أصبحت كثيرة، وكل معرض نرى فيه تطور، ولدينا عدة اتجاهات فنية، لأن هناك من درس في "مصر وبلغاريا وإيطاليا"، لذلك تتميز الحركة الفنية في بلادنا بالتنوع الفني، هناك واقعيون وانطباعيون وفنانون تجريديون، هناك ما يتعلق بالحرف العربي واكتشاف قيمة الحرف العربي مثل الأستاذ "أحمد إلياس" و"محمد غنوم"، ومن المهم استنتاج هذه المرحلة الكبيرة التي قطعتها بلادنا من خلال الفن والآثار، وبداية الاهتمام بالآثار جديرة بالدراسة لنرى كيف كنا وكيف أصبحنا».