ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لأيام التصوير الضوئي في سورية أقام المركز الثقافي الفرنسي بدمشق معرضاً للتصوير الضوئي ضم ثمانية أعمال لفنانين شباب، حاولوا من خلال عدستهم الضوئية نقل حالات إنسانية واجتماعية مختلفة في معرض شبابي مشترك.
موقع "eDamascus" حضر افتتاح المعرض في المركز الثقافي الفرنسي، حيث عرضت مجموعة من الأعمال بطريقة المربع أو المكعب، وتطرقت الأعمال إلى حالات اجتماعية ونفسية متنوعة.
ليست مشكلة أن أكون وحدي، المشكلة إن كنت وحيداً حينها
من الحضور التقينا الآنسة "ريم آل عمو" فتقول: «إن أهمية المعرض يكمن في روح الشباب السوري الباحثة عن الإبداع بمختلف أشكاله، فمن خلال هذا المعرض ندخل عالم الشباب ونشاركهم همومهم العميقة، ولنصنع واقعاً جديداً نعبر عن مكنوناتنا الداخلية بطريقة فنية مبدعة خارج تلك الأسوار الداخلية القابعة في الظلام، هنا نلامس الروح الفنية لكل فنان ونتعمق أكثر في معالم تلك الشخوص والأمكنة التي تصنع ربما أملاً بعيداً، في أفق تتجاوز مخيلتنا».
حيث قدم الفنان "عادل سمارة" أعمالاً تصويرية عن البيوت الطينية، والتي قدمها بقوله: «من التراب إلى التراب، القابعين في ظلال الموت، نبني لأنفسنا شرانق من وهم، بيوتنا من تراب وقش، عروشنا من باطل، أفواهنا ملآنة مكراً، ألسنتنا سمّ لنا، طرقنا مسدودة في وجوهنا ندّعي أفقاً لها».
أما "أنطوان عنتابي" الذي قدم أربعة أعمال تحت اسم "الماسح الضوئي" فيقول: «في عصر تتصارع فيه الأحداث من حولنا دون أن يكون لنا أي دور، ودون رغبة في وقوعها، نتفاعل بها دون إدراك ودون إحساس، نتعود، نموت، ودون شعور نحوّل الإنسان الذي بداخلنا إلى وحش مفترس، ونقوم بقتل كل ما بداخلنا من إنسانية عندما نجوع، هنا حاولت أن استخدم الماسح الضوئي لنقل حالة الضغط النفسي والجسدي وإظهار تفاصيل الصورة مع ضبابية في الخلفية للتركيز على المشهد».
وتحت عنوان "أبرياء دمشق" قدمت المصورة الضوئية "كارول الفرح" سلسلة من الأعمال التي تتطرق إلى حالة عمالة الأطفال في "دمشق" وعن ذلك تقول: «عندما نشاهد نفس المشهد بشكل يومي فإننا نعتاد عليه، وإذا كان هذا المشهد قد صدمنا للمرة الأولى بسبب قسوته ولا إنسانيته فللأسف مع الوقت وبسبب تكرار مشاهدتنا له لا نعود نكترث، تعد الفتاة "صباح" وأخوها الأصغر "نادر" اللذان يعملان ببيع حلوى جوز الهند والسمسم في قلب "دمشق" مثالاً واضحاً عن المشاهد المؤلمة التي اعتاد عليها سكان المدينة، التقيت "صباح" وأخاها "نادر" عام 2009 ولكيلا اعتاد على نفس المشهد اعتزمت توثيق جزء من حياتهما اليومية في شوارع "دمشق"، منذ أن التقيتهما حتى العام الحالي ألاحظ أن المشهد بكل تأكيد يتغير وهو يزداد بؤساً، وعلى الرغم من أن والدهما لم يعلمهما القراءة والكتابة إلا أنه علمهما الأرقام والحساب كأساس في عملهما ببيع الحلوى، لصباح "نادر" أحلام تعتبر بالنسبة لأي طفل في العالم جزءاً من حياته الطبيعية، حلم "صباح" أن ترسم وتتعلم الرسم فهي تحب الرسم كثيراً، أما "نادر" فيحب أن يلعب كرة القدم مع ابناء حارته، لم يذكر أي منهما رغبة بالذهاب إلى المدرسة كأنهما متأكدان أنه أمر من المستحيل أن يتحقق فلا داعي حتى أن يحلما به».
ويعبر الفنان "إياد أبو كسم" في لوحاته الأربعة عن حالة الوحدة التي يعيشها كل شخص منا من خلال شخوص في لوحاته، ويعبر عن ذلك بعبارته: «ليست مشكلة أن أكون وحدي، المشكلة إن كنت وحيداً حينها».
أما "مناف حسن" الذي عاشر مصنع صابون والده لمدة عشرين عاماً فقد أخذ لقطات من ذلك المعمل العتيق ليجسدها من خلال عدسته بطريقة احترافية، فيقول: «استطاع طفل روحي، والذي كان يوماً هناك أن يحاور حياة المكان بطريقة أخرى، وبجهد مختلف، تجرأ وصوّر ظلالاً راقبتها، وأشكالاً أثارتني وأوقفت لحظات عشقها، "معمل الصابون" مكان غريب، هناك قضيت كثيراً من طفولتي، ونمت رؤيتي للألوان والظلال، وتفجرت فيه حياة التفاصيل الصغيرة».