لأن الموسيقا العنصر الأهم فنياً للتعبير عن عمق الحضارة في شرق الأوسط، ولأن الأوتار الموسيقية كلمات ترنم لنا تفاصيل عميقة في اللا وعي، افتتح في "دار الأوبرا" بدمشق أولى حفلات ملتقى "مساحات شرقية" التي قدمت فرقة "يولدوزتوريفا" غناء من "أوزباكستان" أول حفلة لها بأنغام شرقية توجز المسافة بين سورية و"أوزباكستان".

موقع "eDamascus" تجول في الحفل الذي حضره مجموعة كبيرة من الموسيقيين السوريين والعرب والأجانب، حيث بدأت الفرقة المؤلفة من أربعة موسيقيين حفلتها بأغاني من تراث "أوزباكستان"، فقدمت موسيقا على أنغام "الكمنجا، تار البزق الأوزباكستاني والطبلة" برفقة صوت إحدى الفنانات الأوزباكستانيات.

من الممتع أن نسمع القدود الحلبية على مسرح دار الأوبرا الدمشقية، وضمن ملتقى عالمي للموسيقا يعد الأهم في المنطقة، وهي خطوة لدمج التراث الموسيقي السوري بكل أطيافه وشرائحه بالمهرجانات الدولية الخاصة بالموسيقا الاحترافية

من الحضور التقينا السيدة "نور الهدى أحمد" التي أعجبت بالعرض قائلة: «إن اختيار فرقة "يولدوزتوريفا" لافتتاح ملتقى "مساحات شرقية" كانت موفقة، حيث قدمت الفرقة لنا أهم المقاطع الموسيقية والغنائية الدارجة في "أوزباكستان"، واستطاعت أن تنقل الجمهور إلى رؤية التقارب بين الموسيقا في تلك البلاد وسورية، حيث امتازت الحفلة بتقديم موسيقاها بطابع شرقي قريب إلى موسيقانا، كما أن تزاوج الآلات المرافقة للفرقة كانت في غاية الدهشة والروعة الفنية والإبداعية».

فرقة عمر سرميني

"أحمد بوبس" الإعلامي السوري وأحد المهتمين بالتراث الموسيقي في سورية، يقول: «فرقة "يولدوزتوريفا" قدمت اليوم لنا الفرق بينها وبين الموسيقا الشرقية الموجودة في بلادنا، فهي استطاعت أن تحاور الجمهور من خلال الآلات والانتقال بين الطبقات الصوتية المختلفة، كما أن إتقان أعضاء الفرقة للعزف على الآلات المختلفة مثل الطبلة كانت له أهميته الفنية الخاصة، إنها أحضرت فينا النشوة وأمتعتنا».

انتقلت الفرقة من أداء أغاني طربية إلى أغاني راقصة لها رونقها الفني الخاص، هنا يقول السيد "محمد أحمدي" من الحضور: «استطاعت الفرقة أن تدخلنا في جوين ممتعين، حيث أدت الأغاني الطربية بطابع تراثي خاص، ومن انتقلت إلى الأغاني الراقصة التي تدمج الموسيقا بالروح الإبداعية لدى الموسيقيين، كما أن اداء العازفين على آلة الطبلة جماعياً وبروح صوفية كانت ناجحة ومعبرة عن تلك الحالة الإبداعبة لدى الموسيقيين في الفرقة، ولعل صوت المغنية كان أكبر ميزة لإنجاح الفرقة بأدائها الروحي الفني الرائع».

الفرقة الأوزباكستانية

أما الفقرة الثانية من الحفلة فكانت فقرة للفنان السوري "عمر سرميني" تحت عنوان "غناء من سورية"، فحاول الفنان بفرقته المتنوعة نقلنا إلى جو التراث الطربي في محافظة "حلب"، من خلال القدود الحلبية الممتعة، هنا يقول الباحث الموسيقي السوري "جميل ولاية": «إن الحفلة امتازت بحضورها السوري القوي، واستطاع الفنان "عمر سرميني" إمتاعنا بالطرب الحلبي السوري العميق، والذي يدخل الجمهور والمتلقي إلى عمق القدود الحلبية وقدرتها في التعبير عن تلك الموسيقا التراثية الطربية، غير أن قوة أداء الفنان وتنقله بين طبقات موسيقية متنوعة كانت الأميز في إنجاح الفرقة بأدائها الافتتاحي الجميل في الملتقى الدولي الثاني للموسيقا الشرقية، فملتقى المساحات الشرقية لها أهميتها الموسيقية والفنية الكبيرة في عرض هذه المدارس الموسيقية وعلاقتها بالواقع المعيش، ودمجها سماعياً بالعلاقة التي تربط الجمهور بالمسرح والموسيقيين بالجمهور».

وعن فقرة "عمر سرميني" يحدثنا السيد "نوري عبد الغني" من الجمهور فيقول: «إن الطرب الحلبي المتمتع بالقدود الحلبية التراثية له ثقافته الفنية العميقة، وخاصة أن القدود الحلبية لها مستواها الفني الكبير والمعروف لدى كل العالم، كما أن المقاطع الغنائية التي قدمها الفنان "عمر سرميني" تعد من أجمل وأمتع المقاطع الغنائية السورية التي تربطك بالواقع الفني والخيالي لأهل "حلب" المعروفين بشهرتهم في القدود وأدائها».

آلة التار

وتقول السيدة "مها رياض": «من الممتع أن نسمع القدود الحلبية على مسرح دار الأوبرا الدمشقية، وضمن ملتقى عالمي للموسيقا يعد الأهم في المنطقة، وهي خطوة لدمج التراث الموسيقي السوري بكل أطيافه وشرائحه بالمهرجانات الدولية الخاصة بالموسيقا الاحترافية».