أقيم في المركز الثقافي العربي- مخيم اليرموك، معرض فني تشكيلي- تراثي بمناسبة الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية التي سببتها عصابات الغدر الصهيونية وأدت إلى قيام كيان (إسرائيل) على الأراضي الفلسطينية، وذلك في يوم الأحد 22/5/2011، وحضر الافتتاح عدد كبير من الجمهور المهتم، ومن مندوبي الإعلام إضافة إلى الفنانين التشكيليين.

موقع eSyria حضر الافتتاح وحوله أجرى جملة من الأحاديث والتي كان أولها مع الأستاذ الصحفي "معتصم أبو خميس" الذي قال: «اللوحة الفلسطينية في المعارض التشكيلية السنوية تعبر عن آلام الشعب الفلسطيني وعن حلمه المتمثل بالعودة، المعرض هذه السنة فيه تغيير، هناك شيء يتعلق بالتغيير الحاصل في المنطقة حولنا، ويمكن أنه مرتبط أكثر بالحدث الكبير الذي حدث في "الجولان" و"مارون الراس" والأردن ومصر، الفن التشكيلي الفلسطيني بالمجمل يجب أن يكرس دورا أكبر بإيصال صوت الفلسطينيين المتمثل بحق العودة بطريقة أكبر مما هو عليه الآن».

اللوحة الفلسطينية في المعارض التشكيلية السنوية تعبر عن آلام الشعب الفلسطيني وعن حلمه المتمثل بالعودة، المعرض هذه السنة فيه تغيير، هناك شيء يتعلق بالتغيير الحاصل في المنطقة حولنا، ويمكن أنه مرتبط أكثر بالحدث الكبير الذي حدث في "الجولان" و"مارون الراس" والأردن ومصر، الفن التشكيلي الفلسطيني بالمجمل يجب أن يكرس دورا أكبر بإيصال صوت الفلسطينيين المتمثل بحق العودة بطريقة أكبر مما هو عليه الآن

أما الشاب "همام دياب"، سنة رابعة تجارة واقتصاد، فقد قال: «من خلال نظرتي للفن، هناك شيء يتعامل مع صورة الحرية الفلسطينية بطريقة تقليدية، اللوحات فيها رموز قديمة تعبر بطريقة طفولية، ولم تعبر برموز معقدة كتعقيد القضية الفلسطينية، هناك بعض اللوحات تعتمد النمط الحديث في التشكيل وتبتعد بعض الشيء القضايا الحياتية ويجوز أنها تقترب من الرمزية في الفن الحديث، وتعتمد الرمزية في بعض الإشارات، وبعض الألوان والتعبير، لكن أجمل ما شاهدت في هذا المعرض بعض اللوحات الانطباعية».

هدى البدوي

بدورها تحدثت الآنسة "عفاف القيسي" من نادي فتيات فلسطين: «نحن نعمل بالتراث الفلسطيني في نادي فتيات فلسطين، كانت مشاركتنا بالمطرّزات المشكلة، الأثواب والجزادين والشراشف والجزادين، هذه النكبة نكبتنا، وهذه ذكرى حزينة جداً على قلوبنا، يجب أن نفعل أشياء أكثر من هذا في هذه المناسبة، لكن عملنا استطعنا فعله ضمن حدود المتاح، هذا المعرض إحياء للذكرى اغتصاب فلسطين، وإقامة (إسرائيل) التي سرقت تراثنا كما سرقت أرضنا، فمثلاً مضيفات الطيران الإسرائيلي يرتدون الزي التراثي الفلسطيني المطرز وكأنه زيهم وتراثهم، لذلك من الواجب علينا الاهتمام بتراثنا بشكل كبير وحمايته».

كما علقت السيدة "هدى البدوي"، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، أمينة سر لجنة فرع سورية: «في الذكرى الثالثة والستين للنكبة، بدأت فعالياتنا بحدث غير مألوف عن السنوات السابقة، وهو اجتياز الشباب الفلسطيني الشريط الحدودي في منطقة "الجولان" المحتل، وكان الحدث الأهم في هذه الذكرى، لكن هذا الحدث لم يمنعنا في أن نغطي في الأنشطة الأخرى، ويسعدني مشاركة فرع الإتحاد في سورية مع إتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، لإقامة هذا المعرض الفني التشكيلي والمطرزات التراثية والتي لا تبتعد عن جميع الفنون، لأن التراث الفلسطيني أهم ما يميزه هي هذه الوحدات الزخرفية والهندسية، التي أبدعتها المرأة الفلسطينية منذ القدم، ونتمنى أن نقيم معرضنا القادم على أرض فلسطين كما نتمنى التوفيق لشعبنا في الوطن والشتات».

عبد المعطي أبو زيد

وختم الفنان التشكيلي "عبد المعطي أبو زيد" عضو الأمانة العامة لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، حيث قال: «المعرض بمجمله نعتبره نقطة علام في مسيرتنا التشكيلية، اخترنا نخبة من الأعمال في الذكرى الثالثة والستين للنكبة، والفنان التشكيلي هو دائماً حاضر في أعماله في كل المناسبات الفلسطينية، وأعمالنا دائماً وطنية تتكلم عن النضال الفلسطيني بكافة أشكاله، عن المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، عن الثقافة الفلسطينية والتراث الفلسطيني، اللوحة دائماً هي عبارة عن موسوعة دائمة لكل هذه النضالات التي نعايشها، وهي دائماً شاهدة على العصر لكل الأحداث والمشاركات في المنعطفات والأحداث التاريخية التي يمر بها الصراع العربي- الإسرائيلي، ولا يخفى على المشاهد عندما ينظر إلى اللوحة التشكيلية الفلسطينية يشعر بنفسه كأنه موجودٌ في هذه اللوحة، لأنها تعبر عن ذاته، والفنان التشكيلي يحاول في أعماله أن يكون قريباً للجمهور، من خلال المفردات التي يستعملها في اللوحة، والتي هي من التراث الشعبي الفلسطيني، من تاريخ الشعب الفلسطيني، ومن تراث البيت الفلسطيني، من هنا دائماً يكون هو في وسط مجتمعه، في وسط بيئته، ليس غريباً عن بيئته في لوحته التشكيلية، من هنا كان هذا المعرض الذي يجمعنا، مثل سرب الحمام، كل منا بلون معين، ولكننا نطير جميعاً بفريق واحد بألوان جميلة، وبروح جماعية، وهذا سر نجاح المعرض».

الجدير ذكره أن المعرض أقيم بالتعاون بين اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ولجنة المرأة لمنسقية فصائل م. ت. ف في سورية. وقد شارك فيه 29 فناناً فلسطينياً من فئات عمرية مختلفة ومن مذاهب تشكيلية مختلفة.

معتصم أبو خميس