أخرج عازفو فرقة "مقام" بقيادة الفنان "مياس اليماني" عدداً من التحف الموسيقية الشرقية ولعبوها بتكنيك وهارموني مَزَجَ الروح الشرقية بالكلاسيكية الغربية، وذلك في أمسيتهم "بدار الأوبرا السورية" ضمن مهرجان "مساحات شرقية" مساء الأربعاء 25/5/2011.
قطعة "لونغا وانيس" من تأليف الملحن السوري "وانيس وارطانيان" كانت افتتاحية الأمسية، ثم عزفت الفرقة مقدمة قطعة /114/ ثم القطعة نفسها التي كتبها عازف الكمان "مياس اليماني" للفرقة وعزفوا قطعة "رقصة" للمؤلف السوري "ربيع غنام" بطريقة سريعة وحيوية، بعد ذلك لَعِبت الفرقة قطعة "حلوة يا بلدي" المعروفة للمغنية المصرية "داليدا"، ثم لوّنت الأمسية بقطعة "رقصة قوقازية" وهي عبارة عن أغنية سعيدة تعبّرعن فرحة أم بطفلها كتبها "اليماني".
أرجو أن يبقى المشروع فأنا أشعر بأن أهمية أي فرقة دائماً هي في استمراريتها
ومن التراث السوري قدّمت "مقام" قطعة "زيّنو المرجة" استخدموا فيها عددا من الإيقاعات والتلوينات الحديثة على مقام "البيات"، إضافة لقطعة "على موجح البحر" المستوحاة من الأغنية التراثية المعروفة والتي تحمل نفس الاسم إنما كتبها "اليماني" بإيحاء من قصة الأغنية الساحلية.
وختمت الفرقة الأمسية بقطعة "لونغا نهاوند" وهي من تأليف الفنان "مياس اليماني" مستوحاة من رقصة غجرية.
وتفاعل الجمهور مع الأمسية بشكل كبير ورد على العازفين التحية بالورود والتصفيق الحار. موقع "eDamascus" استطلع بداية رأي السيد "نبيل الأربعين" أحد الحاضرين لهذا الحفل فقال: «هذه التجربة بالتعامل مع التراث السوري تجربة نادرة جداً وتستحق الاحترام فتطويع الهاروموني الغربي ليتعامل مع التراث الشرقي ظَهَرَ بطريقة رائعة دون أن يفقد التراث هويته، وبالنسبة للأداء كان عاليا جداً والتوزيع لأغاني سَبَقَ أن قُدّمت أكثر من مرة يدل أولاً على قدرة الموزع الخارقة وغنى تراث المنطقة ومثل هذه التجارب تعيد ثقتنا بتراثنا».
عازف الكلارنيت السوري "كنان العظمة" واحد من عشرات الموسيقيين الذين حضروا الحفل وكان أول رد فعل له عبر عنه في اللقاء لموقع eDamascus حيث قال بعفوية «بطيروا العقل» وأضاف: «عَمَل على أعلى المستويات فمياس عملتُ معه وأعرف فنه منذ زمن بعيد وكذلك بقية الفرقة، أهم ما يميز "مياس" برأيي النقلة بين عدة أنواع موسيقية من التراث السوري إلى البدوي إلى العراقي والقوقازي إلى الموسيقا المعاصرة، فهو موسيقي متمكن جداً من الآلة ومن أدواته الفنية وقد عالج القطع الموسيقية بطريقة رائعة جداً».
وختم الفنان "العظمة" حديثه قائلاً: «أرجو أن يبقى المشروع فأنا أشعر بأن أهمية أي فرقة دائماً هي في استمراريتها».
العازفة "ماريا أرناؤوط" مديرة "دار الأوبرا السورية" تحدّثت عن أمسية اليوم فقالت: « تداخل الغربي هي فكرة الفرقة التي تقوم عليها، أن نأخذ تراثنا من الموسيقا الشرقية ونضيف إليه مهاراتنا كعازفين أكاديميين تعلمنا الطريقة الغربية الكلاسيكية، إضافة للمهارة الشرقية في العزف عند مياس».
وترى الفنانة "أرناؤوط" أن موضوع عزف هذه القطع حساس وشائك، «هناك دائما تجارب في تطوير القطع الشرقية أحيانا هذه التجارب تكون اعتباطية لذا يجب أن يكون هناك فهم جيد للموسيقا الشرقية وفهم جيد لطرق التوزيع الموسيقي الدارجة حالياً في العالم ومحاولة ايجاد طريقة متوازنة لجمع الجانبيّن مع بعضهم»، وتؤكد أن الحكم على نجاح مثل هذه التجارب دائما للجمهور.
وتضيف قائلةً: «الهدف دائماً ألا تكون نظرتنا لموسيقانا الشرقية على أنها تراث محفوظ أو كتمثال في متحف، بل إعطاؤها قابليّة التطور والتفاعل مع العصر الحالي في الساحة العالمية»، وفيما يتعلق بعملها كمديرة لدار الأوبرا وعازفة كمان قالت: «سعيدة جداً بمكاني لكن الجانب الفني لم أتخل عنه ولست أنوي ذلك، لكن لكوني شخصا إداريا في صرح ثقافي لدي خلفية موسيقية، يساعد ذلك دائما في عملية الإنتاج الفني وفي تقديم رؤيتي في التفاصيل الفنية فأنا أحب أن أحضر بروفات الآخرين وأعطي رأيا وأبحث عن التفاصيل الموسيقية».
في حين رأى مؤسس فرقة "مقام" عازف الكمان "مياس يماني" أن مشاركة الفرقة في المهرجان ذات أهمية كبيرة «خاصة أن "مساحات شرقية" يعتبر أحد أهم المهرجانات في سورية لأنه يجمع مختلف التجارب الموسيقية في المنطقة، وبالتالي تهمنا المشاركة به لنقدم أنفسنا كفرقة مقام، كما يهمنا أن نتعلم من الفرق الموسيقية التي استضافها المهرجان من دول شرقية مختلفة، والمهرجان فرصة حقيقية لتبادل الأفكار مع موسيقيين من ثقافات وخلفيات موسيقية متنوعة».
ويرى "اليماني" أن أعضاء الفرقة تعمّدوا التنويع في برنامج المهرجان بين
التراثي المحلي والقوقازي إضافة إلى مقطوعات موسيقية خاصة بالفرقة، وأضاف
«أحببنا تقديم أشكال موسيقية متنوعة من ترثنا ومن البلدان المحيطة بنا لأن المهرجان ليس على مستوى محلي فقط، وأتمنى أن نكون قد استطعنا اليوم تقديم أنماط موسيقية مختلفة».
تأسست فرقة "مقام" عام /2006/ وقدمت حفلات عديدة في "ألمانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا وسويسرا"، ومنذ عام 2009 قدمت الفرقة حفلات في عدة دول شرق أوسطية "سورية، لبنان، قطر، الإمارات، تركيا، مصر" .
وتتألف الفرقة من خمسة عازفين شباب: "4 عازفي وتريات وعازف إيقاع" وهم: "فراس حسن، فادي حتر، باسم الجابر، مياس اليماني، ماريا أرناؤوط"..