الترنيم السرياني كان له مكاناً ضمن مهرجان "مساحات شرقية"، فجوقة "الفخارون" المُسماة بالسريانية "قوقويو" أحيت أمسية للترنيم السرياني في 29/5/2011 في دار الأوبرا السورية بمشاركة مغنيين منفردين منهم "ليندا بيطار"، "سمير ورطان"، "مريام اسكندر"، "ميشيل سنونو"، و" سناء بركات" بقيادة الأستاذ "نوري اسكندر".
موقع eDamascus""تعرف على رأي أحد الحاضرين لهذه الأمسية والبداية كانت مع السيد "وائل رباحية" الذي قال: « هذه الترنيمات مرتبطة بالجذور أسمع العديد منها بأصوات كورالات الكنائس السريانية، لكن أتيت اليوم لكي أستمع لها من مغنيين محترفين، وبقيادة الأستاذ "نوري" وقد أدوها بشكل رائع، لكن كنت أتمنى وجود آلات موسيقية مرافقة ولو آلة شرقية كالعود أو إيقاع خفيف لأنها تضفي مزيد من الأحاسيس على الترنيم».
تجربة فريدة جداً بالنسبة لي لأني أول مرة أغني بلا مكبرات صوت وشعرت أني قدمت صوتي بطريقة ترضيني في السرياني
عازف العود الفنان "ميلاد باهي" كانت له مشاركات عديدة كعازف لكنه في الأمسية شارك كمرنم في الجوقة، وقد تحدث ألحان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية فقال: «تختلف الألحان بشكل بسيط ما بين مدينة وأخرى، مثلاً الكنائس السريانية في حلب تؤدي الألحان بشكل مختلف عن الكنائس السريانية الموجودة بمنطقة الجزيرة»، وأضاف "باهي": «الألحان التي قُدمت اليوم كانت بحسب مدرسة "الرها "(أورفة) تركيا، وفي أغلبها كانت لمار يعقوب ومار افرام السرياني الذي يعتبر من روّاد الألحان السريانية»، وفيما يتعلق بالفَرق بين الموسيقا البيزنطية والسريانية قال: «البيزنطي متأثر نوعاً ما بالثقافة الغربية، فيه تعدد صوتي، (اللحن المُغّنى + أصوات مستمرة على نفس درجة الركوز الصوتي، وأحياناً يصبح هناك هارموني للّحن من ثلاث إلى أربع أصوات، ، أما الألحان السريانية فهي تعتمد على اليونيسون أي الأداء الموّحد والدقيق للحن والعُرب الصوتية من قِبَل الكورال، فهي في أغلبها تحتوي على ربع الصوت (التون الشرقي)، وهي تشبه الموسيقا العربية بشكل كبير فالموسيقا العربية والسريانية مبنية على نفس المقامات الموسيقية تقريباً، وكل كنيسة تتأثر ألحانها تدريجياً بفعل الزمن بطبيعة المكان وثقافته تبعاً لوجودها الجغرافي، مثل الكنائس القريبة من تركيا التي تأثرت بالأسلوب التركي، إذ أنه ببداية الأمر كان الأتراك قد تأثروا بالسرياني ثم أصبح العكس وكذلك بالنسبة للكنائس الموجودة في العراق التي تأثرت بالمقام الموسيقي العراقي ».
المغنية "ليندا بيطار" قالت أنها شاركت الأستاذ "نوري اسكندر" في عديد من الأمسيات السريانية وهي ترى أن هذا النوع من الترنيم من أصعب أنواع الغناء: «لأنه يتطلب كثير من التدريب مع المجموعة لتوحيد الصوت والتنقل بين الطبقات الصوتية خصوصاً أنه لا يوجد آلات موسيقية مرافقة».
وتؤكد على فكرة قرب السرياني من الموسيقى العربية وتُعطي مثلاً على ذلك ترنيمة على لحن قريب جداً من لحن أغنية "البلبل ناغ على غصن الفل".
وختمت "بيطار" حديثها قائلة: «تجربة فريدة جداً بالنسبة لي لأني أول مرة أغني بلا مكبرات صوت وشعرت أني قدمت صوتي بطريقة ترضيني في السرياني».
الأستاذ "نوري اسكندر" مسؤول الفرقة أكّد أن أمسية اليوم حاول فيها أن يُشكل مع الحضور عائلة واحدة بدون مكبرات صوت أو آلات: «بل سهرة موسيقية قدمنا فيها تراتيل سريانية قديمة من طقوس ذات ألحان شعبية في أغلبها إيقاعات تتميز بالحيوية وأجناس قريبة من أجناس الموسيقا الشعبية الموجودة في الأرياف قرى وجبال سورية وبلاد الشام».
وأضاف الفنان "اسكندر": «أجواء هذا النوع من الموسيقى تتصف بالعفوية والصفاء وتوحي بالبعد التاريخي لحضارات منطقتنا سورية من فترة ما قبل المسيحية وحتى الآن وتضم في موسيقاها أجناس شرقية مثل الرصد والبيات والحجاز والصبا».
يذكر أن جوقة "القوقويو" تأسست عام /2003/ من بعض طلاب المعهد العالي للموسيقا "بدمشق" إلى جانب مرتلين آخرين من "حلب"، قدمت في "دمشق" وعواصم أوربية عديدة مختارات من التراتيل السريانية لتعريف العالم بهذا التراث السوري.