الارتجـال هو أداء تمثيـلي مرتجل يكون جزءاً من تدريب الممثل أو مرحلة أولية في تكوين دور معين أو جزءاً من عرض مسرحي، وقد اعتمد المسرح دائماً ومنذ زمن بعيد على قدرة الممثل على الارتجال في مواقف معيـنة كما يحـدث في المشاهـد الكوميـدية أوعروض الميلودراما والبانتومايم. وفي هذا الإطار افتتح طلاب السنة الرابعة قسم التمثيل عروض مشروع تخرجهم الوجه الآخر لـ"حكاية السيدة روزالين" إشراف الفنان "فايز قزق" على مسرح "القباني".
واعتمد العرض على تقنية الارتجال الجماعي كطريقة أساسية للتأهيل الأكاديمي لطلاب التمثيل وكظرف إبداعي له خصوصيته في إعطاء الطلبة هامشاً واسعاً لتكوين شخصياتهم المسرحية انطلاقاً من فرضية رئيسية يتم الاتفاق عليها في بداية العمل.
إن الوجه الآخر ل"حكاية السيدة روزالين" استغرق شهرين من التدريبات المتواصلة ومن الشغل على القصص الفردية للطلاب وتوليفها فيما بعد على شكل عرض مسرحي له مكانه وزمانه الخاصان به
موقع "edamascus" حضر العرض وحوله أجرى جملة من الأحاديث كان أولها مع المخرج المسرحي "رامز مدرك"، حيث قال: «قدم العرض مجموعة من المشاكل الإنسانية أهمها موضوعات جرائم الشرف والفساد والعلاقات الأسرية من خلال اشتغال الطلاب على قصص واقعية من صميم تجاربهم الذاتية وذلك عبر دراما مشوقة أخلص لها طلاب السنة الرابعة دون الوقوف عند محرمات اجتماعية وبكل حرية وأمانة في نقل تفاصيل القصة التي قاموا بكتابتها من خبراتهم الشخصية ».
أما الفنان المخرج "بسام عمران" المختص بالعروض الارتجالية، قال: « مشاريع الارتجال تختلف عن العمل بالنصوص الكلاسيكية عبر قدرة الطالب المتدرب على فهم الشخصية التي يكتبها ويقوم بأدائها من خلال تشرب الشخصية وخلق العالم الداخلي لها وفق مرجعيات اجتماعية وإرثية وسياسية واقتصادية يقوم الطالب بدراستها وتطويرها كمشاهد منفصلة يجري فيما بعد دمجها وتوليفها ضمن قالب القصة المسرحية الواحدة، وأسلوب الارتجال أكثر قدرة على إغناء إمكانيات الطالب الضعيف وجعله بمستوى يقارب المجموعة التي يعمل معها على باقة من القصص الجماعية».
واللقاء الأهم كان مع الفنان المخرج "فايز قزق" ليحدثنا عن هذا المشروع الطلابي الارتجالي، حيث قال: « أن هذا المشروع جاء كنوع من رد الجميل "للمعهد العالي للفنون المسرحية" الذي عملت فيه أستاذاً منذ ثلاثين عاماً، والارتجال هو مشروعي الشخصي لرد الاعتبار لسوية الطالب المتخرج ورفع قدراته بإحساسه بجسده ومواجهة الجمهور حتى من السنة الأولى».
وأضاف "قزق"عن هذه التقنية قائلاً: «تقنية الارتجال هي من أخطر وأهم التقنيات المعمول بها على مسارح العالم من أجل إنتاج العرض المسرحي سواء على صعيد المتدربين أوالمحترفين وهي ذات أصول تاريخية عريقة حيث كانت متبعة في "إيطاليا" منذ القرن السادس عشر».
وتابع "قزق": « هذا المشروع يكمل مابدأته مع طلاب قسم التمثيل بالاشتغال على عروض الارتجال والابتعاد عن النصوص الجاهزة بغية الوصول بالطالب إلى معرفة دقيقة وعميقة بقضايا ذات طابع حسي وجسدي ونفسي على خشبة المسرح، وامتحان أدوات هذا الطالب عبر قصة يتم الاتفاق عليها».
بدورها "رغد مخلوف" الأستاذة المساعدة للمشروع، قالت: «إن الوجه الآخر ل"حكاية السيدة روزالين" استغرق شهرين من التدريبات المتواصلة ومن الشغل على القصص الفردية للطلاب وتوليفها فيما بعد على شكل عرض مسرحي له مكانه وزمانه الخاصان به».
الجدير بالذكر أن "حكاية السيدة روزالين" دراماتورجيا "وائل قدور"، تدريب صوتي "فادي عطية"، ديكور "محمد وحيد قزق"، تأليف موسيقي "أحمد الأشرم"، إضاءة "ماهر هربش" ومن أداء "أروى عمرين،أويس مخلالاتي، حمادة الرفاعي، حلا رجب، دانا مارديني، صلاح حنون، غفران خضور، كرم الشعراني، لوريس قزق، مصطفى المصطفى، مصطفى سعد الدين، نور أحمد، وسام أبو صعب، يزن الخليل".