أقام المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" ندوة نقدية عن أعمال الأديب "غانم بو حمود" الشعرية والقصصية، حيث قدمها كل من الدكتور "راتب سكر" والأديب "وليد معماري" وبحضور العديد من الأدباء والشعراء وفرع اتحاد الكتاب العرب بدمشق.
حول الندوة تحدث الشاعر "فرحان الخطيب" عضو اتحاد الكتاب العرب، لموقع eSyria قائلاً: «ما سمعناه من رؤية نقدية من الأديب "د. راتب سكر" مهم، فقد تحدث عن التراتبية الشعري والتجريب، في الأعمال الشعرية للشاعر "غانم بو حمود" منوهاً إلى خاصية واضحة لشاعرنا وهي غزارة إنتاجه دون ضعف، ذلك لأنه نشر العديد من المجموعات الشعرية وظل محافظاً على رتابته، الأمر الذي جعله يحجز مكانة ضمن المشهد الشعري السوري رغم تزاحم الشعراء، فهو يحافظ على عدم الركض وراء القارئ بل يتخيل قارئه في وجدانه، وهي نقطة فنية تكون مثلباً ولكنها حاملة عنصر الإبداع، فهو شاعر لديه القدرة على إيصال ما يريد، وما تصوره الناقد "سكر" من عبارات وومضات من شعره، جعلنا نتعرف على ما خفي من جوانبه الإبداعية أكثر، لذلك وفق الدكتور "سكر" في إلقاء إضاءات طفيفة على بعض جوانب أعمال الشاعر "غانم بو حمود"، كذلك الأديب "وليد معماري" الذي عمد على تشجيع الشاعر ليكون قاصاً أكثر منه شاعرا وهذا الرأي يحترم للأديب "معماري" حيث وجد في قصصه ملامح القاص المتمكن واضعاً كرسيه في الصفوف الأولى للقصة السورية».
أعبر عن فرحتي بوجود الأصدقاء والمحبين والأدباء والنقاد والإعلاميين، وأقول صراحة إنني لم اكتب قصيدة أم قصة وأنا راضٍ عنها، وما زلت أبحث عن الأجمل والأفضل، لأنني أجد ركبي بطيئاً في ملاحقة الشعراء والأدباء، لكن تشجيع العارفين وأصحاب الإبداع لهم السبق في تطوير مشواري الثقافي
وحول أعمال المحتفى به الشعرية بين الشاعر والناقد "د.راتب سكر" عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب بالقول: «صدر للشاعر "غانم بو حمود" أكثر من عشر مجموعات شعرية، وهو تدرج بها من العمودي إلى التفعيلة إلى النثر وصولاً إلى الومضة، وأعتقد أنه فشل في الشعر فشلاً ذريعاً، لأنه وخلال تجربته الشعرية لم ينجح في كتابة قصيدة تجاوز شخصيته، ولذلك في الشعر هو لم يكتب قصيدة تلائم شخصيته ويتجاوزها، لأن سلوكه قصيدة، ورغم أنه يكتب بإبداع لكنه لم يصل إلى آفاق إبداع تكوين شخصيته، لأنه بتقديري مشغول في نقاء المفقود، وليس حديثي هجاءً، فهو ينشغل في تجاعيد النور والنقاء، وهذا تجده في قصائد التفعيلة ذات الدلالة والانزياح الدلالي بصور مكثفة ورمزية خاصة في تعامله مع المطلق والفضاء الضيق، فهو لا يترك الاستلهام يأتيه، بل يحب الذي يشاركه، وهو متعلق بالأمكنة بشكل ملحوظ إذ تراه يكتب للأمكنة التي زارها في العالم بادئاً بقريته "بيت طيون" في "صافيتا"».
أما الأديب "وليد معماري" عضو اتحاد الكتاب العرب فقد عبر عن رأيه بأعمال القاص "غانم بو حمود" قائلاً: «جاءت معرفتي به متأخرة نسبياً، واكتشفت فيه قاصاً مبدعاً، واعتز بأني ساهمت بنشر قصصه في صحيفة الأسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والتي توليت رئاسة تحريرها لفترة ثم مديراً للتحرير فترة أخرى، وطالما كان يمر عليَّ في مكتبي، وهو يرتدي بزّته العسكرية وعلى كتفيه بضعة نجوم وتاج، لكنه كان يمر ليدفع إلي بقصة للنشر ثم يمضي، لم يكن لباسه العسكري يخيفني بل كانت قصصه وحدها التي أقنعتني بأنه كاتب قصة، وهو يدرك بأني لم ولن أحابي أحداً في النشر، ولم أنشر ولو قصة واحدة لي، لم أكن مقتنعاً بشرطها الفني، لأن القصة في تصوري هي حدث خاص غير عادي، بغض النظر عن بساطة الحدث، أو غرائبيته على أن يكون هذا الحدث الخاص معبراً عن حالة عامة... حدث واحد.. ومنه تتشعب أحداث جانبية، تصب جميعها في الحدث الأم وهذا هو الشكل البؤري للقص، والذي يمكن تشبيهه بالعدسة المقربة التي تجمع أشعة الشمس في نقطة واحد على الورقة، وهذا ما جسده القاص "بو حمود" في قصصه الذي جمع النقاط على ورقة مركز انطلاق الشمس، لذلك رأيته قاصاً أكثر منه شاعراً».
وعبر المحتفى به الشاعر والقاص "غانم بو حمود" وعضو اتحاد الكتاب العرب بالقول: «أعبر عن فرحتي بوجود الأصدقاء والمحبين والأدباء والنقاد والإعلاميين، وأقول صراحة إنني لم اكتب قصيدة أم قصة وأنا راضٍ عنها، وما زلت أبحث عن الأجمل والأفضل، لأنني أجد ركبي بطيئاً في ملاحقة الشعراء والأدباء، لكن تشجيع العارفين وأصحاب الإبداع لهم السبق في تطوير مشواري الثقافي».