تعود فرقة "طويس" لتقدم قوالب الموسيقا الشرقية مفردةً مساحات واسعة لإظهار روح العازفين وتكنيكهم وذلك في حفل 21/6/2011 على مسرح "دار الأوبرا".
الفرقة التي يقودها الفنان "عصام رافع" عَزفت برنامجاً من مؤلفاته وبدأت بقطعة "العاشق" التي تخللها تقاسيم صولو لبعض العازفين، أما قطعة "حدث" فتميزت بسرعة أداء العازفين، ولَعبت الفرقة قطعة" إنسان" التي كتبها "رافع" قبل سنوات تخللها فسحة لتقاسيم على العود، وعزفت الفرقة قطعة "قرميدي" و"الجمال" ثم "أصوت خافتة" وخَتَمت الفرقة بقطعة "سماعي عربي قديم".
بعد سنوات العمل الطويلة نحاول أن نقدم شيء صادق من القلب حتى نخرج ببصمة تميزنا
موقع eDamascus حاور عازف التشيللو "صلاح نامق" فقال أن الفرقة تفرد مساحات واسعة لتقديم التقاسيم كل عازف على آلته: «حتى التشيللو الذي كان قبل سنوات قليلة يقدم أرضية موسيقية في الحفلات اليوم قَدَمت عليه بعض التقاسيم».
ويؤكد "نامق" أن عناصر "طويس" يمكلون من خبرة العزف والتدريس ما يجعلهم يبرزون كعازفين صولو محترفين وذلك بعد تراكم خبرات التمارين والعزف.
ويشير إلى أن القوالب التي تقدمها الفرقة تعتمد على التكنيك بالعزف وهي من ألوان مختلفة.
ويرى قائد الفرقة الفنان "عصام رافع" في تصريح لموقع " "eDamascu أن المُستمع هو القادر على تحديد ما يميز "طويس" عن سواها من الفرق التي تقدم القطع الشرقية: «السميّعة والجمهور يعرفون النكهة التي تُميز فرقة عن سواها، لا أتحدث هنا عن أفضل أو أسوأ بل عن الاختلاف في كل فرقة المتلقي حصراً يحدد ما يحب، وما تعطيه الفرقة من أحاسيس».
ويؤكد "رافع" أن الفرقة تحاول أن تقدم الموسيقا السورية: «بعد سنوات العمل الطويلة نحاول أن نقدم شيء صادق من القلب حتى نخرج ببصمة تميزنا».
ويقول أن الفرقة تركّز على تقديم كل عازف لهويته وطابعه الموسيقي: «لأن نوعية القطع المكتوبة تتحمل هذا التقديم للعازفين، فهناك أشياء ارتجلت على المسرح مثلما حدث في قطعة "الجمال"... وهذا يعود أيضاً حالة مزاج العازف والمتعة الجماعية».
لكن من ناحية أخرى يؤكد قائد الفرقة أن العازفين يجب أن يظهروا بنَفس وكتلة واحدة مع إظهار التفاصيل التي تخص كل عازف.
وحول إمكانية ظهور بعض المغنيين في الفرقة قال إن ذلك حدث في حفلات سابقة وهو لون وارد دائماً في الحفلات: «لكن الفرقة تركز على الموسيقا الآلية وكذلك أنا أعمل في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية على هذا التوازن ليظهر العمل الأنيق والراقي».
أما عن قصة قطعة "قرميدي" وسبب تسميتها بهذا الاسم فقال أنه قام بتأليف مجموعة من المعزوفات لرسام ألماني اسمع "دانييل" تتحدث كل قطعة عن لون معين كان من المقرر أن تقدم مع عرض اللوحات إحدى القطع كانت "قرميدي".
ويخدم حديثه مشيراً إلى إيجابية قدوم جمهور ليحضر حفل موسيقي بحت دون أغاني.
وكان الفنان "عصام رافع" قد أسس الفرقة عام 2004 بهدف البحث في جذور الموسيقى العربية والشرقية وخصوصاً الآلية منها لسبر أغوارها، وإخراجها بنهاية المطاف بأسلوب جديد ومعاصر، مستفيداً من تجارب المدارس الموسيقية المتعددة.
وأحيت فرقة "طويس" عدة حفلات داخل وخارج سورية (ألمانيا، الكويت، فرنسا)، كما شاركت في الألبوم الأخير لعازف الأكورديون الألماني "مانفرد لويشتر"، وألبوم مع فرقة "الأنوار" الفرنسية بقيادة "جان كريستون فريش".
وأحيت الفرقة حفل في مهرجان الموسيقى الروحية في "قصر العظم" ضمن فعاليات "دمشق عاصمة الثقافة العربية" 2008، وحفلين في 2009 على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون، وصدر الألبوم الأول "لطويس" في منتصف 2008.
وأخذت الفرقة اسمها من مغني قديم يدعى "طويس" اشتهر بجمال صوته وقوة ابتكاره يرجع أصله إلى المدينة المنورة في الجزيرة العربية، ويعتقد أنه أدخل الإيقاع إلى الغناء للمرة الأولى في القرن السابع الميلادي.
الجدير بالذكر ان المشاركين في حفل دار الأوبرا السورية يوم 21/6/2011 هم: "عصام رافع" (عود)، "بادي رافع" و"فراس حسن" (إيقاع)، "فراس شهرستان" (قانون)، "مسلم رحال" (ناي)، و"ناصر موره لي" (كمان).