شبق لوني أعلن عن ولادة شخوص جديدة للفنانة "إينا س عربي" التي حضرت شخوصها المزدحمة بالتفاصيل والألوان على لوحاتها، هذه اللوحات التي تتحدث عن نبض داخلي يغوص في عمق الفنانة لتعلن عن ولادتها الحقيقية في أول معرض فردي لها.
موقع "eDamascus" وبتاريخ 25/6/2011 حضر افتتاح معرض الفنانة "إيناس عربي" في غاليري "كامل" للفنون، المعرض الذي احتوى على الكثير من التفاصيل الهندسية في الأشكال، والمزيد من الجرأة في طرح الألوان.
"شبق لوني" جاء من الجرأة الشديدة للفنانة بطرح هذه الألوان وبصرخة مدوية على سطح اللوحة، ومن هنا قررت أن هذا الشبق اللوني يحتاج ألوان كثيرة فغيرت ألوان لباسي اليوم لتتناسب مع لوحات صديقتي "إيناس"، هذا الشبق اللوني الذي اجتاح عواطفي وسكن روحي بألوانها الجريئة
وسط تلك الشخوص الهندسية المعبئة بألوان صريحة وعن معرضها يقول الفنان "صفوان داحول": «ماذا يعني أن تدخل مرسمك كل يوم، تبحث فيه عن نفسك، أوهامك وذاكرتك، ماذا تريد أن تقول ولمن؟ ربما تصرخ، تبكي، ربما تفقد الشهية حتى للحياة، لكنك تعود في اليوم التالي لتجمع فيه قواك ومن جديد تعيد ترتيب أشياءك لأعمال متلاحقة على هيئة لحظات ذاتية أو حكاية فردية أو توثق لذاكرة متناثرة كأشكال هندسية مترامية وعفوية تتكيّف تلقائياً على سطح اللوحة، أشكال يمكن لها وببساطة أن تتوزع كشظايا مزدحمة أو مبتعدة إلى خارج اللوحة تكاد تصرف الانتباه عن المشهد الأساسي أو الموضوع الأساسي، إلا أن هذه الأشكال الهندسية والتي تتحول وبطريقة ما إلى رموز خاصة جداً، يمكن تأويلها إلى أشكال لعوالم نفسية مضطربة ومتوترة تجوب سطح اللوحة وتوهمك بأنها قد تتحرك في أي لحظة، اليوم "إيناس" تقرأ لنا عالمها بصمت لا يخلو من بحث بصري عفوي وخاص لحكاية خاصة».
وتقدم الفنانة "إيناس معرضها كهدية بسيطة لابنها "كنان" وابنتها "كندة" فتقول: «يجلس أمامي، ما يقوله كان مألوفاً أمام ما كان بعينيه من أبجدية يجمعها بنظره ويرسل لي تاريخاً صاخباً من الحب، له أولوية الكتابة على لوحة حياتي، وتقليده وسام زراعته البذرة الأولى لتزهر أولى أعمالي الفنية، "كنان" لم يكن بتلك اللحظة يتكئ على مفهوم الابن، عباراته محفورة الآن بذاكرتي، تلغي بمصداقيتها تفاهات الحياة، لفراشة الروح تجول سابحة بتفاصيلي وتضع قبلة لطالما بكل طرفة عين أشتهيها، "كندة" اخترقت قصة الكون عن أم وابنتها لتأخذ الدور هي بجدارة، ترغمني بلحظات أن أركع لها وأسلمها رسالة تبدو ثقيلة الحمل رغم صغر سنها، تستوقفني الآن وبهذه اللحظة، عيناه ويداها وأهديهما ما صنعت وما سأصنع، ولغد مشرق نادر حدوثه أصلي».
هذه الألوان الجريئة ترافقت بأبيات شعر كتبتها الفنانة وفي إحداها تقول:
هل لي بصوت يردني قليلاً لنفسي؟
هل لي بنبض يدلني قليلاً لقلبي؟
هل لي أنا العاشق بكسرة خبز تذكرني بالحياة؟
هل لي أنا الكامن تحت غطا جسدي ببعض روحي.. ببعض ذاتي؟
هل لي أنا الخائف من عقدي ببعض أزاهير الرمان تفك قيدي؟
كفى نمضغ الكلام لنخرجه فراغاً
ونلقي الحقيقة قعر ذاتنا
ما عاد ورق التوت يرتق عرينا.
وتحدثنا الفنانة "إيناس" عن لوحاتها فتقول: «ألواني صريحة وواضحة وتتحدث عن هذا الاضطراب الذي نعيشه في حياتنا، واسم المعرض "شبق لوني" أتى من جرأة هذه الألوان وموضوعها على سطح اللوحة فهنا الألوان على حقيقتها بعيدة عن المزج، أما بالنسبة للحظة اللوحة فهي لحظة حقيقة في حياتي تلك اللحظات الجريئة التي تجسدت على سطح اللوحة، فهناك غواية وشهوة وعراك لوني شديد في اللوحة بين الدفء وبرودة الألوان، وهذه الشظايا على سطح اللوحة حالات انفعالية نعيشها كل يوم».
وتحدثنا الممثلة المسرحية "إيمان خضور" صديقة الفنانة عن ألوان "إيناس" فتقول: «"شبق لوني" جاء من الجرأة الشديدة للفنانة بطرح هذه الألوان وبصرخة مدوية على سطح اللوحة، ومن هنا قررت أن هذا الشبق اللوني يحتاج ألوان كثيرة فغيرت ألوان لباسي اليوم لتتناسب مع لوحات صديقتي "إيناس"، هذا الشبق اللوني الذي اجتاح عواطفي وسكن روحي بألوانها الجريئة».
من الجدير بالذكر أن الفنانة "إيناس عربي" خريجة معهد فنون تطبيقية عام 1991، وخريجة مركز "أدهم اسماعيل" وهذا المعرض الفردي الأول لها.