يختلف فن النحت عن باقي الفنون التشكيلية، فهو من الفنون التي يمكن إدراكها عن طريق اللمس والحركة المجــسمة، وفــيه يشــكل النحات الأعمال بيديه التي هي أقدر الوســائل لنقل الحــس الفني العالي.
موقع "eDamascus" حضر معرض الفنان النحات "جهاد عيسى" في ثقافي "أبو رمانة" بتاريخ 25/9/2011 الساعة السادسة مساءً.
من المهم وجود آلية واضحة ومخططة وعادلة لإشراك أكبر عدد ممكن من النحاتين السوريين في الملتقيات النحتية
حيث تنوعت التقنية التي عمل عليها النحات بين ثلاث خامات أساسية هي البوليستر والنحاس والزنك وبأسلوب تعبيري متفاوت في تحاوره مع الفراغ بحسب طبيعة كل مادة معتمداً المواضيع الإنسانية مركزاً على العلاقة بين المرأة والرجل مع وجود بعض الأعمال السمكية في حوارية كتلية متوجة مع اللون.
وفي هذا الصدد يقول الفنان التشكيلي "طارق الصالح" معبراً عن إعجابه بالمعرض: «إن أغلب المواضيع التي قدمها الفنان "جهاد عيسى" تعنى بعالم الإنسان والعلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة لما لهذه المواضيع من بعد مهم في حياة الناس بشكل عام والفنان على وجه التحديد معتمداً البساطة المأخوذة من الطبيعة الإنسانية ودون تعقيدات حسابية».
وقال الفنان "جهاد عيسى" في تصريح للموقع حول آلية النحت: «من المهم وجود آلية واضحة ومخططة وعادلة لإشراك أكبر عدد ممكن من النحاتين السوريين في الملتقيات النحتية».
وأضاف: «يمكن الاستفادة من الأعمال المنجزة في الملتقيات النحتية بشكل أفضل من خلال اتباع تعميم عرضها في ساحات وشوارع البلد بشكل موزع على رقعة "سوريا" كلها وفي الأمكنة المناسبة».
وتأتي تقنية التعتيق اللوني التي اعتمدها الفنان لمنحوتاته حاملة لبعض الجرأة فاختياره للذهبي والتركواز وغيرها من الألوان الغريبة يأتي لكسر التقليدية في العمل النحتي من ناحية الأسلوب والتقنية ولإعطاء انسجام أكبر بين الشكل والموضوع على حد تعبيره.
وحول المنحوتات النحاسية أضاف "عيسى" قائلاً: «الأعمال النحاسية تتسم بالانسيابية، وأنا استمتع في العمل مع مادة النحاس من خلال التنويع بالسماكات والتي تأخذ صفة الرشاقة التكوينية في الفراغ وهذا ما لا يمكن تقديمه في مادة الحجر مثلاً».
الجدير بالذكر: الفنان "جهاد عيسى" من مواليد "حلب" عام 1963 حاصل على إجازة في الهندسة الميكانيكية وأستاذ في معهد إعداد المدرسين قسم الفنون التشكيلية بـ"حلب" وله ثلاثة معارض فنية فردية داخل "سوريا" ومشاركة في ملتقى الأمل للنحت بـ"حلب".