"لقد كان الشرق مليئا بالوقائع التي كانت في جنباتها شكلا جديدا من التحولات التي أعادت للإنسان وجهه الأخلاقي لقرون طويلة عبر نوافذ الروح وخصائص الإبداع، فكان الخط العربي من أهم تلك الخصائص التي بها تتضح التسميات، وأمام هذا الغنى اللوني والخطي أسعدني الدخول إلى عالم الخطاطين الكلاسيكيين العرب حيث يعيشون هذا الزهد في صومعة الخط العربي وفي جماليات الحرف العربي". على حد قول الناقد التشكيلي عبود السلمان في كتابه الذي يتحدث عن جمالية الخط العربي (مواقد الحرف والذات).
(معرض جماليات الحرف في الفن التشكيلي) ضم ثمانية فنانين سوريين، و كان برعاية الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة في صالة بيت الرؤى للفنون التشكيلية، لم يكتف الفنانون برسم الخط العربي والتلذذ بجمالياته، بل حاولوا عبر تجربتهم الطويلة أن يظهروا أصالة هذا الفن التراثي العريق، مضيفين إليه في الوقت نفسه لمسات من الحداثة العصرية ليمنحوه نفحات معاصرة تناسب كل زمان ومكان.
زخرفة اللوحات البالغ عددها 33 لوحة تشد المشاهد بدقتها وأناقتها، وشفافيتها، وتتمثل القصائد التي اختاروها بحس جمالي، مستخدمين اللون المشع، المتناسق المبسوط ، كأنهم طرزوا فيه إحدى قطع السجاد الإسلامي. أكد الفنانون المشاركون (أحمد الياس، أكثم طلاع، جمال بوستان، جهاد حنون، علي الكفري، محمد غنوم، معتز العمري، نذير نصر الله) بمعرضهم الجماعي أن الحرف العربي يملك من المرونة والحياة ما يمكنه من قدرة التطويع على التعبير الفني المتقن الذي يستحوذ من خلاله على انتباه الرؤية الجمالية والبصرية لذائقة المتلقي خاصة أن فن الخط العربي يعد من أهم الفنون التي استطاعت أن تشكل وسيلة فعلية للارتواء الجمالي والفكري.
وعن هذه التجربة قال مدير صالة بيت رؤى الفنان التشكيلي زكي سلامة في حديثه لـ(eSyria): "أحترم تجارب وأعمال الجميع وأعتبر كل عمل فني وكل لوحة بمثابة رسالة وعلى الفنان أن يؤدي هذه الرسالة بمصداقية ناشرا التفاؤل بين الأشخاص الذين يعيشون لوحاته".
كما أضاف بأن الهدف هو إيصال التراث من خلال استخدام أساليب معاصرة وهو اتجاه واضح في اغلب الأعمال المعروضة من اجل تعزيز القدرة على استلهام الأصالة، عبر رؤية حديثة.