المهاجر(11) اسم المعرض الذي أقامه الفنان فراس الجوابرة، ويدل على أن الرجل والمرأة متساويان في الرقم (11)، في حين تشير كلمة مهاجر إلى صراع واغتراب ذاتي يعيشه في داخله حسب قوله.
ورغم أنه المعرض الفردي الأول لفراس بعد مشاركات في معارض جماعية في كلية الفنون الجميلة، شهد افتتاح المعرض حضوراً كثيفاً من شرائح متنوعة ضمت النقاد الفنيين والشباب الصغار و الكبار، حيث خرج كل منهم برأي حول لوحات الفنان فراس، التي بلغت (26) لوحة مع الإشارة إلى أن اللوحة رقم (12) التي حملت اسم "أسطورة الحياة " شكلت سلسلة من 6 لوحات.
الشاعر و الناقد الفني خالد خالد رأى أن الفنان فراس يستلهم لوحاته من مناخ المنطقة التي يعيش فيها، و لوحاته تشكل مساحة تقع بين التجريد والواقع وهي مؤسسة على الجهد والمثابرة، في عمل يومي يحاول اكتشاف اللون واكتشاف تشكيل يفضي إلى عالمه الذي يبدو للمتلقي سهلاََ ولكنه للناقد سهل ممتنع، سهل غير قابل أن يؤدى إلا بواسطة صاحبه.
وحول انطباعه العام عن المعرض يقول الناقد خالد: "بدون إطلاق أحكام أو قيمة على المعرض أتوقع كفنان تشكيلي وناقد أن لفراس مستقبل هام في الحقل الفني".
من ناحيتهم زوار المعرض عبروا عن المستوى الراقي الذي وصل له الفن التشكيلي في سورية، حيث ذكرت سوزان بجبوج العائدة من أميركا أنها المرة الأولى التي تحضر معرضاً للفن التشكيلي في سورية، إلا أن هذه الزيارة شكلت لها تجربة ناجحة تحفزها على التواجد دوماَ في مثل هذه النشاطات الثقافية، فهي ترى أن معظم اللوحات جميلة وهي على استعداد لشراء أية لوحة، فلوحات فراس توحي بأفكار كثيرة ولا تشير إلى شيء محدد، وهذا الفارق الذي شعرت به عن المعارض التي شاهدتها في أميركا والتي تتصف بالبساطة والوضوح الشديدين.
العمق في لوحات الفنان فراس ميزة أشار إليها العديد من زوار المعرض و منهم موفق البغدادي المدرس في كلية الهندسة المعمارية، حيث اعتبر أن اللوحات تبدو غامضة وبعيدة عن المباشرة، و يرى أنه ليس من الضروري تسمية وعنونة بعض اللوحات لأنها تحد تفكير وتأملات المشاهد، فاللوحة تقرأ وتفسر من قبل المشاهد ليستعيد اللحظة التي رسم فيها الفنان اللوحة، أما الفنان فراس يؤكد أن تسمية بعض اللوحات تعطي الأفق للمشاهد بما يساعد في الفهم و الشعور باللوحة، هذا الرأي توافق عليه الآنسة وعد المداومة على زيارة المعارض الفنية والتي تفاجأت حسب قولها بجمال اللوحات، فهي تفضل أن تسمى اللوحة لتعطي الإنطباع الأول للمشاهد بحيث يستطيع أن يربط بين جزئيات اللوحة الواحدة وبالتالي إلى الفهم العام للوحات.
الشاب خالد علي لفت نظره الوجوه والتشخيص في اللوحات واعتبر أنه من أفضل المعارض التي شاهدها، فهناك جهد واضح مبذول من قبل الفنان، ودعا الشباب السوري إلى حضور المعارض التشكيلية التي تقدم دوماً الجديد وتساهم في تنمية الحس والذوق الفني الذي يفتقده بعض شباب اليوم.
وفيما يخص استخدام الفنان فراس للألوان يعتقد الناقد الفني خالد خالد أن الألوان الصريحة والألوان الغير صريحة تراوح بين منطقتين منطقة صحراوية ومنطقة زراعية، من هذا المناخ ألف الفنان ألوانه، فهناك جرأة في الأداء وانسجام في استخدام الألوان.
والدة الفنان فراس التي هيأت الأجواء المناسبة لابنها من خلال شقة خاصة للرسم تشعر أن الألوان في لوحات ابنها توحي لها بحالته النفسية، فهي دوماََ تسأله عن سبب استخدام هذا اللون أو ذاك، ولا تتردد أبداَ في إبداء رأيها في لوحاته أثناء الرسم والتي تراها أنها محصلة للموهبة التي صقلها بالممارسة والقراءة والمتابعات المستمرة للمعارض الفنية.
إذا كان معظم الفنانين التشكيليين درسوا الفن أكاديمياَ وفي مدارس فنية فإن الفنان فراس المعيد في هندسة المعلومات أكد لنا على حقيقة أن ثمرة الإبداع تكون واضحة أكثر كلما ابتعدنا عن الاختصاص، باعتبار أن الإبداع خلق من شيء غير موجود.
يذكر أن المعرض يقام برعاية وزارة الثقافة السورية- مديرية الثقافة بدمشق في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بين (2-8) آذار، والدعوة عامة.