(دائماً كنت أحلم أن أكون رساماً ... الآن مهنتي الرسم... طولي 180 ... وصار وزني76... متزوج وعندي ثلاث صبيان... وأرسم لأني مازلت أحلم أن أكون رساماً... إنه مجرد قدر...)
بتلك الكلمات وقّع صفوان داحول (حُلم) ألبوم لوحاته، التي تعدت الأربعين لوحة ما بين عامي 2006- 2008 م
غاليري أيام عاش ذلك الحلم وسط حشدٍ كبير من الفنانين، والنقاد،والإعلاميين، ومتذوقي الفن التشكيلي في سورية...
أتى معرض داحول على هامش احتفالية (دمشق عاصمة الثقافة العربيةلعام2008)، وكان الافتتاح احتفالية بحد ذاته تتعدى حدود المجاملات الاجتماعية، لتضع الفن في إطاره الصحيح على صعيد رقي اللوحات المعروضة، وأناقة العرض، ودقة التنظيم، وإقبال الجمهور بشغفٍ تجلى في ازدحام الغاليري بصورةٍ متصاعدة، منذ لحظات الافتتاح الأولى.
رائحة البخور... أضواء الشموع...أصوات الموسيقى المنبعثة من أركان الصالة-المتحف... هكذا بدا معرض الفنان صفوان داحول في يوم افتتاحه الأول( 15آذار -19 نيسان ).
ضم المعرض 14 لوحة من الحجم الكبير توزعت على قاعتي عرض متقابلتين ... الحجم الكبير للوحات:هو أحد المفردات الرئيسية في هذا المعرض، إلى جانب التقشف في اللون، والمزيد من التكوينات الهندسية، إضافة ً إلى كون ملمس اللوحات أقرب ما يكون إلى صور الفوتوغراف، بعيداً عن التكنيك الذي ركز عليه داحول في الفترات السابقة.
صفوان داحول: مواليد حماه1961م...خريج كلية الفنون الجميلة-دمشق- قسم التصوير 1983م... خريج قسم الدراسات العليا كلية الفنون الجميلة –دمشق1985م... خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة ببلجيكا 1987م ... نال شهادة الدكتوراه من المعهد العالي للفنون التشكيلية – مونز- بلجيكا... عاد إلى كلية الفنون الجميلة- دمشق كمدرس في قسم التصوير عام 1997م ... حاصل على جائزة ملتقى إعمار الدولي في التصوير... إحدى لوحاته حققت أرقاماً قياسية في المزاد الثاني لدار كريستي بدبي.
eDamascus رصدت آراء النقاد، وكبار الفنانين التشكيليين في المعرض:
الفنان التشكيلي أنور الرحبي: صفوان داحول دقيق في التفاصيل التي يراد تشكيلها ... ممتع بكل الحركات الإنسانية، التي يسعى من خلالها دائماً لخلق نوعٍ من الدراما الخاصة ... إنها دراما صفوان داحول... الوجوه ذات اللون الواحد إشارة حقيقية لمبدع، يعرف كيف يتخلص من الأبيض، والأسود ... يخلق ذاكرة صعبة (كما يقال) من خلال إشارة اليد، والبروفيل، والبورتريه،لأنه صديق الثلاثة وبدونهم لا يكون صفوان داحول.
الفنان التشكيلي والناقد جورج عشي: في هذا المعرض تخلص صفوان داحول من الفنان لؤي كيالي، بعد أن أتقن هذه المدرسة ( في إشارةٍ إلى تأثير الفنان لؤي كيالي عليه في مراحل سابقة).
المخرج غسان جبري: أهم ما يميز لوحات داحول في هذا المعرض : اللقطة القريبة التي تحمل إحساس الهيمنة ... من يستطيع أن يرسم العين بهذه الطريقة، يستطيع أن ينفذ إلى الروح... صفوان داحول: من أهم الفنانين في المنطقة العربية ، وأكثرهم قوةً في البناء المعماري للوحة، وحسه اللوني مدهش.
الفنان التشكيلي موفق قات : معرض جميل جداً... كلما قلت الألوان كلما زاد التحليق... صفوان منذ بدايته كان يحلق في جو الفن السوري... ما يميزه الاختزال في العمل الفني... أعماله قريبة من المنمنمات الإسلامية، والجداريات الفرعونية... صحيح أنه استفاد من الفن الأوربي، لكن منبعه الأساسي فنون الشرق...
مناف حسن- نحات : عرفت الفنان صفوان داحول من خلال مسلسل سيرة آل الجلالي، وأتابع أعماله منذ ذلك الحين... في هذا المعرض خرج من موضوعاته المعتادة (عنصر نسائي، أو ذكوري، أو كرسي) إلى تكوينات جديدة ... الثنائيات من الجنس الواحد فكرة رائعة... معالجته للعين، والأصابع تعيدنا إلى رومانسية نفتقدها في الحياة...استخدامه لألوان القمح، و الرماديات يجعل أعماله قريبةً من بيئتي الفقيرة بالألوان (القلمون)...ربما لأنه نشأ في بيئةٍ مشابهة في السلمية.
فرح طرابلسي(طالبة فنون جميلة سنة رابعة): أنا أتابع معارض داحول منذ ثلاث سنوات... الجديد في هذا المعرض كثير جداً... التكوينات أجمل... الفراغ صار أقل، إلا أنه مدروس، ومتماسك.
انطباعات:
الفنان سليم كلاس: جميل جداً... الرسومات أنيقة، كذلك الألوان... المرأة تأخذ حيزاً كبيراًُ في لوحات صفوان داحول ،ولكن بأشكال خارجة عن المألوف.
الفنان وفيق الزعيم: إذا وصل كل المبدعين إلى هذا المستوى،سنكون حتماً في وضعٍ ممتاز... ليتنا نصل إلى مرحلة نعرف فيها كيف نتذوق هذا الفن الراقي...
بشرى وزينب: المعرض جميل... ملفت...وأنيق... يوجد حميمية في كل اللوحات المعروضة رغم قتامة الألوان المستخدمة.
عصام روّاس( مخرج تلفزيوني- السعودية): انطباعي عن المعرض ممتاز... اللوحات فيها تعبير، وإشراق...