لأنه وجه من الوجوه السورية الشابة المفعمة بالنشاط والحركة.. الطامحة أبداً لإعلاء اسم بلده بفكره، وثقافته، وعمله كان لابد أن نلتقي الأستاذ" أثيل حمدان " عميد المعهد العالي للموسيقا..
أدهشنا بحيويته التي لم تنضب حتى لثانية واحدة.. وبحواره المشوق المليء بتجربة غنية ممتعة، وبنضج يميزه رغم صغر سنه..
وحين بدأ نا لقاءنا معه اعتذر منا على ضيق الوقت، ورغم قصر اللقاء أمتعنا أن نعرف المزيد عنه رغم كل التواضع الذي أظهره كي لانعرف هذا المزيد..
هو من مواليد 1970 . درس في في السابعة من عمره في المعهد العربي للموسيقا ( صلحي الوادي) على آلة التشيللو . وتتلمذ على يد الأساتذة : أولغا يعقوب، بسام بقدونس، بافين كوبين، يوري سوتنتشوك، وراسيم عبد اللايف.
ثم سافر إلى" أوكرانيا" في الاتحاد السوفياتي "سابقا" وحصل على شهادة الماجستير في العزف على آلة التشيللو من كونسرفتوار "أوديسّا " الوطني عام 1995.
عمل كعازف في دار اوبرا وباليه "أوديسّا" لمدة ثلاث سنوات حين نجح باجتياز مسابقة العزف في الاوركسترا السيمفونية للدار.
عاد إلى الوطن في عام 1995 ، وعمل منذ عودته في المعهد العربي للموسيقا، وأيضاً في المعهد العالي للموسيقا كمدرّس للعزف على آلة التشيللو وبعض المواد النظرية الموسيقية.
وأيضاً قام بالعزف مع العديد من الاوركسترات العربية والعالمية في أكثر من بلد عربي وأوروبي .
يعتبر عازف التشيللو الأول في الفرقة السيمفونية الوطنية، وفي مجموعة "وشاح" الوترية.
قدم عدة حفلات كعازف منفرد وعازف موسيقا حجرة واوركسترا.
أسس في عام 2005 مجموعة ثلاثي وشاح الوتري وقدم حفلاً موسيقا مع هذه المجموعة في كنيسة اللاتين.
كلف بمهمة عميد المعهد العالي للموسيقا عام 2004. وهو أيضاً مدير الفرقة الوطنية السيمفونية السورية.
سألته عن التطورات أو الانجازات التي قام بها بعد تسلمه هذا المنصب فقال إن اهتماماته منذ اللحظة الأولى كانت تنصب على ترسيخ القواعد الأساسية المتبعة في كل المعاهد الموسيقية العليا في العالم كي تكون متبعة أيضاً في بلدنا..
كذلك عمل على تحديد طريقة قبول الطلاب في المعهد بحيث تكون أكثر موضوعية وتتناسب مع حاجات البلد.
عمل على نشر موسيقا الحجرة وذلك بإنشاء فرقة تهتم بهذا النوع من الموسيقا.
ولعل أهم التطورات " برأيه " هي إحداث قسم الدراسات والنظريات في المعهد وذلك لقناعته بضرورة وجود أساتذة سوريين قادرين على تدريس نظريات الموسيقا باللغة العربية.
سألته عن علاقته بالموسيقا كعازف للآلة التي تخصص بها فلم يجد كلمات يستطيع أن يعبر بها عن ارتباطه وحبه لتلك الآلة، لكنه أظهر شغفه بطريقةٍ تثير الاعجاب حين قال: إن البداية كانت حباً للموسيقا ثم حباً لتلك الآلة التي أدخلته إلى عبودية لها مدى الحياة.
طبعاً كان لابد أن نتعرف من خلاله عن طريقة تعامله مع الإدارة في المعهد كإداري شغوفٍ بالموسيقا والعزف فكان جوابه إن المهمات الإدارية من الممكن أن تكون بعيدة عن الموسيقا ، لكن بوضعه هو كعميد للمعهد ومتخصص بالموسيقا فإن عمله في هذه الحالة سيكون ليناً أكثر في إيجاد الحلول المناسبة لبعض المشاكل. وقد يكون من نتائج هذه الليونة ظهور بعض البطء في سرعة تطور المكان إلا أن ذلك حسب رأيه سيكون مفيداً مع الزمن خصوصاً إذا كانت هذه المشاكل بين الأساتذه والطلاب لأنهم ينتمون لنفس المهنة.
وعن طموحاته في عمله قال إنه يأمل متابعة عملية تقوية مدرسة الآلات النفخية، وتوسيع دائرة الموسيقا الجادة.