"أنا مؤمن بأهمية السينما ودورها الفعال في الرفع من ثقافة المجتمع الحياتية وصقلها، من خلال بقائي لفترةٍ طويلة رئيساً لنادي السينما في دمشق، فإن تجربتي السينمائية الطويلة رسخت لدي مبدأ مفاده أن السينما قد تترك الأثر الأكثر إيجابية على المجتمع من بعض الفنون الأخرى".
هذا ما قاله السينمائي (عمر أميرلاي) لموقع (eSyria) بعد انتهاء فيلمه (مصائب قوم) الذي عرضة بالمركز الثقافي الفرنسي بدمشق، ضمن نشاط نادي السينما من كل يوم خميس وهو من إعداد وتنظيم وتقديم السينمائيين (أسامة محمد، وأسامة غنم).
سألنا المخرج (أميرلاي) عن هذا النادي ودوره في الترويج للسينما السورية؟ أجاب: إن دور النادي في الترويج للثقافة السينمائية بشكلٍ عام والسورية بشكلٍ خاص ملقاة على عاتق الإرادة الموجودة عند السينمائيين الشباب في نشر الفكر السينمائي الصحيح للحفاظ على هذا الفن الأصيل من الضياع وألا يقعوا فريسة خداع وخفة وسهولة الفيديو والديجيتال لأن السينما فن محترم وجاد وصعب جداً ويحتاج إلى ثقافة معرفية كبيرة وجهد وتأهيل حقيقي للسينمائي إذا أراد أن يكسب صفة الاحترافية فيه، ويحقق هذا النادي أهدافه التي أنشئ من أجلها في الرفع من مستوى الثقافة السينمائية للجمهور العادي والمهتم.
ومن منظمي النادي السينمائي (أسامة غنم) الذي حدثنا عن تجربة هذا النادي بقوله: هذا النادي يساعد في سد شيء من الفراغ السينمائي الموجود عند الجمهور الدمشقي المحب والعاشق لفن السينما، ولقد أثبتت التجربة وجود جمهور مهتم ومتعطش للسينما في سورية، وأن تعدد الأشكال والأنواع للأفلام التي يعرضها النادي ترك ردة الفعل الإيجابية لدى الجمهور الذي يزداد عدده كل يوم خميس.
وبالنسبة لكيفية انتقاء أفلام النادي أضاف: الأفلام منتقاة من محتويات وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الخارجية الفرنسية، واقترحنا فكرة إدخال السينما السورية إلى النادي بعرض فيلم سوري متميز في كل شهر، لأن أغلب الأفلام المنتقاة أفلام فرنسية تابعة للمركز الثقافي الفرنسي، ومن خلال الاستجابة الكبيرة من قبل الجمهور للأفلام السينمائية السورية المعروضة أتمنى أن يصبح لدينا عشرة أو عشرين نادياً سينمائياً في المراكز الثقافية العربية بدمشق وريفها لأن شعبنا بطبيعته محب للسينما ومتعطش لها.
وعن هدف الفيلم المعروض سألنا الشاب (أحمد زكريا) وهو من رواد النادي حيث قال: الفيلم ينقل صورة الحياة بمعاناتها واستمراريتها عند الشعب اللبناني في فترة الحرب الأهلية الطاحنة التي عاشوها، ويفهم المتلقي فلسفة المخرج في الحياة التي جسدها في مجموعة من الشخصيات كان من أبرزها (الحاج علي) متعهد الجنازات في بيروت والذي يشكر الله على هذه المهنة الإنسانية والمريحة لأن التعامل مع الأموات أفضل أحياناً من التعامل مع الأحياء.
هذه هي فلسفة الحاج (علي) بالفيلم الذي كان يعيش حياة طبيعية يغني فيها ويمرح رغم الواقع الصعب الذي كان يعيشه الشعب اللبناني إبان الحرب الأهلية والعدوان الإسرائيلي على أرضه، وأصبحت هذه الحرب تجربة قاسية للبنانين تردعهم من أن يكرروها.
الفيلم من إخراج السينمائي السوري (عمر أميرلاي) سنة 1982.
(عمر أميرلاي) من مواليد دمشق عام 1944 له العديد من الأفلام التسجيلية المتنوعة (سياسية، اجتماعية، ثقافية) يصل عددها إلى حوالي 15 فيلماً.