"صحون ليست للأكل فقط"، هو عنوان معرض الفنان "عماد صبري" الذي افتتح في مطعم ومقهى "نينار" بدمشق"، فعند دخولك إلى المطعم تشاهد صحوناً مرسوماً عليها أجمل الرسومات الفنية، مشكّلة لوحات فنية رائعة تجذب انتباه كل من يشاهدها من رواد هذا المطعم.
موقع eSyria بتاريخ 20/10/2008، زار المطعم وسأل الفنان "عماد صبري" عن هذه التجربة، فقال: «بالدرجة الأولى يبنى العمل الفني على مجموعة من الأسس الفنية بغض النظر عن الخامة التي يستخدمها الفنان في رسمه، فنلاحظ أن هناك فنانين يرسمون على الخشب، وآخرين يرسمون على الجدران ومنهم من يرسم على الصخور، وهنا يجب علينا عدم التركيز على الخامة أو المادة التي يستخدمها الفنان في رسم لوحته، لذلك فإن موضوع الرسم على أي شيء لا يهمني بالقدر الذي يهمني العمل الفني ذاته، واعتماداً على هذا قمت بالرسم على الصحون بعد حالة ارتجالية شعرت بها وأنا جالس في أحد مقاهي "دمشق" وأمامي صحن أبيض، فقمت برسم جملة فنية متكاملة العناصر عليه، وهذا العمل جاء من خلال اهتمامي الدائم بالبحث عن كل ما هو جديد ومبتكر في عالم الفن، لذلك تطورت عملية الرسم على الصحون من خلال عرضي لهذه الأعمال بأحد مطاعم "دمشق"، وأما عرضي لأعمالي في هذا المطعم فجاء نتيجة رغبتي في الحفاظ على اللحظة الارتجالية التي أنشأت في داخلي هذه الحالة، بالإضافة إلى أن تطوير هذه الارتجالات باستخدام خامات ومواد أخرى تساهم في خلق إرهاصات جديدة تفتح آفاقاً فنية رائعة توصلني إلى الشغف الدائم للبحث والتجريب التشكيلي».
معروف عن الفنان "عماد صبري" سعيه الدائم للتجديد بالفن التشكيلي، لذلك أنا لا استغرب فكرته هذه في الرسم على الصحون، فهو مبدع ويذهلنا دائماً في أعماله، وهذه الأطباق المرسومة تمثل لوحةً فنية رائعة تعبر عن نفسها وتنطق لتخبرك عن روحها ومكنوناتها الداخلية حتى تكتشف بأنها عبارة عن "حياة" من الجمال في داخلية الفنان يسقطها عليها، لذلك أنا سعيد وفخور بجلوسي في هذا المكان وفي "دمشق" عاصمة التراث والحضارات الإنسانية التي مرت بها عبر التاريخ
ثم أضاف: «لقد تركت أعمالي هذه "رسم على الصحون" طابعين مهمين بالنسبة للمتلقي أولها المفاجأة عند دخوله لهذا المطعم ومشاهدة الكثير من الصحون المرسومة والمعلقة على جدران المطعم، وثانيها العمل المختلف عن الكثير من الأعمال الفنية، فالمتلقي معتاد على النظر لهذه الصحون وكأنها أطباق يضع فيها الطعام فقط مع وجود بعض الزخرفات عليها، إلا أن تحويل هذه الأطباق إلى لوحات فنية كان شيئاً غريباً بالنسبة له لأنه لم ير شيئاً كهذا من قبل، وأنا مصمم على التجديد الدائم للفن التشكيلي بالشكل العام ولا أواجه أي مشكلة في الرسم على أي خامة كانت شريطة وجود الحالة الارتجالية، فمثلاً في إحدى المرات قررت رسم بعض اللوحات البحرية مثل رسم الأسماك في البحار، لكنني وجدت الرسم على الأسماك نفسها وسيلة أفضل وأكثر روعة، وأنا الآن أُعِدُ نفسي لتنفيذ ذلك».
ومن رواد المطعم التقينا الممثل السوداني "ياسر عبد اللطيف" الذي قال: «معروف عن الفنان "عماد صبري" سعيه الدائم للتجديد بالفن التشكيلي، لذلك أنا لا استغرب فكرته هذه في الرسم على الصحون، فهو مبدع ويذهلنا دائماً في أعماله، وهذه الأطباق المرسومة تمثل لوحةً فنية رائعة تعبر عن نفسها وتنطق لتخبرك عن روحها ومكنوناتها الداخلية حتى تكتشف بأنها عبارة عن "حياة" من الجمال في داخلية الفنان يسقطها عليها، لذلك أنا سعيد وفخور بجلوسي في هذا المكان وفي "دمشق" عاصمة التراث والحضارات الإنسانية التي مرت بها عبر التاريخ».
أما "شيف المطبخ" السيد "سليمان عوكان" فقال: «من خلال عملي "كشيف مطبخ" أرى الكثير من الصحون المزخرفة والمعمولة بطريقة جميلة، إلا أن هذه الأطباق كانت الأروع والأكثر بالنسبة لي، وهذا الشيء يثبت عندما ننظر إلى هذه الأطباق، فهنا الفنان لم يقم بالزخرفة على أطباق، بل رسم عليها لوحات تشكيلية مكتملة الجوانب الفنية برأيي، ومن خلال صداقتي ومتابعتي لأعمال الفنان "عماد جبري" يمكنني القول إنه فنان ذو خصوصية فنية معينة يعتمد بها على البحث والتجريب من أجل ترك بصمة فنية أكثر روعة وجمال وابتكار».