"سيدتي دمشق" هي الأكثر غرابة من بين اللوحات لما تنطق به من احترافية وموهبة لريشة يسعى خالقها بترك بصمة خاصة في كافة الأعمال التشكيلية ينفرد بها عن نظرائه.
"سيدتي دمشق" لوحة تقبع فيها سيدة غنية السحر والجمال، سيدة متكاملة ذات مكانة عالية تأخذ وضعية سيدات المجتمع العظيمات، وترتدي عباءة منمقة بالزخرفة والياسمين، استبدل رأسها ووجهها بأحد بوابات دمشق العريقة.
أنا لا اترك للأداة وهي الكمبيوتر سحب أو تغيير اللمسات الفنية من العمل وكما هو معروف أن برامج الغرافيك تعطيك مئات ملايين الخيارات من اللون وعلى الفنان هنا تقديم نفسه وفرض حالته الشخصية من خلال لوحته وطريقة تعامله باللون
"سيدتي دمشق" هي اللوحة الرئيسية لمعرض: "كولاجات دمشقية" في صالة الآرت كافيه للفنان التشكيلي "أسامة جحجاح" الذي أراد من خلال (28) لوحة تكريم "دمشق" عاصمة الثقافة العربية 2008 بطريقته الخاصة، قائلا لـ (eSyria): «أحببت أن أكرم هذه المدينة الفاضلة بعمل يكون له لمسة خاصة لدمشق وبواباتها بعيدة عن المألوف، وكسراً للتقليد المعروف في الفن التشكيلي.... فكرة العمل هي "الكولاج" وتعتمد على القص واللصق لكن الفرق الوحيد هو أن القص واللصق المعروف والتقليدي غير موجود في الأعمال وفيه اتجاه نحو الحداثة من خلال الخامات المستخدمة في اللوحات من صور وخلفيات وطبقات وبرامج رقمية وما إلى هنالك فالكولاج هنا مرئي وليس محسوساً باليد».
اللوحات اعتمدت على البورتريه والبورتريه كما يزعم أصحاب هذا الشأن أنه أحد أنواع الرسوم التي ينظر إليها الفنانون على أنها معقدة لاعتمادها على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه وبتفاصيل دقيقة لا يخطها إلا الاحترافيون وهذا ما أبرزته ريشة "الجحجاح" الحسية غير المعتمدة على الأدوات التقليدية في لوحات المعرض وكان واضحاً في لوحة الأنثى السيدة العظيمة وأيضا بالأنثى العاشقة والأنثى الأم والأنثى العمومية.
كما استخدم الفنان "أسامة" في لوحاته الدمشقية وبسرد تسلسلي لتاريخ "دمشق" بدا من الأسوار التاريخية والبوابات السبع والأبنية القديمة وانتهاء برجال الثقافة والفن مثل نزار قباني، استخدم الكولاج الرقمي والجميل في هذا الفن هي مساحة الحرية المتاحة التي تركها في الخلفيات والصور الفوتوغرافية والطبقات المراد العمل عليها وبذلك يكون "أسامة" كما يقول النقاد التشكيليون هو فنان يسعى لخلق أشياء مبتكرة وجديدة فيها الكثير من الإبداع.
التضاد اللوني هو نوعية الألوان التي اعتمدها "الجحجاح" والتي لا يرى فيها مانعاً إذا كانت متناسقة وتخدم بالنهاية فكرة العمل: «أنا لا اترك للأداة وهي الكمبيوتر سحب أو تغيير اللمسات الفنية من العمل وكما هو معروف أن برامج الغرافيك تعطيك مئات ملايين الخيارات من اللون وعلى الفنان هنا تقديم نفسه وفرض حالته الشخصية من خلال لوحته وطريقة تعامله باللون».
إذا بريشة احترافية خلق معرض "كولاجات دمشقية" المعرض الذي ترك فيه الفنان "أسامة جحجاح" روحاً جديدة للفن التشكيلي السوري على حد قول الفنانين التشكيليين.