في ظاهرة فريدة من نوعها تعكس شغف الشباب السوري وعشقه للفن بأشكاله وألوانه.. اجتمع الشقيقان التوءم "محمد وأحمد ملص" في العرض المسرحي "ميلودراما" الذي قدم أول عروضه يوم الأحد 1/2/2009 ليس على خشبة للمسرح وإنما في منزل الشقيقين الواقع في حي العدوي في تجربة مميزة نالت إعجاب الحاضرين.
والعرض الذي قام "محمد وأحمد" بكتابته وإخراجه يدور حول طموحات وأحلام متشابهة في الشكل والتفاصيل ومختلفة في المضمون.. إلا أنها تعكس بصورة أو بأخرى حالة ممثلين ارتهنت حياتهما بالتمثيل وحب الأضواء والنجومية.
أخي هو من اقترح الفكرة الأولى للعرض وبعد أن تناقشت معه في عرض مسرحي يكون داخل الغرفة قررنا العمل على كتابة النص
الشاب "نجم" الذي يقوم بدوره "أحمد ملص" يسعى إلى تحقيق أحلامه والارتقاء على سلم الشهرة إلا أن واقعه يعيده إلى حياته وما فيها من بؤس وألم... أما "محمد ملص" فيؤدي دور "أبي هاملت" وهو رجل طاعن في السن إلا أن أحلامه لم تنقطع وعشقه للمسرح لم يفتر رغم تقدمه في السن، ويتقاسم الاثنان غرفتهما الضيقة ويعيشان أحلامهما المشتركة على أمل أن يأتي اليوم الذي تتحقق فيه الأماني...
وما يميز العرض ويبعده عن رتابة المسرح الإحساس بواقعية غريبة ترسمها تفاصيل غرفة المنزل بكل ما فيها من محتويات "المروحة، الصور، الإضاءة.."، وفي حوارنا مع الشاب "محمد ملص" قال عن دوره: «أجسد في العرض شخصية "أبي هاملت" وهو رجل عجوز يحب المسرح ويحلم بأن يكون أحد نجومه، ويتشارك في الغرفة ذاتها مع الشاب "نجم" الذي يملك الحلم نفسه، وتدور كل الأحاديث بينهما عن المسرح والفن والنجومية.. وحتى في الحب فإن أسماء الفتيات المفترضة تعود إلى عالم المسرح وتاريخه».
أما شقيقه "أحمد ملص" فقال عن شخصيته: «أجسد دور الشاب "نجم" الذي تراوده الأحلام ليكون من نجوم الفن وأهله ولا فرق عنده بين التلفاز والمسرح المهم هو الشهرة والنجومية، ورغم فارق العمر الذي يفصله عن "أبي هاملت" إلا أن الأحلام جمعتهما معاً وتقاسما الحلم وعاشاه سوياً، إلا أنهما دائماً ما يصابان بالصدمة ويعودان إلى معمل الميلو الذي يعملان فيه».
وعن فكرة العرض المنزلي قال "محمد": «الفكرة الأولى بنيت على الإضاءة الخفيفة في الغرفة والتي تعطي أحاسيس مختلفة، إضافة إلى العرض المسرحي "المهاجران لسامر عمران" والذي قدم في ملجأ القزازين وحقق نجاحاً واسعاً رغم قلة الحضور.. وهذا ما دفعنا إلى التجربة».
أما من اقترح الفكرة فأخبرنا عنه "أحمد ملص": «أخي هو من اقترح الفكرة الأولى للعرض وبعد أن تناقشت معه في عرض مسرحي يكون داخل الغرفة قررنا العمل على كتابة النص».
وعن أبرز ما ميز هذه التجربة يتابع القول: «بكل تأكيد خشبة المسرح هي الأساس في العمل المسرحي، إلا أنني شعرت بقربي من الحضور وهذا أعطاني الخوف والقوة، إضافة إلى قربي من والدتي التي تمدني بالإرادة والعزيمة».
أما شقيقه "محمد" فيقول عن هذه التجربة: «بشكل عام أشعر بالراحة النفسية حين أعمل في المسرح بعد جهد كبير، إلا أن هذا العمل أبعدنا عن متاهة المسارح وخاصة أننا ما زلنا في بداية الطريق، والآن ببساطة أفتح باب بيتي وأستقبل رواد الفن المسرحي، الإضاءة من المروحة المعلقة، والموسيقا من موبايل أحد الأصدقاء».
وساهم عدد من الأصدقاء في إنجاح العمل كما أخبرنا الأخوان حيث كان الصحفي في الوكالة الفرنسية "سعيد محمود" أول من شجعهم على الفكرة.. ومن أصدقائهم "وئام إسماعيل" و"إياد شربجي" إضافة إلى أختهم "علا ملص".