مضت أربع سنوات قبل أن تطلق فرقة "كلنا سوا" ألبوماً جديداً.
أربع سنوات عاشت فيها منطقتنا أحداثاً عاصفة في "العراق، لبنان، وفلسطين"، هذه الأحداث كان لها انعكاسها في موسيقا وأغاني الفرقة التي أخذت على عاتقها منذ البداية التعبير عن هموم الشباب وتطلعاتهم، ليأتي ألبومها الجديد "إذاعة كلنا سوا- بدون تردد" صرخة ألم ساخرة في وجه طغاة العالم الجديد، الذين يعبثون بأمن العالم واستقراره. وتم إطلاق الألبوم في (25/12/ 2008) أي قبل يومٍ واحد من بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع "غزّة" وكأن الألبوم أتى في وقته ليقول للعالم كفى.. كفى قتلاً للأطفال.. كفى ابتزازاً للعالم باسم الديمقراطية.. كفى ثوراتٍ مصطنعة تكون فيها الألوان عناوين لكذبةٍ واحدة...
كنّا بعيدين كل البعد عن الطرح المباشر للموضوعات، ولم تكن غايتنا إنتاج ألبوم وطني، بقدر ما كانت غايتنا أن نتحدث عن موضوعاتٍ جدية تهمنا كشباب، وذلك في إطار من البهجة والإمتاع الموسيقي..
ثماني عشرة أغنية تضمنها الألبوم، تنوعت موضوعاتها بتنوع آلامنا بدأت باليوم الذي تغير فيه العالم (11/أيلول/2000) مروراً بــ "وصلوا العسكر" في إشارة إلى سقوط "بغداد"، و "الإصبع البنفسجي" الذي يرمز إلى الانتخابات البرلمانية العراقية التي تمت تحت سطوة الاحتلال، وصولاً إلى "رايح عالجنوب" حيث تصبح المقاومة نتيجة حتمية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان في "تموز"/2006. كل تلك الأغنيات تم وضعها في قالب جديد هو (الإذاعة) .. " إذاعة كلنا سوا" التي تبث على مدى ساعةٍ تقريباً نشرتها الموسيقية على وقع مآسينا.
موقع "eSyria" التقى بــ " أيهم، وحازم" من فرقة "كلنا سوا" للحديث عن ألبومهم الجديد، وذلك على خلفية العرض الموسيقي الذي قدّمته الفرقة أيام (12، 13،و14/2009) على مسرح الأوبرا بــ "دمشق"، كمساهمة منها في الحملة الوطنية لدعم أطفال "غزّة" بالتعاون مع عددٍ كبير من الفنانين السوريين، والتي ذهب ريعها بالكامل لصالح هذه الحملة.
بدأنا حديثنا مع "أيهم العاني" حول موضوعات الأغاني التي تضمنها الألبوم، وعن ذلك قال: :«خلال الأربع سنوات الماضية كنّا نكتب الأغاني لألبومنا الجديد، فاكتشفنا أن ما كتبناه لم يكن إلا انعكاساً للأحدث التي وقعت في منطقتنا منذ أحداث (11 سبتمبر) إلى حرب "تموز" /2006 في لبنان، والتي تكررت بنفس الصورة في فلسطين /2009، وعندما أردنا أن نضع هذه الأغنيات في إطار واحد، اخترنا فكرة الإذاعة كحاملٍ درامي يروي كل ما جرى، وتأثيراته علينا كشباب سوريين، وفي العراق، ولبنان، وفلسطين..»
وعن طريقة الطرح أضاف "أيهم": «كنّا بعيدين كل البعد عن الطرح المباشر للموضوعات، ولم تكن غايتنا إنتاج ألبوم وطني، بقدر ما كانت غايتنا أن نتحدث عن موضوعاتٍ جدية تهمنا كشباب، وذلك في إطار من البهجة والإمتاع الموسيقي..»
أما "حازم العاني" فتحدث لنا عن الشكل الموسيقي للألبوم قائلاً: «ألبوم "كلنا سوا الجديد" هو أول ألبوم للفرقة يبدأ وينتهي على مدى ساعة كاملة بدون أي فاصل، كتب الكلمات ولحنها بشكلٍ أساسي كلاً من "أيهم العاني، وإياد الريماوي" كما كتب معنا "محمد الريماوي" أغنية "عبد السلام"، بينما كتب "عدنان عودة" أغنية "شباكك مطفي"، أما بالنسبة للتوزيع الموسيقي فقمت به أنا بالتعاون مع المؤلفين، كما قمت بالإخراج الموسيقي للأغاني بالتعاون مع "أيهم وإياد"..»
وأضاف "حازم": «فكرياً أجد الألبوم الجديد لــ "كلنا سوا" خطوة جديدة بالنسبة للفرقة، حاولنا من خلالها طرح الهموم التي يعاني منها الشباب في سورية والمنطقة إلى جانب المتعة التي اعتدنا تقديمها لجمهورنا، أما من الناحية الموسيقية فقدمنا في الألبوم إضاءات على كل المراحل الموسيقية التي مرّت بها الفرقة (الروك العربي، البوب، وموسيقا الشعوب) أي أننا لا زلنا نشتغل ضمن الإطار الموسيقي ذاته، مع حرصنا على طرح الكلمة الجديدة والموضوع جديد.. »
وختم في هذا الإطار بالقول : «الموسيقا بالنسبة لنا ليست إلا تزيين، في وقت تركز فيه فرق موسيقية سورية أخرى على البراعة في العزف والتوزيع، الموسيقا في هذا الألبوم هي انعكاس لآلاتنا: الآلات النحاسية، الغيتارات الكهربائية والخشبية التقليدية والكيبورد، البيانو، الدرامز، وباقي الآلات الإيقاعية، الموسيقا التي نقدمها تميل أكثر إلى الموسيقا الغربية، باستثناء أغنية وحدة هي "عبد السلام" استخدمنا فيها العود والقانون، ويمكنني القول بأننا نقدم الموسيقا الغربية بحس شرقي.. »
يذكر أن فرقة "كلنا سوا" تضم كلاً من : "إياد الريماوي، أيهم العاني، بشار موسى، حازم العاني، سونيا بيطار، ومروان نخلة" بمشاركة "نزار عمران، نادر عيسى، سيمون مريش، سهل زين الدين، وبسمة جبر".