باتت الحروفية في التشكيل العربي تطرح حلولاً تشكيلية عديدة من خلال عمل الجيل الشاب على مبدأ حديث في اللوحة، ومن هؤلاء الذين أدخلوا الخط الحروفي هو الفنان العراقي "أحمد عبد الرزاق" أحد الفنانين الشباب الذين يمتازون بريشة حروفية ذات لون خاص.
موقع "eSyria" بتاريخ 24/5/2009 التقى بالفنان العراقي المقيم في سورية "أحمد عبد الرزاق" في معرضه المقام في صالة "فري هاند"، وهناك وفي زاوية لونية خاصة علقت عليها لوحة كبيرة من ألوان حروفية شابة تحدث قائلاً: «يعتبر معرضي هذا هو المعرض الشخصي الثاني لي في "دمشق"، حيث قررت أن أقيم هذا المعرض هنا ومن خلال /28/ عملاً ضمن قياسات مختلفة استعملت فيها الحرف العربي كعنصر مهم في اللوحة بالإضافة إلى التكنيكات العديدة والمختلفة، وأحببت أن يتواجد في لوحاتي هذه ألوان زيتية ومائية شفافة من خلال أكثر من تجربة، واستعمالي لخامات جديدة تعطيني شيئاً من الإحساس من خلال الملمس الواضح والناعم، كان لدي إصرار أن أقيم معرضاً يضم هذه التجارب المهمة في هذه اللوحات، اختياري للحروف العربية ضمن اللوحة جاءت من استخدامي لأسلوب البعد الواحد وقيادة اللوحة الحروفية إلى التجريد، والحرف العربي هنا مستخدم كرمز وليس كإعلام، فالفن التجريدي يعتمد بالدرجة الأولى على قيمة المضمون، وكما الحرف العربي هو مدخل للفن التجريدي».
إن لوحة "أحمد" تؤسس رؤية جديدة في التجريد الحروفي، وتمده بنسغ حي، يولّد لدى المتلقي متعة بصرية، وأفقاً معرفياً قلّما يصل عن طريق مصدر آخر، إنه صهيل الحرف وهديل اللون، وهو يخفق في خضم التشكيل المتسامي
ويكمل "أحمد": «هناك أشكال غريبة في لوحاتي لكل منها دلالتها ورموزها في داخلي، كما هناك صلة كبيرة بين الكلمة واللون في لوحاتي، فالحرف العربي ليس مرتبطاً فقط باللون وإنما بالموسيقا، وله خصوصية كبيرة في اللوحة حتى إن كان غير مقروءاً، ويعطيك رمزاً للرجوع إلى الفن القديم واستخدامه في فن الحداثة الحالي، أما البقع والدلالات الموجودة في اللوحة فهي دلالات تعبر عن هواجس الفنان من خلال طريقة عفوية أو غير عفوية، وهي تعطي عملية التوازن في اللوحة بالنسبة لي».
اللوحة هي وحدها تعبر عما يكتمن في نفس الفنان، هنا وفي نهاية حديثنا مع الفنان "أحمد" تحدث لنا عن اللوحة التشكيلية السورية والصلة التي تربطها باللوحة العراقية قائلاً: «من خلال تدريسي في معهد "الفنون التطبيقية" بدمشق لمدة ثلاث سنوات متتالية في قسم الخزف، ومن خلال اختلاطي بالفنانين السوريين اكتشفت أن هناك تلاقي أفكار مهمة بين الفنان السوري والعراقي، فهاتان المدرستان تمتازان بالحروفية العالية من خلال لوحات الفنانين الذين تابعوا هذه المسيرة وأبدعوا ليخرجوا أجيالاً تشكيلية في قمة الإبداع».
وعن الفنان "أحمد عبد الرزاق" ولوحاته يقول الفنان والباحث التشكيلي "طاهر البني": «إذا كانت التجارب الحروفية في التشكيل العربي قد طرحت حلولاً تشكيلية متباينة، نتيجة اختلاف مواردها، فإن لوحة الفنان "أحمد عبد الرزاق" لم تقتصر على مورد واحد، بل ضمت إليها رافداً هاماً يتدفق عبر ذاكرة بصرية متألقة، تطرح بنى تشكيلية ذات نزعة تجريدية، يطلّ من خلالها الحرف العربي في صياغات جمالية وتكوينات مبتكرة، وتستند إلى الرؤى المحدثة، ولا تغفل الموروث الجمالي لفنون الخط العربي، فبالرغم من التقاطع التشكيلي الذي يتداوله عدد من الحروفيين إلا أن لوحة "أحمد" تمتاز بخصائص أسلوبية متفردة، تعكس هموم صاحبها وهواجسه في إنجاز صيغة فنية معاصرة، تتمتع بالأصالة وترنو إلى آفاق الحداثة، دون أن تعيقها اللغة المعبرة، والأداة الفنية البارعة في تشكيل نسيج تصويري، يشكل تصعيداً للتجريد الحروفي، بل يصبح واحداً من العناصر التي يتكون فيها كيمياء اللوحة وفصائلها اللونية المتألقة».
يكمل "طاهر البني" حديثه عن أعمال الفنان "أحمد عبد الرزاق": «إن لوحة "أحمد" تؤسس رؤية جديدة في التجريد الحروفي، وتمده بنسغ حي، يولّد لدى المتلقي متعة بصرية، وأفقاً معرفياً قلّما يصل عن طريق مصدر آخر، إنه صهيل الحرف وهديل اللون، وهو يخفق في خضم التشكيل المتسامي».
ومن الجدير بالذكر أن "أحمد عبد الرزاق" من مواليد "العراق" 1976
•دبلوم امتياز معهد الفنون الجميلة - جامعة بغداد 1998 .
•بكالوريوس أكاديمية الفنون الجميلة - جامعة بغداد 2002.
•أستاذ محاضر في معهد الفنون التطبيقية - دمشق.
•عضو تجمع الفنانين التشكيليين العراقيين.
•عضو في نقابة التشكيليين العراقيين.
•عضو المركز الثقافي العراقي للخط والزخرفة.
•عضو جمعية الخطاطين العراقيين – بغداد.
•معرض شخصي في معهد الفنون الجميلة - بغداد 1998.
•معارض المحافظة ومهرجان بغداد العالمي دار السلام وعارض اسطنبول.
•معرض شبابيك مجموعة فنانين عرب - فري هاند - سورية 2006.
•معرض اللوحة الصغيرة - فري هاند 2006.
•معرض مصحف الشام مهرجان طريق الحرير - قلعة حلب 2006.
•معرض قطوف وحروف - المركز الثقافي العربي - المزة 2006.
•معرض شخصي صالة فري هاند 2007.
•معرض شبابيك (2 ) صالة فري هاند 2007.
•حاصل على عدة جوائز محلية وعربية .
•مثل ّ العراق في كتابة الجزء الثالث والعشرين من مصحف الشام أكبر مصحف في العالم 2 متر* ا متر بمشاركة 68 خطاطاً من دول اسلامية وعالمية.
•صمم العديد من الشعارات والملصقات وأغلفة الكتب والمجلات وخط العناوين والمساجد.
•أعماله موزعة بين:
العراق - سوريا- الأردن - البحرين - السعودية- قطر- تونس
لبنان - الجزائر - الامارات - المغرب - فرنسا
استراليا - اميركا - البرازيل - ألمانيا - الدانمرك - إيطاليا
السنغال - جيبوتي - انكلترا - نيجريا - الغابون – فنزويلا.