«أثار صوت آلة "التوبا" خفايا مشاعري منذ أن كنت طفلاً وأخذني إلى عوالمي وذواتي، حيث شدتني من بين الآلات النحاسية النفخية، فكان لقائي مع هذه الآلة بمثابة نشوة الجسد في غمرة الروح وحينها كنت في السادسة عشر من ربيعي».
بهذه الكلمات وصف لنا الموسيقي والعازف "شربل أصفهان" رحلته مع آلة "التوبا".
إن آلة "التوبا" تصنف من بين الآلات النحاسية وهي "بيس" لهذه الآلات، ومن المعتاد أن نجدها في اوركسترا السيمفونية، وتعد من الآلات الشعبية في موسيقا الجاز الأميركية، وتعود بداية انتشارها في أوروبا نتيجة التطورات التي رافقت آلات النحاس في الموسيقا الكلاسيكية. أما في سورية فلدينا 2 أو 3 عازفين على هذه الآلة
موقع "eSyria" وبتاريخ 14/8/2009 التقى مع العازف "شربل أصفهان" في معهد العالي للموسيقا ليحدثنا في البداية عن آلة "التوبا"، حيث يقول: «إن آلة "التوبا" تصنف من بين الآلات النحاسية وهي "بيس" لهذه الآلات، ومن المعتاد أن نجدها في اوركسترا السيمفونية، وتعد من الآلات الشعبية في موسيقا الجاز الأميركية، وتعود بداية انتشارها في أوروبا نتيجة التطورات التي رافقت آلات النحاس في الموسيقا الكلاسيكية. أما في سورية فلدينا 2 أو 3 عازفين على هذه الآلة».
وعن طبيعة الدور الذي تقوم به "التوبا" في أنواع الموسيقا المتباينة، يقول "شربل" بهذا الصدد: «تأخذ "التوبا" دورها في اوركسترا كـ"بيس" في الهارموني وتوزيع الأصوات وتعتبر طبقة رابعة وحامل الموسيقا، إضافة إلى عملها في اكوردات مع آلة "ترمبون"، ومن الممكن أن يكون لها عزف منفرد خاص بها خاصةً في عروض الباليه والأوبرا، أما في الكونشرتو لها صولات طويلة بمصاحبة آلة "البيانو"، وتشبه إلى حدّ كبير "كونترباص" في آلة "النقرية" في موسيقا الجاز والتجمعات الموسيقية الصغيرة».
فـ" شربل" هو المدير الفني لفرقة أوركسترا الجيش العربي السوري، وعن هذه التجربة يقول: « يهدف هذا المشروع العودة بالموسيقا العسكرية إلى حياة الشعب في سورية، والمستمع السوري يتفاعل عفوياً مع هذا النوع من الموسيقا بحكم معايشته الأناشيد والأهازيج الوطنية في ذاكرة الثقافية والاجتماعية والتاريخية، فهي تذكير بحقبة الاستقلال وانقلابات العسكرية وحرب تشرين، وبناءً على هذه المعطيات تمَّ إحياء فرقة الجيش العربي السوري في عام 2007، ولكن بتقنيات الموسيقية الجديدة ومقطوعات من الموسيقا الكلاسيكية والمارشات العسكرية العالية».
ولدى سؤالنا "شربل" حول أهداف مشروع "موسيقا على الطريق" على اعتباره أنه عضو فيها أجاب بقوله: « مشروع "موسيقا على الطريق" هو مشروع رائد لجمعية "صدى" الثقافية الموسيقية، أطلق بنجاح في العام الماضي ضمن فعاليات "دمشق عاصمة الثقافة العربية" في عام 2008، وهي فكرة ذات أبعاد ثقافية متعددة من أهمها تقريب الناس من الموسيقا الجادة، من خلال إقامة حفلات موسيقية في أماكن تواجد الناس اليومية بعيداً عن جدران قاعات الحفلات الموسيقية ورسمياتها، وبالتالي المساهمة في إعادة فكرة ربط الموسيقا الجادة بالحياة بطريقة المباشرة الحيّة».
"تظاهرة موسيقا على الطريق" كان السبب وراء ظهورها جمعية "صدى" الثقافية الموسيقية وبالتعاون مع الأمانة العامة "لدمشق عاصمة الثقافية" 2008 وحول هذا التعاون يقول "شربل":« إن دعم هذا المشروع من قبل محافظة "دمشق" يحمل أبعاداً ومضاميناً مهمة للغاية منها الرغبة الضمنية وغير المعلنة في استمرار "دمشق" كعاصمة ثقافية من خلال دعم بعض النشاطات التي تمت خلال العام الماضي والتي أثبت أنها يمكن أن تزيد من حيوية المدينة، وتعمل على إضفاء بعد جمالي ثقافي خاص يكون قريباً من الجمهور بشكل حيّ ومباشر، حيث إن تظاهرة "موسيقا على الطريق" تقدّم متعة الاستماع الموسيقي للناس في الأماكن العامة والساحات والحدائق والمسارح المكشوفة».
ويضيف الموسيقي وعازف "التوبا" "شربل اصفهان" بقوله: «جمعية "صدى" الثقافة الموسيقية هي مؤسسة ثقافية موسيقية غير حكومية وغير ربحية عضويتها مفتوحة للمشتركين ضمن النواظم المحددة في قرار إشهارها "رقم689 بتاريخ 14 آذار 2006 "، وإن التسارع الكبير في النمو المشروع الحضاري الموسيقي في سورية من جهة ونمو عدد الموسيقيين السوريين المؤهلين تأهيلاً أكاديمياً عالياً وحاجاتهم لتوسيع آفاق نشاطاتهم وعملهم وإبداعهم ضمن مؤسسات مناسبة عامة وخاصة في بيئة ثقافية ومادية مناسبة، ولضمان استمرارية النمو والتطوير نحو آفاق جديدة غير مطروقة في مجال الموسيقا، نشعر نحن بضرورة أن يقدّم جمهور المتمتعين بهذا النتاج الموسيقي مؤازرة أكثر جدوى من مجرد التصفيق في الحفلات وذلك عبر مجموعة من المحاور يفترض أن تساعد عازفينا وفرقهم ومؤسساتهم على النمو والانطلاق نحو العالمية».
والجدير بالذكر"شربل أصفهان" مواليد 1978 من محافظة "حلب"، التحق كطالب بالمعهد العالي للموسيقا ليدرس العزف على آلة "التوبا" ليتخرج منه عام 2002، أختاره المايسترو "صلحي الوادي" في عام 2002 ليكون عازف "التوبا" الأساسي في الفرقة السيمفونية الوطنية، إضافة إلى مشاركته في عدة ورشات داخل سورية وخارجها، وأسس في عام 2000 مع مجموعة من عازفي الآلات النحاسية خماسي دمشق النحاسي، وعازف "التوبا" في اوركسترا الجاز السورية، وهو المدير الفني للاوركسترا الجيش العربي السوري من خلال مشروع جمعية "صدى" في تطوير الفرق العسكرية.