تجاربها الأولية ورسومها الطفولية كانت بتشجيع من مدرسي مادة الرسم في المدرسة بعد أن اكتشفوا في "ريم الخطيب "الطالبة الموهوبة في رسوم وألوان تبوح وتكشف عن موهبة كبيرة بحاجة إلى رعاية لتنمو وتكبر وتوضع على سكة الفن الصحيحة،
التقت esyria الفنانة "ريم الخطيب" التي تشغل اليوم مدير مركز "أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية" في "دمشق" بتاريخ 18/8/2009 ، وعن البدايات قالت «منذ البداية كنت أميل إلى الأدب كالشعر والكتابة، والفنون لم تستهوني إلا أن إعجاب المدرسين برسوماتي وتحفيزهم إياي على الرسم وعلى المتابعة دفعني للاهتمام بالفن لاكتشف ما بداخلي ، فيما بعد أخذ مني الرسم أولوية أكثر وأعطيته اهتماماً وكنت ميالة الى رسوم الكاريكاتير»،
آخر مشروع لي كان عام 2007 في المتحف الوطني، ورسمت فيه شخصيات معينة وتركت للأطفال المشاركين معي رسم وجوه لهذه الشخصيات، وأنا أعد لمعارض مقبلة فردية ومشتركة
وتتابع: «بعد إنهائي مرحلة الدراسة الثانوية دخلت كلية الفنون الجميلة في "دمشق" بتخصص الاتصالات البصرية وكان ذلك عام 1988 لأتخرج منها عام 1992 بمرتبة شرف بعد أن أنجزت مشروعاً له علاقة بالموسيقا والمسرح ، وبسبب حبي وشغفي بالمسرح في تلك المرحلة دخلت المعهد "العالي للفنون المسرحية " قسم النقد، وهذا ما ساعدني لأن يكون معي إضافة للرسم مخزون أدبي كونته القراءة والاطلاع المستمر على الكتب الادبية والنقدية بحكم الدراسة في المعهد».
تستذكر "ريم الخطيب" تلك الأيام بحنين وشوق بدا واضحين في كلاهما، لكونها شهدت باكورة تجاربها وبداية ولوجها عالماً يحتاج إلى الجهد والتميز لإثبات الجدارة والبقاء، وعن ذلك تقول: «
بعد تخرجي من الجامعة عملت في المسرح القومي بمجال الديكور والسينوغرافيا لمدة 7 سنوات وكانت هذه المرحلة بالنسبة لي مهمة جداً حيث أتاحت لي ربط الفن بالأفكار والعمل ضمن مجموعة فنية مشتركة».
وعن معارضها الفنية قالت: «شهدت البدايات مشاركتي وإقامتي لمعارض مشتركة وفردية بدءاً من السنة الثانية لتخرجي من الجامعة وأولها عام 1994 في حديقة "أبو العلاء المعرّي" في "الروضة" بدمشق وهو انطلاقة مهمة بالنسبة لي».
وعن تجربتها العرض في أماكن عامة وليس في صالات عرض متخصصة أخبرتنا: «سبب عرض لوحاتي في مكان عام ومفتوح هو إحساسي بأن هناك تصنيفاً معيناً للفنان في صالات العرض أي لا يمكن لأي فنان أن يعرض في هذه الصالات، هذه الأمور مجتمعة دفعتني لأن أعرض لوحاتي في حديقة عامة بعد أن حصلت على الموافقات المطلوبة والتسهيلات من المحافظة، أما معرضي الثاني كان 1997 وهو عبارة عن مجموعة من الدراسات حول الإنسان والحركة بحدود 1000 دراسة عرضت في معرض النوفرة، وبصراحة هذا المعرض من أهم المعارض بالنسبة لي لأن المكان متنوع، وأذكر أنه حقق لي مستوى بيع جيد خاصة للشباب و بأسعار بسيطة، وبعد ذلك أقمت معرضاً آخراً ارتبط بعرض مسرحي عام 1998 حيث عرضت الأعمال على خشبة المسرح في" فندق الشام " ثم عرضت في غاليري "بلاد الشام"، وفي عام 2000 عرضت عدة لوحات في معرض بمحطة الحجاز داخل القاطرات القديمة، وتم اختيار هذا المكان لعلاقتة بموضوع المعرض الذي تلخص في وصف مراحل انتقال الإنسان من قرن لآخر حسب التسلسل الزمني من الأقدم إلى الأحدث».
تجربتها في إدارة مركز "أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية" وهو الفنان السوري الذي خلق نقلة نوعية في الفن التشكيلي السوري، غنية خاصة أنها شهدت إدخالها نماذج تعليمية وتدريبية، لم تكن موجودة من قبل ورفعها مستوى التعليم فيه، مع طموحها بأن تضاهي شهادة المعهد الممنوحة للطالب شهادة الجامعة، فتقول: «بعد عام 2000 تكلفت بإدارة مركز "أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية " الذي شغلني كثيراً بمشاريع الاطفال وخلق معي توجه آخر هو العمل مع الآخرين، وهذا ما أدى الى التقليل من عملي في المسرح حيث كنت أصمم ديكورات ترتبط بالنص المسرحي الذي علمني أشياء كثيرة بحكم الأفكار التي يخلقها النص ويحتم على الفنان إيجاد رسوم تنسجم مع النص، واليوم يحوي المركز مجموعة من الفنانين الكبار الذين يعلمون الأطفال المتدربين على الرسم. ولا أخفي عليكم أن وجودي في المركز غير رأيي في الفن وغير مقولة إن الفن نشاط فردي لأن الفنان عندما يحتك بالآخرين يخلق له صور وجانب من المتعة أكبر، خاصة أن الموهبة الفنية عدة أنواع».
تضيف "ريم الخطيب": «مركزنا يستوعب 400 طفل سنوياً يتوزعون على 6 فئات كل مجموعة 60 طالباً، نضع لهم منهجاً ونتعاون مع المدرسين في وضع خبرة فنية ومعلومات فكرية ونعلمهم المبادئ الأساسية في الرسم».
بالانتقال إلى الموضوعات التي تتناولها في رسوماتها تقول: «إن الإنسان هو أكثر الموضوعات المتناولة في أكثر من وضعية لكونه جزء من الكون في الحركة والتكوين وهو أهم شيء في هذا العالم ومن خلال الرسم لشكله أعبّر عن نفسي لأنني أجد هذا أقرب لشخصيتي وهو متنفس لي لأنني ضد الرسوم المجردة».
للفنانة "ريم الخطيب " رؤية خاصة حول الفن والعمل تخبرنا بها قائلة: «إن للفن أفكار والعمل الفني يحتمل جانبين الأول فكري، والثاني فني وتقني، وإن المعرض ضروري للفنان لتعريف الناس على نشاطاته لكن الرؤية السائدة في الوسط الفني أن الفنان الذي لا يقيم معرضاً ليس فناناً، علماً أن "سورية" لديها حجم مذهل من المواهب والإمكانيات تتجسد في الأطفال لكن المشكلة تكمن في عدم تلقي هؤلاء الأطفال معلومات كافية عن فن الرسم في المدرسة واعتباره مادة ثانوية، وكذلك الفنان الموهوب منغلق ويقارن نفسه بزميله ولاينظر إلى العالم الخارجي وممزوج في التجربة المحلية، ومن هنا نريد أن نطور المركز بحيث تكون الشهادة التي يمنحها لها مصداقية أكبر وتمنح الطالب فرص عمل أوسع سيما وأننا نتعاون مع متحف "التيت" البريطاني الذي ساعدنا على تطوير مناهج التدريس وبالتالي منح المركز شهادات على مستوى عالٍ، ونحن نعمل على تاسيس ورشات لفنانين يعملون على تطوير الفن بتدريبهم لأطفال وموهوبين مبتدئين.
تضيف "ريم الخطيب" قائلة: «إن أهم نجاح حققته في حياتها هو إقامتها المعرض الأول لها في حديقة "أبو العلاء المعرّي" 1997 والذي حسب قولها أثار اهتمام الناس وعرف الفنانين عليها باحتوائه 30 لوحة بأساليب متنوعة فكسر حاجز الخوف عندها وأدخلها عالم الفن .
وتقول: «إن مركز "أدهم اسماعيل" للفنون التشكيلية يوازي كلية "الفنون الجميلة " لأنه يربط الفن بالثقافة، ونحن في صدد إنشاء مختبر فنون معاصرة في ورشات يعمل فيها الفنانون معاً ويستفيدوا منها في نقل تجارب كل واحد منهم للآخر».
وفي الحديث عن مشاريعها المقبلة تقول: «آخر مشروع لي كان عام 2007 في المتحف الوطني، ورسمت فيه شخصيات معينة وتركت للأطفال المشاركين معي رسم وجوه لهذه الشخصيات، وأنا أعد لمعارض مقبلة فردية ومشتركة».