"زكي كورديلو" خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1984، وبعد التخرج من المعهد العالي عمل في المسرح القومي لمدة أربعة سنوات وقدم 20 عملاً في المسرح، الأمر الذي أدى به الانتقال إلى مهنة الإخراج في المسرح، وأخذ على عاتقه الحفاظ على مسرح "خيال الظل" في "سورية" وذلك بعد وفاة آخر المخايلة "عبد الرزاق الذهبي"، فأصبح الوريث الحقيقي لمسرح خيال الظل منذ1993، كما لعب العديد من الأدوار في المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية، وهو حالياً مدير مسرح الحمراء بـ"دمشق".
موقع"eSyria" وبتاريخ15/11/ 2009 التقى مع الفنان والمخرج المسرحي "زكي كورديلو".
عملت ثلاثة أعمال مسرحية في خيال الظل وهي "ظل ونور" و "القبطان كركوز" و "المعري" الذي قُدّم ليوم واحد فقط ثم أوقف لأسباب أجهلها، رغم أنه من أهم التجارب المسرحية التي قدمتها، وفي مسرح الطفل قدّمت مسرحية "الفتاة النشطة" و "مملكة النمل" إضافة إلى مسرحية "أحلام مائية"، حيث لاقت هذه العروض ترحيباً ونجاحاً في آن معاً، والتي اعتمدت فيه الدمج بين خيال الظل وفن الأداء المباشر على خشبة المسرح وهي طريقة إخراجية جديدة في المسرح
في البداية تحدث إلينا حول اختياره مسرح خيال الظل كمنهج في عروضه المسرحية فقال: « حدث الأمر في البداية بمحض الصدفة عندما تعرفت على "عبد الرزاق الذهبي" في مديرية المسارح وعرض عليّ العمل معه في مسرح خيال الظل ووافقت دون تردد، ولكن بعد فترة قصيرة توفي "عبد الرزاق الذهبي" ولم يكتمل مشروعه، فشعرت أن عليّ متابعة هذا المشروع بدافع الأمانة والحفاظ على هذا الميراث، وكان من المهم أن يستمر مسرح خيال الظل في الوجود، فهذا الفن قريب جداًً من الشعب السوري وموجود في وجدان الناس وفكرهم وخيالهم ويعتبر من الفنون الجميلة الموجودة في تراثنا العربي، إضافة أنه موروث شعبي عالمي يجب المحافظة عليه وتطويره، ويمكن اعتباره الأب الشرعي للمسرح العربي في الوطن العربي على وجه الخصوص، والسينما العالمية بالعموم».
وحول عروضه المسرحية يقول "كورديلو": « عملت ثلاثة أعمال مسرحية في خيال الظل وهي "ظل ونور" و "القبطان كركوز" و "المعري" الذي قُدّم ليوم واحد فقط ثم أوقف لأسباب أجهلها، رغم أنه من أهم التجارب المسرحية التي قدمتها، وفي مسرح الطفل قدّمت مسرحية "الفتاة النشطة" و "مملكة النمل" إضافة إلى مسرحية "أحلام مائية"، حيث لاقت هذه العروض ترحيباً ونجاحاً في آن معاً، والتي اعتمدت فيه الدمج بين خيال الظل وفن الأداء المباشر على خشبة المسرح وهي طريقة إخراجية جديدة في المسرح».
وحول توقيف عرض مسرحية "ملحمة المعري" بعدما خرج للنور في يوم واحد ومن ثم تم إيقافه يقول"كورديلو":
« تتم توقيف العروض إذا كانت تتتهك السياسية أو مخلة بالأخلاق أو تمس الجانب الديني، فضمن هذه الإشكاليات الثلاث يتم توقيف العروض، ولكن أن يتم إيقاف عرض بسبب سويته الفنية فهذا أمر لم يحدث من قبل وأرى هذه الأسباب غير حقيقية، فالجمهور هو من يقوّم العرض وقد كان بإمكانهم أن يوقفوا العرض قبل أن يخرج للجمهور، وبرأيي أن العرض كان ضحية إدارة تريد أن تؤكد على أنها موضوعية ومنصفة وقراراتها جريئة، وبتصوري أن السوية الفنية يقررها النقاد والصحفيون والجمهور، وليس على الإدارة واللجان تقويم العرض قبل تقديمه للجمهور».
نرى في بعض الأحيان أن "كورديلو" يزاول مهنة الإخراج وبنفس الوقت نراه على خشبة المسرح ممثلاً، وحول التوفيق بين عملية الإخراج والتمثيل على خشبة المسرح، يقول: « اكتشفت خلال تجربتي في التمثيل والإخراج أن هذه الظاهرة غير ايجابية وخاصة عندما يأخذ المخرج الدور الرئيسي في العرض فهنا تقع الإشكالية، لذا عندما أكون على خشبة المسرح تكون أدواري صغيرة ومكملة للعرض، ولا أخفيك إنني أحب نفسي كممثل على خشبة المسرح بما يتوفر لدي الرؤية في الحياة، إلا أن مساحة الحرية والتعبير عن الذات والخيال أجده أكثر عند المخرج، وفي هذه الزاوية أتعاطف مع الإخراج لأنه سيد العرض المسرحي ولديه مشروع فكري وفلسفي في الحياة ويحاول التعبير عنه في العرض».
يرى "كورديلو" أن نقاد المسرح تحولوا إلى تقديم مقالات تتصف بالسطحية وبعيدة عن المضمون الغني لإثراء فن المسرح، وفي هذا السياق يقول: « عندما نعود إلى الوراء أي في فترة الثمانينات نجد أن النقاد كانوا يتصفون بالنزاهة والصدق والموضوعية في تحليل بنية العرض، فكانت آرائهم بمثابة معايير النجاح أو فشل العروض، أما في هذه الآونة فقد اختلط الحابل بالنابل وبات الصحفيون يكتبون مقالات المدح أو الذم أو يتناولون سرد الحكاية أو ملخص للأحداث فقط دون التطرق إلى أسلوبية العرض، فالناقد هو متفرج بامتياز ويمثله في لحظة عملية استقبال العمل المسرحي وبالتالي يحدد مكامن القوة الجمالية والفكرية، فهو يملك رؤية وتقاليد عملية الإنتاج المسرحي من كونه يمتلك خبرة وموهبة، ليقوم بتقويم العمل وتوضيح بعض الدلالات التي تكون غائبة عن ذهن المتفرج، وفي حال قراءة النص بهدف النقد والعرض في صحيفة، فغالباً تكون قراءته مختلفة ومغايرة، مما ينعكس في النهاية على تطور المسرح وإثرائه».
ورأي الفنان والمخرج المسرحي"زكي كورديلو" بالمسرح السوري هو: « اعتمدنا على النمط الاشتراكي لدعم الثقافة حيث يكون دور الدولة فيها راعية ومالكة للثقافة، الأمر الذي أدى إلى التعامل مع الثقافة بالكم وليس بالكيف، فلم يكن هناك الفرق بين المسرح الخاص والعام، وأصبحنا في قفص المسرح الجاد والملتزم الذي يكون بعيداً عن الجمهور ونبض الشارع، ونفس العملية تنطبق على المسرح التجاري، فحتى الآن لا نملك الهوية المسرحية الخاصة بنا، وليس لدينا تقاليد في الإخراج والنصوص النابعة من مجتمعاتنا المحلية، فالعديد من المخرجين أتوا من الخارج وفرضوا ثقافتهم على الواقع المسرح السوري، وبحكم تعاملهم مع الممثلين السورين ودراستهم لهم في المعهد العالي للفنون المسرحية انسلخنا عن واقعنا المحلي وباتت هويتنا مفروضة من الخارج، فنحن بحاجة إلى نوع ثالث من المسارح ويكون الفرّق فيه متخصصة وتناضل من أجل الهم المسرحي والمواطن».
يشار إلى أن الفنان والمخرج المسرحي" زكي كوديلو" من مواليد مدينة " عزاز" بـ"حلب" عمل في كل من: المسـرح: قصة موت معلن - مغامرة رأس المملوك جابر - دائماً وأبداً - سفر برلك - الغول - بئر القديسين. وفي الإذاعــة: ظواهر مدهشة - شخصيات روائية. وفي السـينما: الطحالب - الترحال ، "دمشق يا بسمة الحزن" و"سيلينا"، أما في التلفزيون: شجرة النارنج ، دموع الاصايل ، المهر - الخيزران - النهر سلطان - شام شريف - تلك الأيام - ليل المسافرين - الذخائر - احتمالات - محاولات - اهلاً حماتي - التائب - ظل الأرض - بير الساري.