حمل أفكاره ومفهومه التصويري ليجسد أحاسيسه لوناً.
بعد تخرجه أكاديمياً بأشهر قليلة تمكن الفنان التشكيلي "إلياس أيوب" من عرض تجربته الناضجة والواعدة فنياً في غاليري "قزح".
معرضي كان بالتعاون مع الأستاذ "سامر قزح" الذي شجعني وآمن بقدراتي، حيث فكرنا سوية بإقامة معرض فردي لي إن كانت الأعمال بمستوى عرض كهذا، وهنا أود أن أقول لكل شاب مقبل على التخرج أن يقدر أهمية مشروعه، والعمل بوعي وتحميل اللوحة قدر المستطاع ألواناً وعناصر ومواضيع تغني اللوحة
موقع "eSyria" بتاريخ 15/11/2009 التقى الفنان التشكيلي "حسكو حسكو" خلال جولته بين لوحات "الياس"، وعنها حدثنا: «"الياس" يمتلك شخصية فريدة وحساً عالياً بالتصوير الزيتي، فهو يعمل ضمن درجات اللون الواحد ويستخدم الألوان المتممة بطريقة ممتازة، وشاهدت اليوم أعمالاً له أعتبرها مميزة جداً ومهمة بتشكيلها وكتلها الأحادية اللون، كاللوحة الصفراء واللوحة البيضاء، بالإضافة لحسه القوي بالألوان والعجينة واللدائن، وما يميزه بشكل واضح أنه تجاوز التخبط الموجود في الحراك ضمن الساحة الفنية، ليعمل وبكل بساطة ضمن اختيارات صحيحة لألوانه ولوحاته».
يتابع "حسكو": «بما أن معرضه الأول بهذه القوة؛ نأمل أن يتابع إبداعه ليتفوق في المستقبل، كما كان اختياره ناجحاً في القياسات والمواضيع وهذا دليل ثقته بنفسه ووعيه لما يقوم به، والفنان هنا يقدم ذاته بطريقة ممتعة ولديه لمسات جميلة انطباعية في الكثير من اللوحات وفرض اسمه وأسلوبه بقوة، كما أن لوحته بالإضافة إلى جمالها تمتلك قيمة فنية عالية، ويبدو أنه لا ينتمي لأحد بل يجمع ما حوله وينتجه من جديد بصبغته الذاتية لتبوح ريشته بما يخفيه».
والتقينا بالفنان التشكيلي الشاب "إلياس أيوب" وحدثنا عن معرضه فقال: «معرضي كان بالتعاون مع الأستاذ "سامر قزح" الذي شجعني وآمن بقدراتي، حيث فكرنا سوية بإقامة معرض فردي لي إن كانت الأعمال بمستوى عرض كهذا، وهنا أود أن أقول لكل شاب مقبل على التخرج أن يقدر أهمية مشروعه، والعمل بوعي وتحميل اللوحة قدر المستطاع ألواناً وعناصر ومواضيع تغني اللوحة».
يتابع "الياس" مشيراً إلى مجموعة من أعماله: «حاولت أن أكون صادقاً مع لوحتي لأقدم فكرتي من خلالها، كما حاولت أن أبحث بتكوين وفكرةٍ خاصة وبنقلة جديدة بين كل لوحة وأخرى، فمثلاً هذه اللوحة فيها مساحة كبيرة من اللون النيلي تتعالج مع الخلفية كي لا ينفصلا عن بعضهما، واللوحة الأخرى تضم مجموعة كبيرة من الأشخاص، قد تكون مجموعة مخزنة في ذهني نظراً لعلاقاتي الاجتماعية الكثيرة، ولوجود تباين واضح بين كل شخص وآخر؛ وهذا ما نلحظه من خلال معارفنا، فمن الخطأ التعامل مع شخصين بنفس الطريقة وكذلك أرى أنه من الخطأ التعامل مع عنصرين في اللوحة بنفس الطريقة، ففي النهاية الأمر بالنسبة لي هو التأليف بين شيئين مختلفين أو بعيدين عن بعضهما، وبذلك كانت نتيجة عملي مجموعة تآلفات حقيقية أجسدها بأشياء غير متآلفة غالباً».
في نهاية حديثنا مع الفنان التشكيلي "الياس أيوب" يضيف مؤكداً حول سمو مفهوم التصوير لديه: «ما يهمني بشكل كبير هو توضيح مفهوم التصوير أي كم تحمل اللوحة من التصوير، وإن قررت في الوقت الحالي تبني رسالة فسيكون هذا المفهوم هو همي الأكبر، وهو مفهوم صعب جداً فعندما توصل "بيكاسو" لخلق حالة ما بوضع بعض الخطوط والألوان قدم تصويراً حقيقياً، كذلك الفنان "نزار صابور" عندما قدم عملاً باسم "سعادة ما أمكن" صور السعادة، وأنا أحاول قدر الإمكان الحفاظ على مفهوم التصوير، وفي النهاية أتمنى التوفيق لكل زملائي ولكل متبنٍ للحركة الفنية».
من إحدى الزوايا التقينا السيد "سامر قزح" صاحب غاليري "قزح" وعن المعرض حدثنا: «تعرفنا على تجربة "إلياس" ضمن مشروع قمنا به خلال العام الماضي وهو مسابقة "لقاء" الذي طُرح للفنانين الشباب من اختصاصات "النحت، الحفر، التصوير، الفيديو آرت"، ومن خلال ورش العمل نتعامل مع فنانين شباب وتظهر حالات خاصة منهم مختلفة عن السائد بالجو العام للفن التشكيلي وهؤلاء يستحقون تسليط الضوء عليهم، ومنهم كان "الياس" الذي تميز بألوانه ولوحاته بما لديه من قوة وجرأة بطرح اللون ، وهذا ما دفعنا أن نقيم معرضاً فردياً له بعد تخرجه بثلاثة أشهر وهو دليل واضح على نجاحه، وبالتأكيد علينا أن نعطي ونفتح الفرص أمام هؤلاء الشباب لكي يبدعوا ويقدموا ألواناً أجمل وأرقى للوحة التشكيلية السورية».
خلال جولتنا بين غرف "قزح" التي احتضنت أعمال "أيوب" التقينا الشاب "كميران خليل" فنان تشكيلي وحدثنا عن المعرض: «أفتخر بأن "الياس" من زملاء وأصدقاء نفس الدورة التي تخرجت منها في كلية "الفنون الجميلة"، وبحكم سنوات الدراسة فأنا مطلع على أسلوب عمله منذ بداياته، وأعلم أنه شخص طموح بالدرجة الأولى يحب الفن ويبحر فيه للأعماق ليتعرف على حقيقته، وبالرغم من أن هذه أولى خطواته العملية إلا أنه توصل إلى نضج عميق في أفكاره، وكما كان مميزاً في الكلية أراه يتميز الآن بلوحاته في أول معرض فردي بعد التخرج بفترة قصيرة، وبالنسبة لهذه التجربة أرى أن ألوانه فيها عناية في الاختيار، ولديه طاقة هائلة، وبالتأكيد هذا الأمر في غاية البساطة بالنسبة لفنان مثل "الياس" يمتلك قدرات عالية، والعامل الزمني سيكون كفيلاً بتوضيح مدى موهبته وفنه وتجربته فريدة بالفن السوري».