وجوه معاصرة وأخرى كلاسيكية ظهرت من خلال أعمال الفنانين "نذير إسماعيل، مصطفى علي، إدوارد شهدا، حسكو حسكو" في البورتريات التي عرضوها في غاليري "قزح" للفنون، إضافة إلى أعمال مقتناة من قبل الفنان "نذر اسماعيل" لفنانين سوريين تعود إلى النصف الأول من القرن الماضي.
موقع "eSyria" حضر المعرض، وخلال جولته بين هذه الوجوه التي عانقت الألوان بريش مختلفة، حيث يستطيع القارئ لها أن يتعمق أكثر في المقارنة بين فن البورتريه قديماً وحديثاً، تجد أن البورتريه في سورية بدأ متأثراً بالغرب كحالة طبيعية يرسم الناس فيها الوجوه بدلاً من الفوتوغراف، ومن ثم ترى أنها انتقلت الحالة الفنية للبورتريه إلى مستويات معاصرة عمقت في الفن التشكيلي. وعن ذلك يقول الفنان والناقد التشكيلي "غازي عانا": «إن أهمية المعرض نابعة من التعرف على كيفية عمل الفنانين السوريين بفن البورتريه بين القديم والمعاصر، فهي تجارب مهمة يجب الاطلاع عليها والوقوف عند كل لوحة منها، لكن المميز في هذا المعرض هي أعمال "حسكو حسكو" وتجربته الأولى في عرض لوحات بورتريه، أما "نذير اسماعيل" فقد اعتمد في تجربته على الاهتمام بالمعالم الداخلية للوجه مستفيداً من الحالة اللونية».
إن أهمية المعرض نابعة من التعرف على كيفية عمل الفنانين السوريين بفن البورتريه بين القديم والمعاصر، فهي تجارب مهمة يجب الاطلاع عليها والوقوف عند كل لوحة منها، لكن المميز في هذا المعرض هي أعمال "حسكو حسكو" وتجربته الأولى في عرض لوحات بورتريه، أما "نذير اسماعيل" فقد اعتمد في تجربته على الاهتمام بالمعالم الداخلية للوجه مستفيداً من الحالة اللونية
وجوه "شهدا" كانت محصورة في عائلته، حيث قدم خمسة أعمال اعتمد فيها على اللون والضوء وحسه الغرافيكي المعروف، واستخدم ألوان ذات بعد دلالي واضح، كما أن لوحته الرمادية كانت عكس اللوحات الاخرى مختلفة في الألوان والموضوع.
كما قدم النحات "مصطفى علي" بدوره عملاً نحتياً واحداً من الخشب، رسم عليه بورتريه بمسح الملامح، ومن الملاحظ أن عمله الطبيعي يتناول البورتريه بنفس الحس الذي يعتمد على التعبيرية مستفيداً من مهاراته باستخدام خامات متنوعة كالبرونز والخشب. أما الأعمال التي كانت موجودة في الصالة الأخرى والتي تعتبر بورتريات لرواد الفن التشكيلي السوري القدماء قدمها الأستاذ "نذير" الذي أكد: «أن فكرة المعرض تقوم على توضيح الفروق بين ما كان يشتغله فنانو سورية قبل نحو قرن وبين ما ينجزونه الآن ضمن الموضوع نفسه وهو البورتريه، فالأعمال التي قدمتها من مقتنياتي، وهي لفنانين سوريين معروفين مثل "فاتح المدرس، أدهم اسماعيل، رشاد مصطفى، سعيد تحسين، خزيمة علواني"، هؤلاء الذين كانت لهم تجربة مهمة في الحياة التشكيلية السورية، وهم من الرواد في هذا الفن».
إن فن البورتريه من أقدم الفنون التشكيلية من حيث الرسم، وللرواد السوريين التشكيليين دور كبير في وصول هذا الفن إلى هذه المستويات المعاصرة، هنا يقول الفنان "إدوارد شهدا": «إن فكرة المعرض تدور حول موضوع مهم في الفن التشكيلي وهو البورتريه، هذا الفن الذي بات نادراً في المحترف التشكيلي السوري، فله خصوصيته عند القدماء والمعاصرين، حيث القدماء كانوا يقومون على إظهار التفاصيل الدقيقة للوجه عكس المعاصرين الذين يبحثون في ضياع معالم الوجه من خلال الخطوط الألوان، معرض مهم وجيد بالنسبة للموضوع، وهو من المواضيع المهمة التي يجب الوقوف عندها في الحركة التشكيلية.
أما الأستاذ "خالد عمر" فيقول: «للوهلة الأولى وخلال دخولك الصالتين تشعر بأن هناك دلالات لونية واضحة بينهما، فصالة المقتنيات فيها أعمال لرواد الفن السوري، الذين لعبوا على إظهار التفاصيل الدقيقة من الوجه، إضافة إلى الألوان الباردة والدافئة التي تم استخدامها من دون سماكات لونية، أما الصالة الأخرى والمعاصرة ففيها أعمال لفنانين كبار في الحركة التشكيلية السورية الذين لهم لمسة خاصة في اللوحة، فأعمالهم تعتمد على السماكات اللونية واللعب على عملية الضوء في اللوحة، وكان لمنحوتة النحات "مصطفى علي" حضوراً واضحاً، من خلال كونها العمل النحتي الوحيد، وكما أنه لعب عليها بطريقة فنية جميلة، حيث قام بمسح التفاصيل بمستويات دقيقة».