اظهاراً لجمال الفن الإسلامي وقدرته على مواكبة الأساليب الفنية المعاصرة، أطلق متحف "فكتوريا وألبرت" «V&A» في العاصمة الانكليزية "لندن" "جائزة جميل" الخاصة بالأعمال الفنية الإسلامية، بدعم من مؤسسة "عبد اللطيف جميل" لخدمة المجتمع.
"جائزة جميل" بدأت أولى دوراتها- التي تقام كل سنتين- عام /2008/مـ، حيث تسمح للفنانين القادمين من شتى أنحاء العالم والمهتمين بالفن الإسلامي، الاشتراك والتنافس بأعمال فنية معاصرة مرتبطة بالفن والتراث الإسلامي، هذه الأعمال تقيم بواسطة سبعة حكام مختصين بالفنون الإسلامية، يرأسهم مدير متحف "فكتوريا وألبرت"، وتعطى الجائزة التي تبلغ قيمتها /25000/ "جنيه إسترليني" لأكثر عمل فني يستطيع إظهار غنى الفن الإسلامي بأسلوب معاصر.
دعمنا إطلاق هذه الجائزة العالمية للإشارة وتسليط الضوء على الفن الإسلامي الغني والقادر على التفاعل مع الفن المعاصر بأساليبه المتعددة. وبعد الانتهاء من إعلان الفائزين وبعد أن عرضت الأعمال المرشحة في متحف «V&A
السيد "تيم ستنالي" أمين قسم الشرق الأوسط في متحف "فكتوريا وألبرت"، تحدث خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامه "المجلس الثقافي البريطاني" في المتحف الوطني في "دمشق" بتاريخ 7/4/2010، عن السبب الذي دفع المتحف اللندني إلى إطلاق هذه الجائزة بقوله: «متحف «V&A» لديه اهتمام كبير بالأعمال الفنية الإسلامية، والتي بدأ بجمعها منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، وفي المتحف قسم خاص بالفن الإسلامي، يحوي الأعمال الفنية المرتبطة بالتراث الإسلامي ويشير إلى غنى وتنوع هذا التراث، وقد رحب المتحف بفكرة مؤسسة "جميل" لإطلاق هذه الجائزة ودعمها والتي تهدف لربط الفن المعاصر وأساليبه بالفن الإسلامي وتراثه».
السيدة "نادية رفعت الشيخ" ممثل "برنامج مؤسسة جميل لخدمات المجتمع"، أشارت خلال المؤتمر إلى أن مؤسسة "جميل" تسعى إلى خدمة المجتمعات التي تنشط بها من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات الاقتصادية أو الفنية، وأضافت: «دعمنا إطلاق هذه الجائزة العالمية للإشارة وتسليط الضوء على الفن الإسلامي الغني والقادر على التفاعل مع الفن المعاصر بأساليبه المتعددة.
وبعد الانتهاء من إعلان الفائزين وبعد أن عرضت الأعمال المرشحة في متحف «V&A»، أردنا القيام بجولة في عدد من دول العالم وخاصة في الشرق الأوسط، تعرض العمل الفائز وثمانية أعمال أخرى رشحت لنيل الجائزة، لإتاحة الفرصة للفنانين والمهتمين بالفن الإسلامي المعاصر في تلك الدول، بالتواصل ولقاء الفنانين الذين رشحوا لنيل الجائزة والذين سيتواجدون خلال عرض أعمالهم الفنية».
ترشح لجائزة "جميل 2009" أكثر من /100/ فنان، جاؤوا من مختلف بلدان العالم، واستطاعت الفنانة الإيرانية "آفروز أميغي" الفوز بالجائزة بدورتها الأولى عن العمل المسمى "/1001/ صفحة" وقد استخدمت "آفروز" فيه الضوء والظل عبر سلسلة من قطع الظل، مستوحى من مصادر مرتبطة بالثقافة الإسلامية كالسجاد والديكورات المعمارية الاسلامية، وفي شهر كانون الثاني من العام الجاري بدأت جولة "جائزة جميل" في العاصمة السعودية "رياض"، حيث احتضن المتحف الوطني السعودي معرض "جائزة جميل"، وسيكون المتحف الوطني في "دمشق" المحطة الثانية في هذه الجولة التي ستشمل عدة دول أخرى مثل لبنان، وتركيا والمغرب، وسيبدأ عرض الأعمال الفنية في "متحف دمشق" بتاريخ 14/4/2010، ويستمر حتى 19/5/2010.
السيدة "منى المؤذن" مديرة شؤون المتاحف في سورية، أكدت أن المتحف الوطني يشجع جميع الفعاليات العربية أو العالمية التي تلقي الضوء على التراث الإسلامي والعربي، ومن جهة أخرى تحدثت السيدة "إليزابيث وايت" مديرة "المجلس الثقافي البريطاني" في دمشق، عن ورشات فنية ستقام بالتزامن مع "معرض جائزة جميل"، بقولها:
«المجلس يقيم عدداً من الفعاليات الثقافية في سورية بالتعاون مع عدة جهات "كالأمانة السورية للتنمية"، وستقيم بالتزامن مع "معرض جائزة جميل" ورشتان ومسابقة للأعمال الفنية المعاصرة التي تحمل الهوية الإسلامية، وذلك بتعاون مع "روافد"، أحد مشاريع الأمانة السورية والذي يهتم بالثقافة والفن السوري».
وأضافت "وايت": «الورشتان ستقامان في مرسم الفنان "مصطفى علي"، الأولى بتاريخ 22-23/4/2010، والثانية بتاريخ 18/5/2010، والفائز السوري في المسابقة الفنية التي ستقام في هذه الورش، يتاح له السفر إلى لندن والمشاركة في "جائزة جميل 2011"».
يذكر أن مؤسسة "جميل عبد اللطيف" لخدمة المجتمع أنشئت عام /2003/، ولها نشاطات ومساهمات اجتماعية وثقافية في عدد من دول العالم، وخاصة العربية، السيدة "نادية الشيخ" ممثل برنامج المؤسسة لخدمة المجتمع ذكرت لموقع "eSyria" أن المؤسسة أدخلت بعض برامجها إلى سورية منذ عام /2008/ وتحديداً في مدينة "طرطوس" واستطاعت تأمين عدد من فرص العمل، بلغ عدد هذه الفرص في مصر وسورية /10000/ فرصة، وأضافت السيدة "ندى": «المؤسسة تعمل على خدمة المجتمعات التي تنشط فيها على محوري الاقتصادي والثقافي، وعلى مستوى المملكة السعودية وخارجها، فإضافة إلى خلق فرص العمل في بعض البلدان العربية، نعمل على تغير الصور النمطية التي ربطت الإسلام بالإرهاب عن طريق جعل الفنانين المعاصرين يتجهون نحو الفن الإسلامي ويظهرون جماله».