تعتبر فرقة "جين" من فرق الروك المتميزة التي دخلت الساحة الموسيقية السورية في الآونة الأخيرة، حيث مزجت موسيقا الروك الغربي بالغناء والموسيقا الشرقية الغنية لتخرج لنا بمفاهيم موسيقية جديدة تواكب الجيل الجديد.
موقع "eSyria" بتاريخ 14/5/2010 حضر حفلة "الروك" التي أقامتها فرقة "جين" الموسيقية بالتعاون مع منظمة "الهلال الأحمر" في قلعة "دمشق"، التي طالما استقطبت شباباً لهم اهتمامات موسيقية متنوعة.
"جين" لها قدرة على مخاطبة الروح الشابة، فهم بأغانيهم ذات أسلوب الروك المطعمة باللغة العربية يدخلون أحاسيس ومشاعر الشباب السوري ويعبرون عما في قلوبهم، إنها فرقة مميزة وناجحة ولهم مستقبل كبير وواضح
وفي الوقت الذي كان فيه "شادي علي" يصدح بصوته بين جدران القلعة أمام جمهور أفترش الأرض بكلمات أغنية "يا ولدي" للشيخ إمام، التقينا بالسيد "علاء الخشي" مغني شاب ليحدثنا عن حضوره للحفلة: «بمجرد إقامة حفلة خاصة لفرقة "جين" هي خطوة جيدة، فـ"جين" من الفرق التي لها شهرة كبيرة بين الشباب السوري المهتمة بالموسيقى الحية، وتعتبر من الفرق القوية جداً باللغة العربية، وذلك واضح من خلال قيامهم بتوزيع أغانيهم على إيقاع موسيقا الروك الي تعتمد في جزء كبير من إنتاجها على التراث الموسيقي القديم، لهم القدرة على التواصل مع الشباب السوري لذلك أسميهم نبض الشباب السوري، كيف لا والفرقة تمتلك أهم العازفين والموسيقيين مثل "عمر حرب" على "البيس" و"حازم العاني" على كيبورد ديسك، "أنس عبدالمؤمن" غيتار».
اجتمعوا في القلعة التي تنبض تراثاً وعمقاً إنسانياً بقصد الموسيقى التي يحبونها والتي تعكس وتترجم آرئهم التي تعبر عن هواجسهم وأحلامهم، مرافقة بموسيقى أغنية "يا محلا الفسحة" التي أعادت الفرقة تلحينها وتوزيعها ضمن إيقاعات "الهارد روك" التقينا بالآنسة "مي طوكجيان" طالبة لتحدثنا عن رأيها بفرقة "جين": «"جين" تمتلك جينات قوية لتغيير النمط الموسيقي الغربي في ذهن الشباب السوري بطريقة مزج التراث الشرقي فيه، فجيناتهم الموسيقية قادرة على اختراق الأذن الموسيقية لتدخل الأوردة والشرايين، وليصعد الدم من النخاع الشوكي إلى الدماغ ويعزف أغنية موسيقية لها بعدها الثقافي الاجتماعي والنفسي، فرقة "جين" فرقة ناجحة بكل المقاييس ولهم هدف اجتماعي وموسيقي واضح، إضافة إلى القدرة كبيرة في التقرب إلى روح الشباب السوري».
أما "سوزان عودة الله" الصبية التي تقطع الكيلومترات الطويلة من "عمان- الأردن" مكان إقامتها لتحضر حفلة خاصة لفرقة "جين" تقول: «"جين" لها قدرة على مخاطبة الروح الشابة، فهم بأغانيهم ذات أسلوب الروك المطعمة باللغة العربية يدخلون أحاسيس ومشاعر الشباب السوري ويعبرون عما في قلوبهم، إنها فرقة مميزة وناجحة ولهم مستقبل كبير وواضح».
"جينات" "جين" توزعت في باحة القلعة لتُعزَف على الشفاه نغماً وتلوح بالأيادي رقصاً، إنهم الشباب السوري والروح المعاصرة التي ترغب بالولوج إلى عالم المعرفة الموسيقية الثقافية من خلال معايير عدة، هنا التقينا بالدكتور "جورج مهنا" من الحضور ليقول: «لأول مرة أحضر حفلة روك خاصة لفرقة سورية في سورية، فخلال حضوري لاحظت أن "جين" تمتلك شهرة كبيرة بين جيل الشباب الذين يمتلكون معايير عدة لتفسير الثقافة الغربية بدمجها مع الشرقية وخلق روح إبداعية تعمّق مفهوم حب الوطن والذات بشدة، إنهم براعم المستقبل وعلينا أن نفسح المجال لهم ليعبروا عن مشاعرهم وأحاسيسهم كما يريدون، فالموسيقى هي من أسمى الأنواع الروحية التي تغذي الروح، "جين" اليوم كانت أكثر من رائعة، وأنا من جهتي تفاجئت بوجود هذا الكم الكبير من الشباب السوري المتابع لموسيقى "الروك" والقادر على تفسير معانيها وإيقاعاتها الموسيقية».
أما الموسيقي السوري "ناريك عباجيان" فيقول: «"جين" يعملون على الروك العربي والتأليف بطريقة ممتعة، حيث يخصصون للموسيقى الشرقية مكاناً خاصاً بأسلوب موسيقي مميز في أغانيهم، ولهم القدرة في أن يمثلوا شباب سورية في المحافل الموسيقية العالمية، وألبومهم الأول كان خير دليل على ذلك، فبإقامة مثل هذه الحفلات سنتمكن أن نعرّف العالم على حقيقة "الروك" وأن نبعد عنها الصفة الشيطانية، فهي موسيقى ثورية لها خصوصيتها وحيزها، يجب أن نتطرق إلى التعريف بها».
"الروك بروغرسف" هو النمط الموسيقي الذي يشكل الهوية الموسيقية للفرقة، وخاصة بعد محاولتهم الغناء في "جنة عدن"، إنها فرقة شابة تدعو إلى ترسيخ اسمها في مجال ما يسمى بموسيقى الروك الحديثة الممزوجة بالنغم الشرقي والتراث السوري العميق، هنا التقينا مع مغني "فرقة "جين" "شادي علي" ليحدثنا عن الفرقة ورغبتهم بإقامة الحفلة بقلعة "دمشق" بالتعاون مع منظمة "الهلال الأحمر": «"جين" من الفرق غير الربحية، فهي تقدم أغاني من صلب الحياة الاجتماعية، لذلك هناك قاسم مشترك بين نشاطاتها ونشاطات "الهلال الأحمر"، ومن خلال حفلتنا في القلعة نحقق الأهداف المشتركة وهي الوصول إلى جيل الشباب والالتقاء معهم بالأفكار الاجتماعية وتعزيز روح التطوع من جهة أخرى، حيث سنقدم عدة مقطوعات اليوم، منها ألبوم "جين" وثلاثة قطع جديدة لفرق مشهورة عالمياً، ما نعمل عليه هو موسيقى روك خاصة بنا تعكس شخصيتنا نعبر من خلالها عن تراثنا في بعض الأغاني وعن حاضرنا في البعض الآخر وبنفس وروح سورية شرقية».
يتابع "شادي": «في بعض أغانينا سنتطرق إلى القضايا الإشكالية مثل "جرائم الشرف" من خلال تزاوج العربية القصى بموسيقى "الروك"، إننا نحاول اعضاء الفرقة جميعاً الدخول إلى الروح السورية الشابة والتطرق إلى أهم المشاكل والظواهر المنتشرة في المجتمع السوري، كانت حلفة جميلة وشابة بمعنى الكلمة نرجو أن نلتقي في حفلات أقوى».
"ياولدي، هنا الشام، على موج البحر "العاصفة"، كوني بعيد، إذا فيك تسوق مع كليب، أوف التي احتوت على كلمة أوف وحيدة مع الموسيقى، أغنية جديدة لبدر شاكر السياب عن جرائم الشرف "قاتل أخته"، كلها كانت كلمات لها وقعها الشبابي الخاص بين الجمهور الذي تفاعل مع أعضاء الفرقة بكل كلمة وإيقاع.
الجدير ذكره أن أعضاء فرقة "جين" هم، "شادي علي" في الغناء، "عمر حرب" على الـBase Guitar ، "حازم العاني" على الـ Piano Keyboard، "أنس عبد المؤمن" و"معن رجب" على الـ Guitar وطسهل زين الدين" على الـDrums.