وجوه عابثة داكنة اللون حملت الكثير من الهموم تحت تلك العباءة الطويلة التي لوّنت بصدى أيام حملت معنى الإبداع، إنها لوحات "سبهان آدم" ذلك الفنان الذي يبحث في القبح عن جمالٍ لروح جديدة.
موقع "eSyria" تابع معرض الفنان "سبهان آدم" الأخير، الذي أقيم في غاليري "كامل" للفنون، هذا المعرض الذي تجسد فيه حالات عدة من جمالية القبح وروح الجمال بمفهوم الفنان الخاص، هناك وبين 38 لوحة تشكيلية حملت الحب والجمال بمفهومه التجريدي التقينا الفنان التشكيلي والناقد الدكتور "عز الدين شموط" الذي كان متفاجئاً بأعمال الفنان "سبهان آدم"، عن ذلك يقول: «لقد فاجأني الفنان بأسلوبه، كان لدي شعور غير واضح ومتحمس لأعمال الفنان، ولكن خلال جولتي اليوم بين أعماله لاحظت أن هناك أعمالا في قمة الاحترافية تمتلك روحا إبداعية خاصة، فهذا التشويه للوجه والبحث في جمال القبح ميزة احترافية خاصة نجح بها الفنان، فهي طريقة ليست سهلة وبسيطة، حيث الوجوه رغم تشويهها ملأى بالجمال والإنسانية، أما الألوان فكان اختيارها موفقا، كما أن الخامات العديدة في اللوحة جعلت منها متكاملة، وخاصة في قدرته على استخدام مادة "الزفت" بطريقة يحافظ عليها، بالإضافة إلى أن الأسود مع الرماديات بتدرجها وظّفت بطريقة جيدة في لوحات "سبهان"».
الفنان "سبهان" من الفنانين القدماء والمتمكنين من أعماله، تقنيته خاصة به وبأسلوبه، ولوحاته تعبر عن فكره وشخصيته، أسلوبه الجديد يحتوي على أفكار جديدة وعميقة تعبر عن الحالة الفنية الخاصة به، فهو يتحدث عن الماورائيات والأشياء المخبأة والمظلمة في ما وراء الدماغ، هو فكر جميل وعميق
أما الفنان "فادي المدرس" فيقول عن رأيه بأعمال "آدم": «الفنان "سبهان" من الفنانين القدماء والمتمكنين من أعماله، تقنيته خاصة به وبأسلوبه، ولوحاته تعبر عن فكره وشخصيته، أسلوبه الجديد يحتوي على أفكار جديدة وعميقة تعبر عن الحالة الفنية الخاصة به، فهو يتحدث عن الماورائيات والأشياء المخبأة والمظلمة في ما وراء الدماغ، هو فكر جميل وعميق».
أما الفنان "يعقوب داوود" فيحدثنا عن رأيه قائلاً: «أعماله تطرح تساؤلات عدة، وهي دخول إلى عالمه المملوء بالكائنات، فأعماله واقعية تعبيرية تجسد حالة معينة، يمتلك إحساسا مملوءاً بالمسؤولية والحزن والألم، الألوان وظّفت بطريقة احترافية، فاللون يؤثر تأثيرا نفسيا على المتلقي، كما يمكن من أن يحد من فهم اللوحة، ولكن اندماجه بالتكوين يشكل شكلا فنيا آخر أقرب إلى المتلقي».
الفنان "علي الكفري" من متابعي أعمال "آدم" يقول: «الإبداع هو ان تخلق من تقنياتك الخاصة واحترافيتك فكراً ونهجاً فنياً خاصاً بريشتك، وهنا نلاحظ أن "سبهان" خرج من محليته السورية إلى العالم، ذلك العالم المختلف والذي يخص ريشته، استطاع أن يخلق من القبح جمالاً ولوناً، حيث استند على مفهومه التشكيلي الخاص، وفي معرضه هذا نلاحظ مدى تطور وتغيير الألوان بطريقة أخرى جديدة وخاصة به».
من الجدير بالذكَر أن الفنان "سبهان آدم" من مواليد "الحسكة" عام 1972، وبعد اهتمامه بالشعر ونَشْره بعض القصائد بدأ يرسم دون أن يتلقّى أي تأهيل فني، أيْ على نحو عصامي منذ سن السابعة عشرة، وسرعان ما أثار الانتباه بفضل طاقته وهاجسه المُلِحّ.
كما أن أعماله تُعرَض في جميع أنحاء العالم، بعد أن أقام نحو 60 معرضاً فردياً، كما تمَّ تكريس 22 معرضاً له في "فرنسا" خلال السنوات الأخيرة، وعرضت أعماله على نطاق واسع في أوروبا وأميركا والشرق الأدنى والأوسط، والعالم العربي.