بأصالة الموسيقا الشرقية وعذوبة مقاماتها، انطلقت تحاور الجملة الموسيقية بتكنيك الآلة وبراعة الأنامل، فجذبت الانتباه لفنها النخبوي واستمالت الأحاسيس لتقوية رصيدها الإبداعي، وبقليل من الارتجالات الموسيقية أحالت حديقة "الجاحظ" إلى مناخ موسيقي متنوع الثقافات.
عزفت فرقة "سوز دلار" مقطوعات موسيقية تنوعت مقاماتها وطرائق طرحها، فمن الشرقي إلى التركي والأذربيجاني، مستفيدة من أكاديمية أعضائها وبراعة أسلوبهم، حيث كان لفريق eSyria حديث مع قائد الفرقة وعازف القانون فيها "توفيق ميرخان" خلال إحدى أمسيات "موسيقا على الطريق" في حديقة "الجاحظ" بتاريخ 18/11/2010، حيث قال: «لقد اخترنا "سوز دلار" وهو مقام فارسي قديم كاسم لفرقتنا، التي عملنا على تأسيسها منذ ثلاث سنوات، نحاول من خلالها عزف مقطوعات قديمة بروح جديدة تعكس رؤيتنا وفكرتنا لمعنى القطعة، إضافة إلى عزفنا لبعض المؤلفات الخاصة بنا».
من منا لا يحب الاستماع للموسيقا الشرقية الأصيلة، وأكثر ما لفت انتباهي في هذه الأمسية التحديث في هذه المقطوعات بطريقة لا تسيء إلى أصالتها وروعتها
تنوعت المقطوعات المعزوفة بين القديم والجديد وبين السريع والبطيء، وعن البرنامج تابع "ميرخان": «عمدنا إلى تنوع الإيقاع في أمسية اليوم، وذلك محاولة منا لخلق صيغة تفاعلية مع الحضور، فقدمنا افتتاحية من مقام الكرد، ومقطوعتين جديدتين من مؤلفات الفرقة، إضافة إلى عزف موسيقا أغنية "بيلبقلك شك الألماس" بتوزيع جديد، و"البنت الشلبية"، وبعض اللونغات كلونغا "نهوند" ولونغا حجاز».
وعن نمط الموسيقا المستخدم في الفرقة قال "حسان اللباد" عازف الدرامز في الفرقة وخريج المعهد العالي: «نعزف الموسيقا الشرقية بآلات القانون والعود والكمان، مستعينين ببعض الآلات الغربية، ولكن بطريقة أكاديمية مدروسة ومطورة ومعدلة على مستوى التوزيع، مع الاحتفاظ بالقالب الأساسي لكل قطعة موسيقية».
وفي نفس السياق تحدث "جهاد جذبة" عازف الكمان في الفرقة وخريج المعهد العالي للموسيقا: «من خلال تقديمنا للمقطوعات الموسيقية نحاول عدم الإساءة إلى النص الأصلي للقطعة، وهذا يتطلب الكثير من الدراسة والتمحيص للارتقاء بالذائقة والثقافة الموسيقية للجمهور».
وتحدث "عامر دهبر" عازف الإيقاع في الفرقة وخريج المعهد العالي للموسيقا: «هدفنا في الفرقة يندرج ضمن إطار هدف مشروع "موسيقا على الطريق"، وهو تقديم الموسيقا للجمهور بطريقة مختلفة وبإضفاء نكهة خاصة عليها من خلال إحساسنا بالقطعة واعتنائنا بطريقة وأسلوب طرحها».
كما تحدث لنا "عماد فتح الله" عازف العود في الفرقة وخريج المعهد العالي للموسيقا عن الطموح والمستقبل التي تسعى له الفرقة حيث قال: «نطمح لتسجيل ألبوم خاص بالفرقة، فالغاية الأساسية منها محاولة تقديم أعمالنا الخاصة خلال الأمسيات الموسيقية، وإعادة توزيعنا لبعض المقطوعات القديمة تأتي بهدف طرح رؤيتنا وأفكارنا الموسيقية ضمن البناء الأساسي للقطعة، وهذا يرتب علينا مسؤولية وجهدا فكريا وعلميا ونفسيا».
وللوقوف على انطباع الحضور عن هذه الأمسية التقينا "كريم أبو راغب" الذي قال: «من منا لا يحب الاستماع للموسيقا الشرقية الأصيلة، وأكثر ما لفت انتباهي في هذه الأمسية التحديث في هذه المقطوعات بطريقة لا تسيء إلى أصالتها وروعتها».
وتحدثت "سناء القاسم": «أنا من متابعي "موسيقا على الطريق" باستمرار، وأجد نفسي مشدودة لمتابعة أمسية اليوم بطريقة مدهشة، وأكثر ما استمتعت به العزف المنفرد لكل عضو من أعضاء الفرقة، الأمر الذي يعكس مدى الحرفية والإبداع للعازفين».
من الجدير بالذكر أنه قدمت الفرقة أعمالها خلال السنوات الماضية في بعض محافظات القطر كـ"حلب" و"حمص" في قلعة "مصياف"، إضافة إلى إحدى الحفلات في "دار الأسد"، وتطمح "سوز دلار" المضي قدماً لإحياء الحفلات والأمسيات الموسيقية ضمن كل محافظات القطر، وكل المراكز الثقافية.