تمتاز كل منطقة بتراثها الشعبي، إذ من خلالها يتم التعرف على تاريخ وأصالة المدينة ومدى تعلق أهلها بتراثها وماضيها، الأمر الذي دفع بالمركز الثقافي العربي في مدينة "النبك" إلى تأسيس فرقة شعبية تقدم لوحات فنية من تراثها الشعبي، وتشارك في مهرجانات حتى عرفت بأنها الأولى بين الفرق الشعبية في محافظة "ريف دمشق".
وعندما يهدف المرء إلى إظهار جماليات مدينته يسعى بوسائل عدة لمعرفة مكامن جمالها وإظهاره للعالم للتعرف عليه، وخاصة من الجانب التراثي الشعبي وفنونه إذ تكثر إبداعات التراث النبكي منذ القديم حتى تاريخه، وهو ما بدأ به الأستاذ "نادر بحبوح" مدير المركز الثقافي العربي في "النبك" لموقع eSyria حول تأسيس فرقة شعبية قائلاً: «ينطوي التراث النبكي على كثير من المعلومات الهامة والقيمة وهو مادة غنية للكثير من الباحثين والدارسين في تقديم الدراسات عن العادات والتقاليد، وخاصة أغاني الأفراح للعروسين بأغاني خاصة لكل خطوة من خطوات الفرح، والحصاد وعوامل الزراعة بمراحلها كافة، ولهذا تراثها غني بثقافة شعبية يخشى عليها إذا لم تحفظ وتدون من عوامل الزمن، ولهذا طلبت من مديرية الثقافة "بريف دمشق" الدعم المادي والمعنوي لتأسيس فرقة للفنون الشعبية قوامها ستة عشر عضواً يجيدون الدبكة مع مطرب وعازف على آلة المجوز بعد أن تم تأمين اللباس الشعبي الموحد لأعضاء الفرقة».
استراتيجيتنا المستقبلية تتجه بأمرين اثنين أولاً إصدار عدد من الدراسات والبحوث في ماهية التراث، وقد بدأنا به من خلال كتاب الدكتور "خالد الطبجي"، والإصدار الثاني بعد أشهر سوف يتم إصداره، وقد قدمنا دراسة لوزارة الثقافة مديرية التراث الشعبي حول ما تتمتع به مدينتا من تراث وفنون شعبية، والثاني هو تأسيس فرقة شعبية من النسوة ليشاركن في لباس موحد أيضاً
وتابع يقول: «جاء تأسيس تلك الفرقة برغبة جامحة في توثيق التراث الشعبي منذ أكثر من عشرين عاماً، لأبدأ مراحل التأسيس مذ تسلمت مهامي، وبعد عشر سنوات تم تأسيس فرقة سميت "فرقة المركز الثقافي العربي بالنبك للفنون الشعبية"، وهي تلقى الدعم المادي والمعنوي من مديرية الثقافة بريف دمشق حيث يتم تنشيط دورها ومشاركتها في المهرجانات بعد أن وضعت لها برنامجاً لنشر نشاطها في كافة مناطق التابعة لها، لأنها فرضت مادتها الفنية لتصبح الفرقة الفنية الوحيدة لدى مديرية الثقافة، ما أكسبها أحقية المشاركة في جميع المهرجانات التي تقام في "دمشق والزبداني" وقد شاركنا في العديد منها مثل مهرجان "سوار الشام" و"دوما" ومهرجان السياحة وغيرها من المشاركات وجميعها تنال الإعجاب والثقة».
هذه الفرقة والتي تشارك منذ بداية تأسيسها في مهرجانات متنوعة؛ لابد وأنها تحمل ما يميزها لأن الفرقة وعناصرها مصممون على الوصول إلى قلوب الناس من جهة، ولديهم الرغبة الجامحة في نشر تراث وثقافة مدينتهم "النبك" لكل أبناء الوطن ويقول الأستاذ "بحبوح": «فرقتنا بعددها بعناصرها الستة عشر، وعمرها الذي لم يتجاوز العقد، تمتاز بأنواع الدبكة وحركتها فلديها نوعان من الدبكة تقوم باستعراضهما في الحفلات والمناسبات، وهي تقسم إلى قسمين: قسم على إيقاع بطيء وهي تتمثل في أنغام "اللالا" وما شابه، والثانية ذات الإيقاع السريع وهي على أنغام "الهوارة والدلعونا" وذلك بمرافقة آلة المجوز، وتلك الحركات تتألف من من ثلاثة حركات في المكان الواحد والحركة الثالثة بالضرب ثم الانتقال، وللعنصر الأول - الذي يسمى عادة "راعي الأول"- حركات خاصة مميزة بانتهاء المقطع الموسيقي يخرج بحركات لبقة لافتة للانتباه أحياناً وهو يحمل السيف بيده ملوحاً به، وأحياناً بالسبحة».
لا يمكن أن يتم تأسيس فرقة شعبية وتلقى النجاح دون التفكير فيما بعد هذا النجاح بكيفية تطوير عملها لتكون مواكبة للمعاصرة والحداثة أكثر، خاصة وإننا اليوم في زمن يحتاج إلى التجديد الدائم، فتحدث "بحبوح": «استراتيجيتنا المستقبلية تتجه بأمرين اثنين أولاً إصدار عدد من الدراسات والبحوث في ماهية التراث، وقد بدأنا به من خلال كتاب الدكتور "خالد الطبجي"، والإصدار الثاني بعد أشهر سوف يتم إصداره، وقد قدمنا دراسة لوزارة الثقافة مديرية التراث الشعبي حول ما تتمتع به مدينتا من تراث وفنون شعبية، والثاني هو تأسيس فرقة شعبية من النسوة ليشاركن في لباس موحد أيضاً».