"رغم قهرنا ووجعنا وانتكاساتنا أثناء.. أخذ الصورة نبتسم.. ولكن لا نعرف لماذا؟؟؟". كانت هذه مقتطفات من كلمة المخرج "نضال سيجري" المطبوعة على بروشور عرض "نيكاتيف" والتي نستطيع من خلالها اختزال المعاناة الإنسانية على الخشبة التي تحتضن تداعيات الشعور ضمن فراغ مسرحي أطر بشكل أو بآخر بالأبيض والأسود.
سرد لمعاناة الروح داخل البوتقة الحياتية التي عانت الكثير من الانكسارات النفسية، لتظهر لنا شخصيات العمل مهزوزة ومشتتة ضمن مشفى للأمراض العقلية، تحاول مراراً التحرك ضمن المساحة الدرامية المرسومة لها أن تلتقط صوراً لابتسامتها المخنوقة فتصطدم بالفشل الذي يزيد من فوضويتها ضمن حالة عبثية سادت على سينوغرافيا العرض من خلال صور وثياب علقت على مجموعة حبال للغسيل، وإضاءة ساعدت على إغناء المشهد البصري للحالات الدرامية التي أحسن المخرج توظيفها ضمن سياق النص المسرحي.
أجسد في العمل شخصية الصحفي المقموع الذي لايملك حرية الكلمة ولا حرية الرأي، يعاني هذا الصحفي من السجن الذي يشكل عنده عقدة نفسية صعبة الحل
eSyria حضر العرض المسرحي نيكاتف ضمن "مهرجان دمشق للفنون المسرحية" بدورته الخامسة عشرة وضمن تظاهرة "المنصة المسرحية لحوض البحر الأبيض المتوسط"، وذلك في مسرح "القباني" بتاريخ 2/12/2010 وتحدثت مع "بسام جنيد" الذي جسد شخصية المصور "عادل" حيث قال: «تندرج شخصية "عادل" ضمن نسيج الشخصيات المقهورة والمحكوم عليها بالفشل، يقتنع بأن الحياة عبارة عن مجموعة لحظات، يستطيع الذكي فيها أن يعمل على صياغتها، فيحاول مراراً أن يلتقط الصورة».
كما حدثنا "الحسن يوسف" عن دوره في نيكاتف فقال: «أجسد في العمل شخصية الصحفي المقموع الذي لايملك حرية الكلمة ولا حرية الرأي، يعاني هذا الصحفي من السجن الذي يشكل عنده عقدة نفسية صعبة الحل».
أما عن دور "مصطفى جانودي" فيحدثنا الأخير: «أجسد دور المايسترو وهو الشخص المولع بالموسيقا، لتدور الأيام ويعمل في ملهى ليلي ويتعرف على راقصة، لتدور الأحداث ويترك على أثرها الموسيقا، وتنتاب هذا الموسيقي حالات من الصرع تدوم لدقائق معدودة».
أما شخصية "سهيلة" فحدثتنا عنها "هبة ديب": «جسدت في العمل دور الممرضة "سهيلة" التي تتميز بضعف الشخصية، وبحكم عملها في مشفى الأمراض العقلية فإنها تكون على تماس مباشر مع شخصيات العمل الأخرى فيزيد هذا الاختلاط من ضعف شخصيتها حتى تصبح في نهاية المطاف تشبههم».
اكتظت صالة "القباني" بالحضور فغصت بأعداد كبيرة متوقعة من عشاق المسرح ومحبي "نضال سيجري" لدرجة جلوس أعداد كبيرة على ممرات المسرح وأدراجه وحتى على جانبي خشبة المسرح، وعن أصداء هذا العمل قال "باهي الأحمدية": «ليس إبداع الفنان "نضال سيجري" غريباً علينا، فأنا أتوقع عملاً متقناً وعلى درجة حرفية مسرحية عالية، استطاع من خلالها تجسيد واقع الحياة لدى بعض الشخصيات في المجتمع بطريقة مسرحية أتقن صياغتها بالتعاضد مع أدوات المسرح الشرطية».
أما "رغدة العلي" فقالت: «رغم عدم تمكني من فك شيفرة المسرحية بكل تفاصيلها لأني لست من المهتمين بالمسرح لكن بساطة الطرح وصعوبته بنفس الوقت يجعل العمل جماهيرياً وقد وصلتني الفكرة الأساسية من النص».
استعان "سيجري" بكادر تمثيلي شاب فكانت بطاقة العرض التعريفية: مسرحية نيكاتيف من تأليف وإخراج "نضال سيجري"، وتمثيل "رغداء جديد"، "بسام جنيد"، "نجاة محمد"، "مصطفى جانودي"، "الحسن يوسف"، "هبة ديب" و"هاشم غزال".
تعتبر تظاهرة "المنصة لحوض البحر الأبيض المتوسط" جديد مهرجان "دمشق المسرحي الخامس عشر" والتي تم افتتاحها في المهرجان وتعنى بتقديم عروض لدول البحر الأبيض المتوسط، حيث شاركت فيها تركيا وقبرص وفرنسا ولبنان وسورية.
وتسعى التظاهرة إلى تنظيم والمساعدة في الإنتاج وصولاً إلى الإنتاج الكامل للمشاريع الثقافية عبر تبادل الخبرات الفنية والتي تعتمد في تمويل المشاريع على المؤسسات الرسمية لدول المتوسط، ولا يقتصر نشاطها على المسرح فقط بل بكل ما هو متصل بالعروض الفنية الحية وبتأهيل الفنيين والتقنيين والإداريين لإدارة المشاريع الثقافية.