لوحات "كلستان حمو" تتجول في البيئة الدمشقية من خلال تنقلها بين تلك البيوت التي تحمل عبق الماصي؛ لترسم لنا لوحات تشكيلية تراثية مزجت بعجينة خاصة صنعتها الفنانة لتشكل لنا مفهوماً تراثياً تشكيلياً يحمل مفاهيم فكرية وجمالية عميقة.
موقع "eSyria" وخلال لقائه الفنانة التشكيلية "كلستان حمو" حدثتنا عن بداياتها في التشكيل وتنقلها بين البيئة الدمشقية لتشكل لنا مفاهيم جمالية تشكيلية خاصة بها: «كانت بداياتي بالرسم منذ عشرة أعوام بالأسلوب الواقعي، وخلال معرضي الأخير حاولت تغيير أسلوبي وتقديم أعمالي للمتلقي بصورة بسيطة تشبه بساطة وجمالية الحارة الشامية التي تعكس سحراً خاصاً بها مهما كانت طريقة عرضها، فكان معرضي هذا يصور مشاهد مختلفة من "دمشق" القديمة التي تضم تشكيلاً عمرانياً وفنياً يجذبني تكراراً لتنفس هوائها والتمتع بأشعة شمسها التي تخترق أسطح مبانيها بطريقة مختلفة عن أي مكان آخر، فأطلع على التغيرات التي تحصل فيها، وأجمع معالمها في مخيلتي لأحاول رسمها».
كانت بداياتي بالرسم منذ عشرة أعوام بالأسلوب الواقعي، وخلال معرضي الأخير حاولت تغيير أسلوبي وتقديم أعمالي للمتلقي بصورة بسيطة تشبه بساطة وجمالية الحارة الشامية التي تعكس سحراً خاصاً بها مهما كانت طريقة عرضها، فكان معرضي هذا يصور مشاهد مختلفة من "دمشق" القديمة التي تضم تشكيلاً عمرانياً وفنياً يجذبني تكراراً لتنفس هوائها والتمتع بأشعة شمسها التي تخترق أسطح مبانيها بطريقة مختلفة عن أي مكان آخر، فأطلع على التغيرات التي تحصل فيها، وأجمع معالمها في مخيلتي لأحاول رسمها
وعن اختيارها للحارات الدمشقية تقول: «اخترت موضوعي عن الحارات الشامية لما لها من تأثير علي، والمدهش في هذه الأحياء القديمة أنها تبدو مختلفة وجديدة بعين وألوان كل فنان يحاول تصويرها، وأعمالي قدمتها بأسلوب تجريدي انطباعي، وبتقنيات مختلفة مثل "الرمل والغراء"، واستخدمت يدي في صنع العجينة لتكون اللوحة عفوية أكثر، كما في المراحل الأخيرة للعمل استخدمت أصابع يدي لوضع اللمسات الأخيرة من اللون، فبطبيعتي أحب الألوان كلها، لذا حاولت قدر الإمكان أن أنوع في الألوان، وأظهر كل لون وحده دون أن يطغى ويخفي لوناً آخر، لكي أقول أن كل الألوان موجودة في الطبيعة وفي كل الموجودات، كما بالغت قليلاً في نصاعة الألوان لتترك شعوراً بالتفاؤل فلا أريدها كئيبة وبائسة ويوجد في اللوحات أيضاً ألوان ترابية قريبة من الحارات، فعندما يرسم الفنان يكون في حالات مزاجية مختلفة وهذه الحالات تنعكس على اللوحة».
الرسام "دورست برزنجي" حدثنا عن لوحة الفنانة "كلستان" قائلاً: «أرى أن لوحات "كلستان" فيها مساحات جميلة بألوانها وفيها نوع من النقاء والحركة استطاعت أن تعبر عن ذلك في لوحاتها بقوة، فألوانها منسجمة وهي مستفيدة من كل المساحات، وفي لوحاتها حركة تظهر الدمشقيات بأسلوب جديد، فهي استخدمت الدمشقيات كموضوع لكن الألوان المستخدمة هي ألوان المنطقة الشرقية، "دمشق" مشهورة بجوامعها والدين الإسلامي هو الغالب هنا، فالفنانون يستغلون هذه الفرص، حتى الغربيون جاؤوا واستخدموا الجوامع كتعبير ورمز عن المنطقة، والفنانون هنا متأثرون بهذه النقطة، أما بالنسبة إلى الدمشقيات فعلى ما يبدو أن الفنانة "كلستان" تعيش في بيئة شامية وهي منذ بداياتها بدأت بالدمشقيات، وأنا أعطيتها رأيي بأن تعبر بمواضيع عن المنطقة التي عاشت فيها وتعبر عن معاناة هذه المنطقة».
الفنان التشكيلي "رمضان حسين" يقول: «أنا و"كلستان" نرسم في مرسم واحد فهي ترسم بإحساس رائع جداً، وبشفافية وحرية ببساطة بالخط والشكل، أرادت أن ترسم ما خلف الجدران وما خلف الشبابيك والأبواب، تعبر فيها بألوان توحي بحالات الحب والانسجام والألفة والمحبة بالإضافة إلى حالات غامضة يجب الوقوف عندها، استخدمت هذه المواضيع بأسلوب وتكنيك نابع من إحساسها، واستعملت أصابعها لدرجة أن أصابعها أصبحت تندمج مع العجينة لكي تقدم لنا لوحات نستمتع فيها بصرياً، وهنا الفن منذ تاريخه القديم لم يكن أكاديمياً، فالأكاديمية اصطنعت بعد الموهبة، الإنسان كان موهوباً وأراد أن يعلم الجيل الذي يأتي بعده بطريقة أكاديمية، فالإنسان إذا لم يكن يملك الموهبة والإبداع لا يستطيع الإبداع مهما دخل وتخرج في أكاديميات، ولكن الموهبة مع الأكاديمية ستخرج فناناً رائعاً وستعطيه الأكاديمية الكثير من الأمور التي تحتاج إلى جهد وهي جاهزة في الأكاديمية، فهو هكذا يختصر الوقت، وأنا كفنان تشكيلي ونحن في مرسم واحد أستطيع مساعدتها في بعض الأمور، لكن إذا لم تكن تملك في داخلها الإبداع والموهبة وحب الإنتاج فلا أستطيع مساعدتها أو أن أعطيها الإحساس الذي بداخلي أنا، لكننا نتناقش بعد أن تكتمل اللوحة باللون أو بالكتلة أو بالشكل وبالتكوين، فهي مبدعة تملك إحساسا رائعا جداً».