في حي "العفيف" امتزج الفكر القديم بالحداثة، فولدت فنانة دمشقية من بيت يقدر الثقافة والإبداع، نمت وأمام عينيها تجربة تشكيلية هامة تحمل اسم والدتها "هالة مهايني".
موقع "eSyria" التقى الفنانة "رولى قوتلي" لتحدثنا عن تجربتها التشكيلية، والتي بدأت بالقول: «أحببت الرسم في سن مبكرة، وبتشجيع من والدي الدكتور "محمد نبيل القوتلي" ومن والدتي "هالة مهايني" أستاذة في كلية الفنون الجميلة ومن مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية الذي أغنى ميولي الفنية وتعلمت الفن التشكيلي على يد أستاذي "ألفرد حتمال" الذي اكتشف موهبتي وأخذ بيدي مشجعاً، وعندما قاربت الرابعة عشرة من عمري تأكدت أن مستقبلي لن يكون منفصلاً عن موهبتي وولعي بالرسم».
فلوحاتي التي أنجزها هي أشبه بالرسم البدائي إلى حد ما، فقد اعتبرت المدرسة "الوحشية" أن ما يزيد من تفاصيل العمل عند رسم الأشكال إنما هو ضار للعمل الفني وخاصةً أن رائد هذه المدرسة الفنان "هنري ماتيس" الذي استخدم عناصر زخرفية "إسلامية" في لوحاته مثل "الأرابيسك" أي الزخرفة النباتية "الإسلامية"
وتابعت "رولى" القول: «بدأ طريقي الفني بشكل مدروس بعد تخرجي في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصميم الداخلي عام 1995 باستخدام اللونين الأسود والأبيض، وبدأت التركيز على الضوء والظل وتظليل المساحات الضوئية وأبعادها لأنتقل للتواصل مع الفراغ الحار فأغنيت الفكرة باستخدام تلك الألوان للوصول إلى التطور في مفاهيمها اللونية.
واعتمدت على صيغ لونية جديدة خلقت منها عالما متناغما على درجة عالية من السحر والإبداع، وهذا الفكر ينتمي إلى المدرسة "الوحشية" وهو اتجاه فني قام على التقاليد التي سبقته، وركزت على الضوء المتجانس والبناء المسطح فكانت سطوح الألوان تتألف دون استخدام الظل والنور، أي دون استخدام القيم اللونية، فقد اعتمدت على الشدة اللونية بطبقة واحدة من اللون وهو أسلوب التبسيط في الأشكال المعتمدة في المدرسة».
وأشارت "رولى": «فلوحاتي التي أنجزها هي أشبه بالرسم البدائي إلى حد ما، فقد اعتبرت المدرسة "الوحشية" أن ما يزيد من تفاصيل العمل عند رسم الأشكال إنما هو ضار للعمل الفني وخاصةً أن رائد هذه المدرسة الفنان "هنري ماتيس" الذي استخدم عناصر زخرفية "إسلامية" في لوحاته مثل "الأرابيسك" أي الزخرفة النباتية "الإسلامية"».
وأضافت "قوتلي": «من خلال مشاركتي في أعمال ترميم في حي "القيميرية" في "دمشق" القديمة وجدت نفسي قادرة على التعبير عما يدور خلف جدران البيوت الدمشقية القديمة فنشأت علاقة حميمة مع مفردات البيت الدمشقي، فالحنين للتراث امتزج مع كل ذرة شكلتها بمجملها ألق البيت العربي وقد ظهر ذلك جلياً بأعمال قدمتها وأنا بعيدة عن سورية ودمشق بالأخص».
وعن رأي الفنان "سعد القاسم" في التجربة التشكيلية للفنانة "رولى قوتلي" قال: «نشأت موهبة "رولى قوتلي" التشكيلية في منزل دمشقي مملوء بالإبداع حيث درست الموسيقا والفن التشكيلي دراسة أكاديمية وبذلت جهداً شخصياً كبيراً للاطلاع على تجارب فنية مختلفة وهو ما يمكن اكتشاف أثره في لوحاتها بشكل عام وخاصةً بمراقبة خط التطور فيها خلال عشر السنوات الأخيرة وبشكل أكثر وضوحاً منذ عام 1995 وحتى الآن، حيث نلاحظ تطوراً واضحاً ومفهوماً باتجاه سرد من غنى لوني.
هي ملونة قديرة ومتمكنة، أعمالها يمكن إرجاعها إلى الفترة التي بدأ الفن العربي الحديث يبحث عن شيء جديد في الشكل والموضوع ووجد ذلك في الشرق كما في تجربة "ماتيس" الذي يعتبر الأب الروحي للفن الحديث في أوروبا والغرب، أخذت رولى المنطق نفسه ولا يفهم من ذلك التقليد، اعتمدت الألوان في محيطها والجمال الكامن في الأشياء البسيطة المألوفة حولها.
تفردت لوحتها بالتطور الحاصل في مفاهيمها اللونية، في البداية كان من الممكن أن ترى ألواناً تشبه ما استخدمه فنانو المدرسة الوحشية، ألواناً صارخة حارة صريحة استمرت حاضرة في تجربة "رولى" مرتقبة في الوقت ذاته طريق نضج مستمراً تجلى خلال السنوات الأخيرة بصياغة لونية جديدة لأجل عالم لوني غني متناغم على درجة عالية من السحر والإمتاع».
والجدير بالذكر أن "رولى قوتلي" تخرجت في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصميم الداخلي عام 1995 ومن المعهد العالي للموسيقا كعازفة على آلة البيانو عام 1997، وشاركت "رولى" في ورشة عمل رسم في "غرناطة"، والتحقت بكلية "هيرون للفنون" حيث تلقت محاضرات في الدراسات العليا في فنون رسم قصص الأطفال، وهنا تفوقت بين أقرانها ببساطة ما قدمته من رسم اتجهت بها إلى الواقعية، والتحقت بدورة تدريبية لتعلم الرسم على الزجاج المعشق في "الولايات المتحدة الامريكية".
وهي عضو في نقابة الفنون الجميلة وعضو جمعية رسامين ومؤلفين كتب الاطفال في "الولايات المتحدة الامريكية"، ومن المعارض التي قدمتها، المعرض الفردي الأول في مركز الدراسات الفرنسية بدمشق عام 1998، ومعرض "دمشق" السنوي 2004، ولديها مشاركة في معارض جماعية في "امريكا"، ومعرض الشباب في خان "أسعد باشا"، ومعرضها الاخير الذي أقيم في ثقافي " أبو رمانة" بعنوان "الضوء يملأ المكان".