تعد تجربة الفنانة التشكيلية "جزلة الحسيني" مزج بين لوحات التصوير الزيتي وأعمال نحتية، فالواقف أمام أعمالها تخونه مخيلته للوهلة الأولى أنه أمام منحوتات وليست لوحات تشكيلية.
موقع "eSyria" التقى الفنانة التشكيلية "جزلة الحسيني" عن بداياتها التشكيلية في اللوحة تقول: «تخرجت في كلية الفنون الجميلة قسم "الاتصالات البصرية"، لكني اعتمد في أعمالي اللوحات التصويرية، فالعلاقة بين التصوير والاتصالات البصرية وثيقة من خلال اللون وطريقة العرض، من خلال التشكيل والأحرف واللوحات الغرافيكية هناك شيء مشترك بينها، فالفن شامل كامل لا يمكن فصل بعضه عن بعض».
لوحاتها برأيي ملأى بالألوان التي تميزها بالإضافة إلى أن الذي يلاحظ لوحاتها يرى أن هناك نضجا فكريا في أعمالها من خلا ل التقنيات المستخدمة
وعن تأثير الأدب في طريقة تشكيل اللوحة لدى الفنان تحدثنا "جزلة الحسيني": «لاشك أن كل شيء يمر به الفنان في حياته له انعكاسه على العمل الفني، في أعمالي هناك نوع من العلاقة بين الأدب واللون الأزرق بالإضافة إلى التقنية التي اختارها لكي أجسدها في أعمالي، فأركز على تقنيات مختلفة كـ"الخيش، القماش، الرمل والجلد"، وأساس العمل في لوحاتي لكي أظهر "الرولييف" أقوم بتحضير العمل النحتي أصنعه من الطين ثم أنفذه بالجلد، أما نوعية الألوان التي استخدمها والتي تعبر عن ذاتي هي القاتمة والداكنة، الألوان التي لها دلالات تعبر عن الحزن والإحساس بالغربة والتعبير عن طاقة الخلق».
أما عن العناصر التي تختارها لتجسدها في لوحتها التشكيلية تقول الفنانة "جزلة": «أثناء قراءاتي للكتب والروايات أسرح بخيالي، فأرى الحيوانات الشاردة، والأيل بالإضافة إلى أن له دلالات أسطورية، أرى فيه شيئاً من الحرية والجموح والانطلاق، أما الأنثى حاضرة دائماً في أعمالي، فهي عنصر شامل في الفن التشكيلي فهي تمثل الأمومة والخصب وعلاقتها بالأرض، من خلال الأنثى يستطيع الفنان التعبير عن الشحنات التعبيرية وهذا سبب لجوئه إلى الأنثى كعنصر تشكيلي».
أما الفنان التشكيلي "علي الكفري" فيقول: «أعمالها ملأى بالمواد الخام والتقنيات المختلفة، فهي تركز على الجلد في لوحاتها، لاحظت مهارتها في استخدام تقنية الجلد وفي نفس الوقت استخدمت خلفية اللوحة لكي تطغى على التقنيات المستخدمة».
و"نجوى مريدين" فنانة تشكيلية سورية مغتربة عن رأيها تحدثنا: «الفنانة تجمع في أعمالها بين النحت والغرافيك والتصوير والاتصالات البصرية، تقوم بدراسة الشكل وتعالج التقنيات، كما تجمع الأدب والفن في أعمالها، وهذا شيء جميل يوحي بمخزونها الثقافي التي تريد التعبير عنه في أعمالها».
أما الأستاذ "علاء يونس" فقال: «"جزلة الحسيني" فنانة تقنية لكونها أخذت مادة صناعية وهي الجلد المستخدمة بشكل منزلي وحولتها إلى مادة تقنية استفادت منها في العمل التشكيلي وأصبح لها قيمة فنية، ولكونها تعمل على موضوع التشخيص في أعمالها فهي تحول هذه المادة لخدمة الإنسان كقيمة عليا، فقد استطاعت أن توظف المادة، بحيث أصبحت أعمالها عبارة عن مجموعة أحاسيس وعواطف، وأيضاً أعمالها الجدارية تجمع بين اللوحة و"الرولييف" النافر، فقد استطاعت أن تصل إلى نتائج تشكيلية مهمة من خلال الموضوع الذي تعمل عليه».
والمهندس "رضوان الأتاسي" حدثنا بالقول: «لوحاتها برأيي ملأى بالألوان التي تميزها بالإضافة إلى أن الذي يلاحظ لوحاتها يرى أن هناك نضجا فكريا في أعمالها من خلا ل التقنيات المستخدمة».