إن المغزى لعمله ونشاطه يكمن وبالذات في تبيان وانتقاء السمات الناضجة للزمن المتغير، وما يتركه من تأثيرات وتراكمات على النفس الإنسانية، كل ذلك ضمن ألوان " عبد الله عبد السلام" المعروضة في الثقافي الروسي.
موقع eSyria زار بتاريخ 4/11/2010 معرض الفنان "عبد الله عبد السلام" الذي أقيم مؤخراً في صالة المركز الثقافي الروسي، حيث التقينا الفنان التشكيلي "محمد بدور" من الحضور الذي كان متابعاً لأعمال الفنان "عبد الله عبد السلام" ليحدثنا عن مشاهدته لأعماله، وعن ذلك يقول: «ترتبط مواضيع لوحاته برأي ارتباطاً وثيقاً بالداخل الإنساني وتتميز أفكارها بسمات وجدانية رومانسية مؤلمة ومفرحة ودرامية حادة، لقد صاغ مواضيع مثيرة للجدل وأوجد شخصيات ترتّبت عليها أجيال كاملة من القارئين، فقد انجذب نحو الكشف عن عملية التكوين للفرد وتجديده وتكوين المظهر الروحي للإنسان والنزعة الوجدانية الرقيقة والميل إلى الصيغ الغرامية الأليفة فكل لوحة تنقل لنا اتجاهات العصر الاجتماعي والتاريخي بأسلوب رمزي حيث الشجن البشري الشخصي يكتسب نزعة مواطنة سامية».
رغم بساطة الطرائق القريبة من الواقعية الجديدة إلا أن القارئ أو المتفرج يلحظ سمات المدرسة الانفعالية الذاتية في التفاصيل وفي مسألة الألوان والقضاء المحتوم للشخصيات والحالة التصاعدية عند بعض الشخصيات والطبائع، كانت معظم لوحاته تدوي بواعث مأساة الإنسان وفرحه الذي يدرك نقاط ضعفه
وأكد "بدور" فيما يخص الشخصيات التي ألبسها الفنان ألوان تعبيرية قال: «رغم بساطة الطرائق القريبة من الواقعية الجديدة إلا أن القارئ أو المتفرج يلحظ سمات المدرسة الانفعالية الذاتية في التفاصيل وفي مسألة الألوان والقضاء المحتوم للشخصيات والحالة التصاعدية عند بعض الشخصيات والطبائع، كانت معظم لوحاته تدوي بواعث مأساة الإنسان وفرحه الذي يدرك نقاط ضعفه».
وعن سؤالنا للفنان "عبد الله عبد السلام"عن كيفية اختيار موضوعاته وأسلوبه، قال: «أعمل بعناية فائقة على اختيار موضوعاتي وجربت إمكانياتي منذ البدايات كهاو مع الفنان "مهدي الإبراهيمي" الذي يتبع المدرسة الواقعية الإنطباعية فقد تأثرت به، فكل لوحة تحمل حالة معينة، وقد ركزت على النظريات اللونية، وفي بعض اللوحات على علم الهندسة المعمارية ودراسة بنية الشكل، ويتعامل هذا الأسلوب بالإتساق والتناغم لإعطاء التأثير البصري للأشكال والألوان وقد ملت إلى هذا الجانب لأني شعرت بالحرية أكثر، فكل فنان قادر على إخراج قدراته وإمكانياته في خلق الصور الذهنية الفنية ومفاهيمها في آنٍ واحد وبوسائل عدة».
وأضاف: «أعترف بعملية الحركة العامة التي تتفاعل فيها سائر الأجناس وهي جمعيها تثري بعضها بعضاً وإن الشيء الرئيسي هو القدرة على العيش المتواصل وأن تستوعب تراث البشرية وأن تتعلم امتلاك القدرة على البحث والتفكير وأن تضع أمامك ما تراه هاماً وضرورياً، والشيء الرئيسي أيضاً يكمن في البحث عن الموضوع داخل الحياة وداخل الإنسان بالذات، وأما المهارة الفنية فتأتيك مع مرور الزمن ويجب عليك امتلاك الإحساس مع ضجة العصر وموسيقى الزمن وغرس خاصية الإصغاء بالمعنى الواسع للكلمة، وفقط في هذه الحالة ستكون لديك الفرصة المناسبة كي تصبح فناناً وعندها تدرك دوماً ماذا وكيف و لأجل مَنْ تبدع».
وعن رأي أحد الزوار للمعرض، التقينا بالآنسة "فرح الرحبي" طالبة إعلام التي عبّرت عن إعجابها بالمعرض بقولها: «كل لوحة كانت تعبر ما في داخل كل إنسان من حزن وفرح ومأساة وبهجة، فالمشاهد يقف أمام لوحة من لوحات الفنان" عبد الله عبد السلام" وكأنها مرآة يرى نفسه من خلالها أحاسيسه، مشاعره، ألمه وسعادته، وأكثر لوحة أعجبتني في المعرض هي لوحة "المسيح المصلوب" والناس الذين يحيطون به وكأنهم ألسنة من نار».
أما المخرج المسرحي "عماد الطرقجي" الذي كان متابع أيضاً للمعرض عن رأيه قال: «لوحات المعرض ذات طابع خاص تمس النفس الإنسانية البشرية بما تحمله من إنفعالات متعددة، غضب وفرح وألم وحب، فكل لوحة تعكس حالة من حالات النفس الوجدانية التي تنبع بشفافية من داخل كل إنسان وقد استخدم الألوان الصاخبة في لوحاته وكأنه ينقل لنا قمة الحالة الوجدانية، لقد جذب انتباهي لوحة "المسيح" بألوانها التي تحكي عن آلامه».