يقول الفنان التشكيلي "محمود عيسى": «اللوحة التعبيرية عند "محمد سعدون" تتجاوز الأفق، وشخوصه يشبهون قساوة الجدران الطينية، لهم حساسية الفراشات وعطر البابونج وأسرار الحُجب المعتقة، يفوح منها عطر الرسائل، نسوة يعشقن الثياب الملونة وعطر الحناء والأغنيات الحزينة كالرحيل، لا زمان لهم ومكانهم وتخومهم البيادر في ليالي الصيف المقمرة، حيث القمة المضاءة بالأحلام والرغبات، ألوانه الحارة تعكس حرارة الصيف الملتهبة لكن برؤية جديدة ومعالجة جديدة، حملت جوانبها رغبة الصانع في التألق بصنعته، والمبدع في البحث عن شتى السبل التي تؤدي في النتيجة إلى التأثير العميق في المشاهد... لا التأثير المباشر».
مستلهماً التراث الشرقي "الجزراوي" بعناصره وحكاياه وقصصه المتنوعة والغنية مستخدماً ألوان الشرق الدافئة وأسلوب الواقعية التعبيرية، افتتح الفنان التشكيلي "محمد سعدون" معرضه في المركز الثقافي "الروسي" بتاريخ 19/4/2011 في الساعة السابعة مساءً.
أنا أرسم شخوصاً لا يكررهم الزمن مرة أخرى، وجوهاً غريبة وفلكلورية، أرى من خلالها الأساطير القديمة وحكايا الأجداد
موقع"eSyria"حضر هذا المعرض، والتقى بعض الحضور للحديث عن المعرض ولوحاته.
الفنان التشكيلي "موسى أحمد"، وعن رأيه بالمعرض قال: «تراث المنطقة الشرقية مملوء بالحكايات والقصص الأسطورية الخيالية والتي نسجها الفنان "محمد سعدون" في لوحاته، فكل لوحة تحكي رواية أو قصة ما نتلمس لذته بهذه اللوحات، فحاملات القش والطبيعة الساحرة ونسوة الحصاد والعاملات في الحقول والمحراث القديم والأساطير القديمة، كلها لوحات فنية تدغدغ الذاكرة».
أما الآنسة "نيرمين آل رشي" فقد قالت: « عمله الفني يشكل حدثاً مرئياً وفنا أصيلا ينبع من قلب صاف وروح هائمة في انسياب الحس المرهف، فكل لوحة من أعماله عالم وهذه العوالم لها بعدها الزمني واللوني».
أما الفنان التشكيلي "سمير كيكي" فقد قال عن لوحات المعرض: «لقد طغى على لوحات الفنان مواضيع المرأة التي ترمز بحسب نظرة الفنان إلى مكانة عظيمة من قدم التاريخ حتى هذه اللحظة، وقد رمزها بأشياء جميلة، وكما تعلم فالمرأة هي رمز للخير والعطاء وللصيرورة البشرية».
واللقاء الأهم كان مع صاحب التجربة التشكيلية والتي تركت أثراً جميلاً في نفس كل مشاهد، وسألنا الفنان ما تأثير الأشخاص والفلكلور والبيئة في لوحاتك؟ فأجاب: «أنا أرسم شخوصاً لا يكررهم الزمن مرة أخرى، وجوهاً غريبة وفلكلورية، أرى من خلالها الأساطير القديمة وحكايا الأجداد».
وسألنا الفنان "محمد سعدون" ما قصة المرأة التي طغت على لوحاتك؟ فقال: «المرأة أرسمها كعنصر تعبيري ورمزي وجمالي، لأنه في الحضارات القديمة تمثلت المرأة بالإلوهية كآلهة الجمال "فينوس" عند "اليونان" كما أن اسم المرأة جاء تعبيراً مرتبطاً بالحرية والوطن والأم والحبيبة والأسطورة والحلم، وحين أرسم المرأة فإنما هو تعبير عن الانتظار والفقدان وهي أحد العناصر المساعدة لتكوين اللوحة وتحقق القيم التصويرية في أي لوحة فنية ويتم طرح مواضيع كثيرة عن طريق رسم لوحة لامرأة أو وجه نسائي».
وأضاف: «والبداية عندي تكون دراسة الفكرة الأساسية، وهذه دائماً ترتبط بشكل أساسي بالطقس الشرقي المباشر والمحيط العام الذي أعيش فيه».
يذكر أن "محمد سعدون" من مواليد مدينة "عامودا" 1964، درس ر- ف- ك في كلية العلوم ومارس وعشق الفن التشكيلي مكرسا موهبته طوال السنوات الماضية...
عُرضت أول أعماله عام 1988 في مدينة "عامودا"، بالإضافة إلى مشاركاته في عدة معارض أخرى آخرها في مدينة "ديار بكر" في تركيا في عام 2010.