«الفنان "زيناتي قدسية" من الفنانين المحترفين اللذين اتبعوا هذا النمط في العروض المسرحية "المنودرامية"، ويتابع في هذا العرض مشروعه الذي بدأه في بداية ثمانينيات القرن الماضي بالاشتغال على مسرح "المونودراما"، حيث قدم في هذا النوع الفني تجارب مازالت راسخة في مخيلة عشاق المسرح "السوري"، كان أهمها عروض "القيامة، حال الدنيا، الزبال، غويات البهاء، الكأس الأخيرة لسقراط" وتميز من خلالها "قدسية" في ترسيخ عروض "المونودراما" كمسرح للمقاومة والصراخ والاحتجاج على ضياع الحقوق "الفلسطينية"».
هذا ما يقوله الفنان "كميل أبو صعب" لموقع "eSyria" في مسرح القباني بتاريخ 20/4/2011.
من بين أسباب ظاهرة التجريب في المسرح الحديث الذي يكاد يخلو من الحوار بين طرفين هو عزلة الإنسان وتحوله عن نمط المسرح التقليدي، حيث ينتهي الحدث الدرامي وتحول المشاهد إلى كائن معزول عن جاره الذي يشاهد العرض معه وعن المجتمع خارج المسرح
وأضاف: «يعيد الفنان "زيناتي قدسية" في عرض "أبو شنار" ملامح شخصية "أبو توفيق" التي قدمها في مسرحيته "الطيراوي" عبر اشتغاله على نصوص للأديب الراحل "غسان كنفاني" عن رجل فلسطيني صاحب ذاكرة حضارية لا تموت في مواجهة شرطي بلا ذاكرة حيث نجح "قدسية" في أن يحول عروضه ذات الممثل الواحد إلى مونولوج لحكواتي يسرد حكاية كل "الفلسطينيين" وذلك عبر دمج لافت بين الذاكرة الشعبية الجمعية لشعب هجر من أرضه من جهة وبين لغة سهلة وقريبة اعتمدت المزج بين الحلم والواقع لتعرية المتآمرين على القضية "الفلسطينية"».
أما عن رأي "فراس أحمد" بالعرض المسرحي، فقال: «من خلال الشكل العام البسيط والمبتكر للعرض المسرحي الذي اعتمد على بعض الإكسسوارات البسيطة التي لم تشغل المشاهد بل اعتمد بالدرجة الأولى على الفكرة والحلول الأدائية الإخراجية المبتكرة واستغلال الطاقة القصوى للممثل في طرح وجهة نظره، استطاع أن يصل هذا العرض إلى المستوى الجيد بل الجيد جداً برأيي من خلال الأداء الجميل والمقنع للفنان "زيناتي قدسية" والسينوغرافيا المسرحية المدروسة بعناية».
أما الفنان "تاج الدين حيدر" فقد قال: «اعتمد الفنان "زيناتي قدسية" في عرض هذه "المونودراما" على تنويعات أداء مسرحي عالي المستوى مجسداً أصوات شخصيات عديدة متنقلاً عبرها إلى تفاصيل الجرح "الفلسطيني" وما تبعه من نضال مرير ضد المحتل "الإسرائيلي" وذلك عبر باقة متنوعة من الإكسسوارات الصغيرة لرجل يجلس على فراشه في عراء الخشبة ووفق تمويهات دقيقة للضوء».
واللقاء الأهم كان مع الفنان "زيناتي قدسية" ليحدثنا عن العرض، قائلاً: «تروي مسرحية "أبو شنار" حكاية رجل "فلسطيني" عجوز يطرد من بيته وأرضه هو وعائلته وفي الطريق يترك عائلته ويعود ليدافع عن حقه وكرامته، وهذا العرض يقوم على فكرة عرض الممثل الوحيد على الخشبة بفضح ممارسات من تاجر بالقضية "الفلسطينية" عبر تخيل ذاتي اعتمد فيه على مخاطبة مجموعة من الشخصيات الغائبة في محاولة سرد مأساة شعب بأكمله فقد وطنه بين وعود "الأمم المتحدة" بالعودة للاجئين وتخاذل المتخاذلين والمتآمرين في الدفاع عن حق العودة، وعبر هذه الحكاية يختلط الحلم بالواقع ليعري المتآمرين على القضية، وينصف الذين لا يزالون متمسكين بمبادئهم، وكل هذا ضمن قالب من الجد والكوميديا ضمن المسرح التجريبي».
وسألنا "قدسية" عن نمط المسرح التجريبي، فأجاب: «من بين أسباب ظاهرة التجريب في المسرح الحديث الذي يكاد يخلو من الحوار بين طرفين هو عزلة الإنسان وتحوله عن نمط المسرح التقليدي، حيث ينتهي الحدث الدرامي وتحول المشاهد إلى كائن معزول عن جاره الذي يشاهد العرض معه وعن المجتمع خارج المسرح».
الجدير بالذكر أن العرض من تأليف وإخراج وتمثيل الفنان "زيناتي قدسية" وإنتاج وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا- المسرح التجريبي، ويعرض العمل حالياً على خشبة مسرح "القباني" بـ"دمشق" الساعة الثامنة والنصف مساءً.
طاقم العمل: تصميم الديكور "موسى هزيم"، تصميم الإضاءة "بسام حميدي"، إعداد موسيقي "قصي قدسية"، تصميم المكياج "هناء برماوي"، مدير المنصة "أحمد السماحي"، تصوير فوتوغراف "أنس بلان"، تنفيذ الإضاءة "عماد حنوش"، تنفيذ الصوت "شادي ريا"، مخرج مساعد "كميل أبو صعب"، تعاون فني "قصي قدسية".