«"إسماعيل نصرة" أعتبره من الفنانين المجتهدين جداً، لديه عالم خاص، تحرّك فيه بسلاسة بين عدّة أنماط عمل، عمل على القماش، عمل على الخشب، عمل مستخدماً ورق الذهب، لديه تقنيات متعددة لعمله، ولكنه احتفظ دائماً بالنساء اللواتي يحملن رومانسية كبيرة، وهذا أبقى عمله له طابع مميز جداً على صعيد الاهتمام بالمرأة وعالمها.
لديه تكوينات جميلة، ولديه أحياناً عمل على علاقات الفواكه ببعضها، الزهور ببعضها، عالم المرأة الغني جداً والجميل، تجربة "إسماعيل" تجربة تستحق الاهتمام والانتباه، وأعتقد أنه يطورها شيئاً فشيئاً، وينطلق بخط بياني متصاعد وإلى الأمام، وأعتقد أنه سيبقى بهذا الخط المتصاعد».
حين أقف أمام لوحات الفنان "إسماعيل نصرة" أشعر بقداسة فنية وكأنك تقف أمام أيقونة لرمز ديني، ولكنه يسحرك بالرومانسية الطاغية في أعماله
هذا ما قاله الفنان والناقد التشكيلي "عصام درويش" لموقع eSyria في شهادته عن الفنان "إسماعيل نصرة".
أما الفنان النحات "غزوان علاف" والذي يكاد يشكل ثنائياً مع الفنان "إسماعيل نصرة" فقد قال:
«"إسماعيل نصرة" فنان تربطني به صداقة طويلة، ومسيرة فنية تضمنت مجموعة من المعارض والنشاطات المشتركة، كان آخرها المعرض الأضخم للفنون المعاصرة في "اسطنبول" في نهاية عام 2009، كما أننا ندرس معاً في مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية منذ حوالي سبع سنوات، فهو ذو شخصية شفافة، هادئة، وطفولية، لكنها متقدة، وكما هو ذاته نجد لوحاته بنفس الدرجة وبنفس الحدة والوضوح، تتصف لوحاته بزخم عناصرها وشخصياتها وغناها اللوني ودقة معالجتها، حتى تكاد أن تحتار لو أنك اخترت أية مساحة من أية لوحة سواء كبرت أو صغرت تلك المساحة لوجدت أنها لوحة متكاملة بحد ذاتها، يرسم "إسماعيل" بتوليفة تجمع التشخيص، التجريد، الاختزال، فن المنمنمات، فن الضوء، التوشيح والكولاج،....، بين التعبيرية والرمزية والتجريد تجد شخصياته مكان لها يكون الحضور الأكثر للمرأة، الحلم، الطيور، الزهور والفضاءات الضبابية».
بدورها تعلق الشابة "سهام حميدة": «حين أقف أمام لوحات الفنان "إسماعيل نصرة" أشعر بقداسة فنية وكأنك تقف أمام أيقونة لرمز ديني، ولكنه يسحرك بالرومانسية الطاغية في أعماله».
أما الشاب "زهير عابدين" فقد أضاف: «غالباً ما يأتي الفنان "إسماعيل نصرة" بالجديد فهو استطاع أن يوظف كثيرا من القضايا المهملة والتي تكاد تصبح نفايات في أعماله الفنية وخلق منها فناً راقياً».
وكما يعلق الفنان التشكيلي وصاحب صالة "فري هاند" "أحمد قطيط"، الذي قال: «"إسماعيل نصرة" من الفنانين المميزين حقيقةً، بدأ مثل كل الفنانين العاملين في مجال التصوير، ولكن هناك خط خاص كان يميزه على الدوام، وعمله له خصوصية منذ بداياته التي كانت قوية، من حيث المواد التي يستخدمها، والأسلوب الذي يتبعه، فهو ليس كأي فنان يعمل في مجال التصوير، لأنه يوظف الخامات ويجمعها، ليكوّن عملاً متكاملاً، وهذا شيء مهم، وأنا أشجع عمله منذ بداياته، لأني أراه إنسانا نشيطا جداً، وليس مثل غيره، ونتيجة نشاطه الشخصي نرى فنه على ما هو عليه في المقدمة، بداياته كانت مميزة، وما زالت مميزة».
ويجيب الفنان "إسماعيل نصرة" عن تميزه في مشروع التخرج ولفت انتباه واهتمام الفنان المبدع "فاتح المدرس" ودور ذلك في انطلاقته الفنية: «عملت لمشروع التخرج حوالي 90 عملاً بين كبيرة وصغيرة، وأحب "فاتح المدرس" هذا العمل، ووقتها وضع لي درجة متميزة، نظرت للأعمال فوجدتهم أكثر من مشروع تخرج فقط، خفت من عمل معرض فردي في البداية، فأخذت اثنين من زملائي لعمل معرض ثلاثي، حيث ذهبنا إلى صالة "عشتار" عند الفنان "عصام درويش" ورحب بنا كثيراً، في صالته، كان المعرض جيداً وقدّم لنا فاتح المدرس بشكل نفتخر به للآن، وكانت المفاجأة بأنني في أول معرض لي بعت بعض الأعمال، وأصبحت هناك صداقة مع صاحب الصالة، والمعرض الذي تلاه عملته فردياً، فأنا أشكر "عصام" لأنه دائماً يشجع الطلاب المتخرجين حديثاً، عكس العديد من الصالات الخاصة التي تريد فنانين لهم أسماؤهم، ولأنها (الصالات الخاصة) مشروع تجاري بالنسبة لهم».
وعن التقنيات التي غالباً ما يوظفها في أعماله الفنية يقول: «فآخر معرض في صالة الـ"فري هاند" أدخلت مع الخشب التنك، بعدها عملت الآنسة "ريم الخطيب" في مركز "أدهم إسماعيل" ورشة للعمل على "التنك"، أحبها الكثير من الناس، وكانت هناك صاحبة صالة في حمص تريد شراء العمل الذي شاركت فيه، ولكني لم أبعه بسبب خصوصيته بالنسبة لي، فقد استفدت من لون الصدأ لـ"التنك" الذي لا يخرج إلا بفعل الطبيعة والزمن، وما زلت للآن أرى أي شيء في الأرض وأعمل عليه، وفي أحد معارضي في الكويت كتبت أغلب الصحف بأني صديق للطبيعة، وأستخدم مواداً مهملة وتالفة جداً، مثلاً المواد التي أعمل عليها أغلبها من الأرض والشارع، وأنا أفتخر بهذا الأمر، لأني أعتبر أن أي شيء في الطبيعة له قيمته وجماليته، ولكن يحتاج لمن يكتشفه ويضع الإضاءة عليه، فعندما يستخدم الفنان مادة مهملة وينجز منها عملاً فنياً يعرضه في الصالات والبيوت يكون قد حقق إنجازاً إضافياً لعمله، لأنه من الطبيعي أن يحضر الفنان القماش النظيف، أما أن يأتي بشيء ذي قيمة فنية ولكنه مهمل فهذا أمر جيد».
وتابع عن الحالة الأيقونية في لوحاته: «لكوني عملت على الخشب العتيق، وقد تميزت باللوحة الصغيرة في بداية عملي، واستخدمت لحد ما ألوان الأيقونة، وهذا نابع من حبي لمجموعة ألوان هي البني والذهبي والأحمر والأزرق، وأنا أحب هذا الفن، أحب رسم اليسوع بطريقتي، لأن الدين هو ثقافة للجميع، ليس خاصاً بأحد».
ثم أضاف: «بغض النظر عن الأيقونة وعما تحكي، أنا ميال لها وأحبها كثيراً من الجانب الفني، وإذا قال لي أحدهم إني أخرج من جو أيقوني في لوحاتي أفرح وأشعر بسلام داخلي، رغماً أن هناك أعمالا فيها تجريب كثير وكولاج وبعيدة عن هذا الجو، ولكن من فترة لفترة أعود وأعمل بهذا المجال لإعادة التوازن لنفسي».