يعتبر الفنان "جمال العلي" من الفنانين الذين اشتهروا في الدراما "السورية"، حتى بات عنصراً أساسياً من عناصر الكوميديا التلفزيونية "السورية"، ورغم أن المخرجين أطّروه فيها، دون أن يمنحوه فرصة تقديم نفسه في الدراما، إلا أن "جمال العلي" استطاع الوصول إلى قلوب المشاهدين جميعاً، عاكساً شيئاً من روحه القريبة المحببة وعفويته الواضحة».
هذا ما يقوله المخرج المسرحي "تامر العربيد" لموقع "eSyria" عن تجربة الفنان "جمال العلي" خلال لقائنا معه في مسرح "الحمراء" أثناء عرض مسرحية "كلاكيت".
شاركت في تجربتين سينمائيتين، الأولى مع المخرج "عبد اللطيف عبد الحميد" والثانية في فيلم سينمائي "إيراني"، والمعروف أنه لا يوجد عندنا سينما نشطة وإنتاج أفلام سينمائية في "سورية"، وما لدينا فقط هو سينما مهرجانات حيث تشاهد الفيلم "السوري" في المهرجان فقط
أما الفنان "عبد الرحمن أبو القاسم" فقد قال في تجربة "العلي" الفنية: «من يتواصل مع الفنان "جمال العلي" يلاحظ كم يضيق الفارق بين حياته كإنسان وأدواره كفنان، فهو شخص عفوي شعبي لا يتقن التنظير ولا الجدالات الفارغة، مرح ذو حضور لطيف قريب إلى الناس بعيد عن بعض السلوكات التي يعتبرها النجوم برستيجاً في علاقتهم مع الآخرين، اشتهر في الأدوار الكوميدية فقط، فالمخرجون أطروا "جمال العلي" ولم يحاول أحد منهم الزج به في دور اجتماعي أو تاريخي، لذلك بقي الممثل الذي لا غنى عنه في الأعمال "السورية" الكوميدية إن كان في المسرح أو التلفزيون».
أما الفنان "محمود الخليلي" وهو صديق "جمال العلي" طوال المسيرة الفنية، فقد قال في تجربة "جمال العلي": «يعتبر الفنان "جمال العلي" من الممثلين الذين أثبتوا تواجدهم بقوة على الساحة الفنية مؤخراً، حيث قدم الكثير من الأدوار المتعددة والمتنوعة وخاصة الكوميدية، حتى أصبح عنصراً أساسياً من عناصر الكوميديا "السورية" واستطاع الوصول إلى قلوب الجمهور "السوري" والعربي بعفويته الصادقة، وروحه المرحة ، وموهبته الواضحة».
واللقاء الأهم كان مع صاحبة التجربة المتميزة في الكوميديا السورية التي صنعها بنفسه، الفنان "جمال العلي" ليحدثنا عن بداياته بالوسط الفني كيف كانت، حيث قال: «دخلت عالم التمثيل مصادفة، إذ لعبت في مشهد تمثيلي ضمن أحد الاحتفالات في المدرسة الثانوية بـ"مساكن برزة"، وجاءني الزميل الفنان "عبد الحميد خليفة" وطلب مني المشاركة في مسرحية "التقرير"، من إخراج الفنان "يوسف المقبل"، هكذا دخلت إلى المسرح ولم أكن أعرف أحداً، وأعطيت دورا صغيراً، فأخذت أضيف إليه من ذاتي، وعندما خرجنا بتلك المسرحية إلى مهرجان "الشبيبة" في "حلب"، كان الدكتور "عجاج سليم" ضمن لجنة التحكيم، وأعجبته طريقة عملي الأقرب إلى العفوية في التمثيل، فحدثني أنه يخرج في تلك الفترة مسرحية "سفر برلك" للكاتب الراحل "ممدوح عدوان"، وطلب مني المشاركة فيها، وكان ذلك في عام 1993، حيث مثلت أول دور لي في المسرح القومي وفي عمل احترافي، فلعبت شخصية مرافق البك، وشخصية ثانية لعسكري من ريف "حوران"، وهكذا كانت خشبة المسرح هي المعهد الذي تدربت فيه وتخرجت منه لأكون ممثلا».
وسألنا "جمال"، لماذا حضوره التلفزيوني يقتصر على الكوميديا؟ .. فأجابنا: «ربما لأن المخرج "هشام شربتجي" كان أول من قدمني في الدراما التلفزيونية وأعطاني تلك البصمة الكوميدية منذ عام 1996، التي كرستها مع بقية المخرجين لاحقاً، حيث تنوعت مشاركاتي من "عيلة 8 نجوم" إلى بعض أجزاء من "بقعة ضوء" وأصبحت مطلوباً لهذه الأدوار، مع ذلك أعترف بأن "هشام شربتجي" كان أول مخرج يغامر في تقديمي ضمن عمل غير كوميدي هو "رياح الخماسين"، وإن انعكست عفويتي قليلاً على شخصية "أبو عبدو" التي أسندت لي».
من ناحية أخرى، تحدث "جمال العلي" عن شخصية "محسن" (يا هم لا لي) التي قدمها في مسلسل "ضيعة ضايعة"،حيث قال بأن: «(يا هم لا لي) تعبير موجود في البيئة أو اللهجة الممتدة في جنوب "سورية" ما بين "الجولان السوري وحوران"، وأول ما استخدمت هذه اللهجة في مسلسل "عيلة 8 نجوم" مع المخرج "هشام شربتجي" بدور رئيس القلم، وكنت أتحدث فيها بعفوية وطلاقة لكونها لهجتي الأساسية، فأنا من "الجولان السوري" المحتل، وقد أحب الناس هذه اللهجة، وشجعني "شربتجي" على استخدامها في كل أعمالي اللاحقة، و تعبير (يا همّ لا لي)، أحد مفردات هذه اللهجة، التي تفيد التعجب أو الاستنكار أيضاً، وهي من المفردات التي لجأت إليها لبناء شخصية ضابط الأمن في مسلسل "ضيعة ضايعة"، بجزأيه، وقد ارتجلت هذه العبارة مع عبارات أخرى عامية مثل: (والله لخلي عواك يوصل لقبرص) أو (لجمد الأوكسجين بزلاعيمك)».
وعن مشاركته بالسينما، قال: «شاركت في تجربتين سينمائيتين، الأولى مع المخرج "عبد اللطيف عبد الحميد" والثانية في فيلم سينمائي "إيراني"، والمعروف أنه لا يوجد عندنا سينما نشطة وإنتاج أفلام سينمائية في "سورية"، وما لدينا فقط هو سينما مهرجانات حيث تشاهد الفيلم "السوري" في المهرجان فقط».
الجدير بالذكر أن الفنان "جمال العلي" اشتهر في مشاركاته الكوميدية منها "عائلة سبع نجوم" للمخرج "هشام شربتجي" و في سلسلة "عائلة ثمانية نجوم" و"بقعة ضوء" ومسلسل "ضيعة ضايعة" وفي "أهل الراية" و"عقاب "، إضافة إلى "أشواك ناعمة" وغيرها من الأدوار الخفيفة، وحصل أول مرة على جائزة أفضل ممثل في مسرحية "فصيل على طريق الموت".