"جاني سكيكي" أوبرا كوميدية ضاحكة للموسيقار والكاتب "جاكومو بوتشيني"، وهي ثاني أوبرا من إنتاج سوري بعد "زواج فيغارو" قدمها الموسيقار السوري "ناهل الحلبي" بالتعاون مع المخرجة الإيطالية "فيفين هيويت".
موقع "eDamascus" التقى الموسيقار السوري "ناهل الحلبي" ليحدثنا عن أهمية العمل وفكرته، قائلاً: «"جاني سكيكي" أوبرا ضاحكة "كوميدية" من فصل واحد؛ نص "جوفاكينو فورتزانو"، استناداً على قصة من "الكوميدية الإلهية" لدانتي وتحديداً من قسم "الجحيم" الكوميديا الإلهية هو عمل ألفه الإيطالي "دانتي أليغيري" منذ عام 1308 وحتى وفاته في عام 1321، وتعد الكوميديا الإلهية من أهم وأبرز الملحمات الشعرية في الأدب الإيطالي، ويرى الكثيرون بأنها من أفضل الأعمال الأدبية على المستوى العالمي، تحتوي الملحمة الشعرية على نظرة مجازية حول الآخرة حسب فلسفة القرون الوسطى، وقد ترجمت إلى اللغة العربية لأول مرة في أيار 2003، ويعتقد البعض بأنها النسخة الأوروبية المقلدة عن "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري».
عملنا مع فنانين لهم خبرة عالمية في غاية الأهمية، فالعمل للعالمي "بوتشيني" وله شهرته العالمية الكافية بإنجاح العمل بمهارة السوريين، وهنا أوجه الشكر للموسيقار السوري ولدار الأوبرا الذين عملوا بكل جهدهم لإنجاح العمل وتقديمه للجمهور السوري بطابع كوميدي ضاحك
أما عن ملخص القصة فيقول: «توفي تواً الثري "بوزو دوناتي" ويبالغ الأقرباء بالتظاهر بالبكاء والحزن، بينما الحقيقة أنهم يتوقعون الثراء بعد حصر الإرث، لكن "بيتو دي سينيا" أفقر الأقرباء، كان قد سمع صدفة بأن "بوزو" ربما سيترك كامل ثروته لمصلحة الرهبان والدير المجاور، فيهرع الأقرباء بارتباك باحثين عن الوصية، وعندما يجدونها أخيراً يتأكدون من صحة ما سمعوه، وما يلبث أن يصبح البكاء المفتعل والتظاهر بالحزن حقيقيين بسبب خسارة الإرث، عبثاً يحاول أقرباء "بوزو" الذين يلجؤون للأكبر سناً "سيمونة"، حتى يقترح الاستعانة بسكيكي المعروف عنه الحنكة والذكاء، لم تتلق عائلة "دوناتي" المقترح برحابة صدر لأنها لا تثق بالدهمائيين، لكن أوان الرفض قد فات لكون "جاني" وابنته "لاوريتا" كانا قد وصلا بيت المتوفى، حيث يصل أيضاً بعد قليل الطبيب "سبينيلوتشو" الذي يجهل أمر وفاة مريضه، بالوقت نفسه الذي يخمن "جاني" كيفية استغلال الموقف لمصلحته، فيخفي نفسه بسرير المتوفى.
ويقلد صوته، رافضاً الطبيب بحجة أنه يشعر بتحسن ويرغب بالراحة، ويبدأ الآن التطبيق العلمي لخطة "جاني سكيكي"، حيث ينتحل شخصية "بوزو" ويستلقي بسريره، ينادي الكاتب بالعدل "أمانتيو" مع شاهدين، ويلقي على مسامعهم الوصية الجديدة، ويوزع النقود المعدودة وبعض الممتلكات بالتساوي بين الأقرباء، لكن الممتلكات القيمة مثل الفيلا في "فلورانس" والمطاحن، والبغل فيبقيها له، بينما يسمع الأقرباء الذين لن يتمكنوا من الاعتراض خوفاً من كشف مسعاهم بالاحتيال، وإلا في حال اكتشف الأمر فستقطع أيديهم وينفون من مدينة "فلورنس"، ويخرج الكاتب بالعدل مع الشاهدين، ويتواجه "جاني" مع الأقرباء الغاضبين والذين يسعون لنهب البيت الذي أصبح منذ اللحظة من ممتلكاته، بينما يتعانق العاشقان "رينوتشو" و"لاوريتا" بسعادة».
ويحدثنا الموسيقي السوري "شادي علي" أحد المشاركين بالعمل بدور "سبينيلوتشو" "الطبيب"، فيقول: «يعد "جاني سكيكي" من الأعمال السورية المميزة في عالم الأوبرا العالمية، وهي محاولة لعرض القدرات السورية في مجال الأوبرا الكوميدية، فهو عمل يعبر عن واقع معين في مجتمع يترقب تفاصيل الورثة، وأنا قمت بتمثيل دور "الطبيب" لعائلة "دوناتي"، ففي هذا العمل نلاحظ مدى أهمية الأدوار التي تقدم العمل بطريقة الأوبرا والغناء، وهي تجربة مهمة بمشاركة مغنين وموسيقيين سوريين لهم الخبرة الكافية في مجال الأوبرا».
"بيير الخوري" الذي أخذ دور "ماركو" ابن "سيمونه" يقول: «إن العمل له أهمية كبيرة بالنسبة لي وخاصة أنني قمت بالمشاركة في هذا العمل في الخارج أوائل تخرجي، كما أن الاهمية تكمن في قيام الأوبرا السورية بأداء العمل بمهارة سورية أجنبية وإشراف وإنتاج سوري، وهنا يلعب الموسيقي "ناهل الحلبي" الدور الاكبر في إنجاح هذا العمل ووصوله إلى شريحة سورية تتفهم معنى الأوبرا الكوميدية، هذه الأوبرا التي ميزتها الخاصة الضاحكة في وصول الرسالة من العمل إلى الجمهور بطريقة موسيقية فنية إبداعية».
وتقول الفنانة "رشا رزق" التي أدت دور "نيلا" زوجة "غيرادو": «عملنا مع فنانين لهم خبرة عالمية في غاية الأهمية، فالعمل للعالمي "بوتشيني" وله شهرته العالمية الكافية بإنجاح العمل بمهارة السوريين، وهنا أوجه الشكر للموسيقار السوري ولدار الأوبرا الذين عملوا بكل جهدهم لإنجاح العمل وتقديمه للجمهور السوري بطابع كوميدي ضاحك».
من الجدير أنه شارك في العمل حوالي 70 موسيقيا سوريا، كما أنه قام بأداء الأدوار كل من:
"ستيفانو مبو" بدور "جاني سكيكي"، "تالار دكرمنجيان" "لاوريتا"، "سوزان حداد" "تزيتا العجوز"، "فابيو أندريوتي" "رينوتشو"، "أومبيرتو جورج أغويليرا" "غيراردو"، رشا رزق" "نيلا"، "جاد بغدادي" "غيراردينو"، "إياد دويعر" "بيتو دي سينيل"، "أندريا تشونشي" "سيمونه"، "بيير الخوري" "ماركو"، "نهى زروف" "لا تشييسكا"، "شادي علي" "سبينيلوتشو"، "مكسيم أبو دياب" "أمانتيو"، "فراس البيطار" "بينلينو"، و"منار نوير" بدور "غوتشو"، كما صمم ديكور العمل المهندس "سمير أبو زينة".