«"أحمد مراد" من الفنانين الشباب الذين يمتلكون نظرة متميزة ويحاول أن يعبر بطريقة مختلفة وغير مألوفة، مفعم بصيغ بصرية حداثاوية». هذا ما قاله لموقع eSyria الفنان التشكيلي- النحات "عماد رشدان".
وتابع قوله: «وفي ذات الوقت عنده طموح باتجاه عمل بنائي محكم الصياغة البصرية، فهو مدهش لأنه يعمل على عنصر الإدهاش في أعماله، تجاربه واعدة، والأهم أن يكون هناك غزارة في الإنتاج، وأن يعمل أكثر على هذه المسألة».
وفي ذات الوقت عنده طموح باتجاه عمل بنائي محكم الصياغة البصرية، فهو مدهش لأنه يعمل على عنصر الإدهاش في أعماله، تجاربه واعدة، والأهم أن يكون هناك غزارة في الإنتاج، وأن يعمل أكثر على هذه المسألة
أما الفنان التشكيلي "عبد المعطي أبو زيد" عضو الأمانة العامة لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، فقد قال: «بالنسبة لـ"أحمد مراد" من خلال الأعمال التي شاهدتها له من خلال المعارض التي شارك بها، وجدت أن لديه فكراً إبداعياً متجددا بالأفكار، ومتجددا بالأدوات التي يستخدمها، يحاول أن يتناول الموضوع الفراغي بأسلوب تجريدي أحياناً وسريالي في أحيان أُخر، يعطي مفهوماً للشيء الذي يطرحه من خلال الشكل الذي يقدمه إن كان هندسياً أو غيره، يستخدم الزجاج غالباً في انعكاس ضوئي، فهو يوضف الضوء في عمله التشكيلي لخدمة الهدف الذي يريده من العمل التشكيلي في تكوين موضوعه، الفضاء هو جزء من تكوين العمل التشكيلي، وهذه فكرة جميلة لو أنه يستطيع توظيفها بشكل أعمق في أعماله القادمة، لأنه عندما يوضف الفضاء والإضاءة في انعكاسات معينة حتى يكون المشاهد على تواصل بين العمل والبيئة المحيطة فهذا هدف من أهداف الفنان الجميلة، التي يستطيع أن يخلق هذا التوازن بين الإنسان والبيئة والعمل التشكيلي».
بدوره يتحدث الفنان "أحمد مراد" عن تجربته: «بالنسبة لتجربتي، بدأت منذ سنة 2003، الذي هو خط لم يختلف كثيراً منذ ذاك الزمن، وهو بمجال التكوينات المعمارية، واستخدام المواد القاسية أو الصلبة في صنع منحوتات مثل الحديد، والحجر الصناعي، كان لي تجربة بسيطة مع الحجر الصناعي وعمليات الصب والقولبة أتقنتها بشكل جيد جداً، وكذلك استخدمت أيضاً صفائح الحديد بسماكات متعددة سواءً 4ملم أو 6-8ملم، مستعيناً بتقنيات القص بالليزر، والذي كان نادراً استخدامه في سورية، حيث كانت هناك فقط 3 أماكن يستخدمونه في البلد وهو حديث جداً، وكذلك استخدمت لحاماً ليس عادياً إنما باستخدام جهاز "الآرغون"، وهي تقنية لحام متطورة فنقطة واحدة كفيلة بتثبت لوحين من المعدن تتراوح أبعدهما بـ50×50، فكانت تجربة مفيدة جداً بالنسبة لي وفتحت آفاقي لمستويات أعلى من التشكيل، ومن المعروف أن استخدام المادة أحد الشروط الأساسية للتشكيل».
وتابع يقول: «انتقلت من الحديد إلى الزجاج سنة 2005- 2006، والعمل الأول بالزجاج أخذ جائزة النقاد بمعرض الفنانين السوريين الشباب، وهذه الجائزة نقدية، العمل كان مصنوعاً من الخشب والزجاج، صفائح الزجاج، هذه الصفائح موجودة بشكل متوازي ومتداخل، عشر صفائح، متداخلة داخل الخشبة بطريقة الحفر والتنزيل، وهذا كانت نقطة البداية باستخدام مادة جديدة بالنحت، بعض الناس اعتبروا هذا ليس نحتاً باعتبار أني تخرجت عليه من كلية الفنون الجميلة وحصلت على الدبلوم، باعتبار أنه عمل تركيببي وليس نحتاً، أنأ أقول أن هذا هو المبدأ الأساسي للنحت، وهو استخدام ثلاثية البعد بعملية التشكيل البصري، يمكن أن لا يكون مادة نحتية معروفة تاريخياً مثل الحجر، أما إيحائياً فهو نحت، بغض النظر عن الكيان الفيزيائي».
وأضاف: «انتقلت الآن لتجربة أهم وأعمق في الحقيقة، وهو العمل عبارة عن مكعب خشبي 40×40×40 مشكوك فيه ألواح بتقنية أعلى دقة وأكثر تقنية من سابقه باعتباره أكبر ومتقن أكثر، مشكوك فيه ألواح زجاجية "بلكسي"، كلهم مفرغ داخله شكل من الأشكال الهندسية أو النباتية المعمارية الموجودة داخل المقرنصات باعتباري أعمل على موضوع المقرنص الإسلامي العربي، حيث عملت دراسة لعدة أنواع من المقرنصات وخرجت بنتيجة تحليلية للأشكال العامة، وأعطيت إطلالة عامة للمقرنص بما فيها الزهرة والمثلثات والنوازل والصواعد،.الخ، وكانت النتيجة جميلة جداً، إضافة للإضاءة التي وظفتها في العمل والتي كانت موجهة من الأعلى نحو الأسفل لتولد تتوهجاً للحواف البلاستيكية، عندما يسلط عليها الإضاءة من نوعية (l. i. d ) والنتيجة كانت جميلة جداً، وحازت على إعجاب ورضى المتلقين، وأريد الإكمال بهذا الخط، لدي بعض الأفكار المتعلقة بالتكوينات المعمارية التي أحس أني أريد الإكمال بها وبالأشكال الهندسية، ويمكن أن يكون لي تجربة حتى بالتصوير».