«فنان ترك بصمة واضحة المعالم في المجال التعليمي والمجال الفني في منظمة "طلائع البعث"، فطلابه مازالوا يتذكرونه ويحترمونه على الرغم من تركه لمهنة التعليم واتجاهه للعمل بالوسط الفني الأوسع، فهو برأيي مجال آخر للتعليم ولكن بطريقة أشمل».
هذا ما يقوله المخرج المسرحي لمنظمة "طلائع البعث"، الأستاذ "عماد الطرقجي" لموقع "eSyria" بتاريخ 7/5/2011 في نقابة الفنانين بدمشق.
لقد قطع شوطاً طويلاً في تكريس حضوره الفني، وهو شخص يحترم زملائه في العمل إن كان في المسرح أو التلفزيون
أما الفنان "سليم تركماني" وهو صديق الفنان "رياض كبرا" فقال في تجربة "كبرا" الفنية خلال لقائنا معه في نقابة الفنانين: «هو نجم حقيقي، ابن مسرح، وفي لهذا الفن وهو يعمل بشكل أكاديمي، ويفهم دوره كممثل، والأهم من هذا، أنه يشارك في بناء اللحظة المسرحية ويقدم صورة عن الممثل الواعي، وهو لا يؤدي دوره تلقائياً وحرفياً بقدر ما يؤديه بفهم، يعني يعيش الحالة كمساهم في العمل المسرحي».
أما عن رأي الفنان "أنس الحاج" الذي رافق "كبرا" في معظم العروض المسرحية ضمن فعاليات المسرح وخارجها، قال في تجربة "كبرا": «لقد قطع شوطاً طويلاً في تكريس حضوره الفني، وهو شخص يحترم زملائه في العمل إن كان في المسرح أو التلفزيون».
واللقاء الأهم كان مع صاحب التجربة الفنية الطويلة، الفنان "رياض كبرا"، حيث حدثنا عن بدايته في المسرح، قائلاً: «البداية كانت مبكرة جداً حوالي عام 1968 مع منظمة "طلائع البعث" ومنظمة "اتحاد شبيبة الثورة" برابطة المزرعة، والأعمال التي عملت بها في"الشبيبة" كثيرة ما يقارب عشرين عملاً مسرحياً، بعدها اتجهت إلى "فرقة العمال"عام 1969 وكانت بدايتي بعرض مسرحي من تأليف الفنان "علي سالم" وإخراج الفنان "طوني موسى" كان اسمه "إبليس في الجنة" وعرضت المسرحية خمسة عشرة يوماً على مسرح "القباني" وكان من بين المشاركين في العرض الفنانين، "نضير اللكود، سليم تركماني، محي الدين خشيفاتي، عثمان أسعد"، وكانت لي تجربة واحدة فقط في المسرح القومي "أجراس بلا رنين" تأليف الكاتب "وليد إخلاصي" وإخراج الفنان "وليد منفعية" وكان من بين الفنانين المشاركين في هذا العمل "عبد الله الجندي، علي قنوع، سمير غربية"».
وسألنا الفنان "كبرا" عن الفرق بين الإذاعة والمسرح من حيث طريقة الأداء وإحساسه كممثل له أعمال عديدة في الإذاعة، فقال: «الفرق بسيط، في الإذاعة يجب على الممثل أن يستخدم إحساسه جيداً فهو ليس مواجه للجمهور، بل هو خلف "مايك"، وعليه أن ينقل صورة المشهد المرئي إلى أذن المستمع ليرسمه هو بدوره في مخيلته، أما في المسرح فالجمهور أمامك يراك كيف تتصرف بينما في الإذاعة هناك تفاصيل دقيقة يجب الاعتناء بها لأنها هامة في إحساس المستمع، أيضا لا ننسى مخارج الحروف في الإذاعة والمسرح لوضوح الكلمة».
وعن الأعمال الإذاعية التي عمل فيه، والمخرجين الذين تعامل معهم، قال: «"حكم العدالة، الزائر المجهول، شخصيات روائية، آفاق مسرحية"، وعملت مع كل مخرجي الإذاعة منهم "مازن لطفي، مروان عبد الحميد، المرحوم نذير عقيل"....وآخرون».
وسألنا "كبرا"، حسب معلوماتنا عنك، انتسبت لنقابة الفنانين عام 1972، هل اختلف معك وضع العمل في الوسط الفني قبل الانتساب لنقابة الفنانين عنه بعد وجودك في النقابة، فقال: «لم يتغير شيئاً».
وأضاف: «كان تقدمي إلى نقابة الفنانين أنا وزملائي بطلب من الفنان المرحوم "علي قنوع"، كنا نعمل في مسرحية "المفتش العام" ل "اتحاد نقابات العمال" وإخراج الفنان "عمر قنوع"، فبعد الانتهاء من العرض قال لنا المخرج أن نذهب إلى النقابة وكان ينتظرنا هناك فطلب من الفرقة بأن يقدموا أوراقهم إلى النقابة، بالفعل هذا الذي حصل، والذي نجح منهم "وفيق الزعيم، صبحي الرفاعي، نضير اللكود، سليم تركماني، محي الدين خشيفاتي"، بالإضافة إلى الفنانة المرحومة "نجاح العبد الله"».
وسألنا الفنان "رياض كبرا" عن وجه التقارب بين الفن والتعليم لكونه كان أستاذاً للمرحلة الابتدائية، فقال: «وجه الشبه واحد وهو الثقافة، المدرس والفنان من المفترض أن يكونا مثقفين، وأنا كنت أدرس كل المواد للمرحلة الابتدائية، وأهم شيء في المدرس والفنان أن يتقنا اللغة العربية الفصحى لكونها مادة أساسية في التدريس والتمثيل، ومن المفترض أن تكون أساسية في "المعهد العالي للفنون المسرحية"».
وأضاف: «اللغة العربية في الوسط الفني، ليس أساسها المسرح ولا السينما ولا التلفزيون، أساسها الإذاعة، واللغة في الإذاعة مطلوبة، وأنا برأيي من لا يعمل في الإذاعة والمسرح لا يعتبر نفسه ممثلاً ناجحاً، يبقى عنده شيئاً ناقصاً».