استطاع أن يبدع في هذا الفن الراقي، فقدّم للعالم مع عازفين عالميين أشهر السيمفونيات التي مازالت باقية لتشهد على مدى الإبداع الذي تميز به هذه الفنان المحترف.
موقع "eDamascus" كان له لقاء مع هذا العازف المتميز بهذه الموسيقا التي تركت أثراً واضحاً في المعهد العالي للموسيقا.
أعمل حالياً مدرّساً في معهد "صلحي الوادي" و معهد "شبيبة الأسد"، واشغل حالياً منصب عازف "أوبوا" أول في الفرقة السورية السيمفونية
الفنان الموسيقي "معاذ جهاد" قال في تجربة "فراس شحيدا" الفنية الموسيقية وخصوصاً بهذا النمط الموسيقي الذي أتبعه: «"فراس" عندما درس الموسيقا كان يجذبه الموسيقا الكلاسيكية بالتحديد، وكان عندما يعزف، يبدع كواحد من أهل الفن وكمرجعية في مجاله، وما يميز "فراس" في كتاباته الموسيقية وخصوصاً في موسيقا آلة "الأوبوا" أنه كان قادراً بصفته مدرساً بالمعهد العالي للموسيقا على ربط الموسيقا ببعدها الثقافي والاجتماعي، وكان يفهم معنى الموهبة والعبقرية الموسيقية وعلاقته المضطربة بالحياة، وتشكلت ذائقة "فراس" الموسيقية عبر مجموعة الأشرطة المتنوعة التي كانت بحوزته منذ كان صغيراً، وعبر استماعه لبرامج الموسيقا، لكن شغف واهتمام "فراس" كان في الموسيقا الكلاسيكية وكبار الموسيقين من "باخ، موتسارت، بيتهوفهن، فاجنر" وحتى أعمال الموسيقار الكندي "غلين غولد"، كانت الموسيقا جزءاً من حياته وضرورة مثل الماء والهواء».
فيما تحدثت عنه زميلته الفنانة الموسيقية "ماري قمر" قائلةً: «الموسيقا لغة عالمية ولغة جمالية حسية ملموسة تترجمها وتبلورها ممارسات الفنان العازف وتأثره بالبيئة وما حوله من معالم ومفردات عالمية بحيث يفرغ الفنان العازف في عمله الفني شحناته وانفعالاته وصدقه، ويشخص من خلجات وملكات عقله ويصب فيها من قدراته وتخيله الشيء الكثير وهذا ما يتميز به "فراس" منذ أن عرفته، حيث شغف موسيقا "الأوبوا" يسري بدمه».
واللقاء الأهم كان مع الفنان الموسيقي "فراس شحيدا" ليحدثنا عن علاقته بهذا النمط الموسيقي المختلف وسبب اهتمامه به، حيث قال: «بدأت العزف على آلة "الأوبوا" حين كان عمري في التاسعة، على يد الأستاذ "واجف باباييف" في المعهد العربي للموسيقا، أو معهد "صلحي الوادي" حالياً، وشاركت لأول مرة كعازف منفرد مع الاوركسترا الوطنية السورية بقيادة الأستاذ "صلحي الوادي" وذلك عندما كان عمري الثالثة عشر، بعدها تابعت دراستي في المعهد العالي للموسيقا في "دمشق"، حيث درست لمدة ثلاث سنوات العزف على آلة "الأوبوا" بالإضافة إلى صيانة وتصليح الآلات الهوائية، بعد الدراسة سافرت إلى مدينة "ليون الفرنسية" حيث درست في المعهد الوطني مع الأستاذ "سزار أوغنيبين"، وبعد عامين حصلت على شهادتي، كعازف أوبوا وعازف موسيقا حجرة ومن ثم شهادة اختصاص، بعدها انتقلت إلى المدرسة العليا للموسيقا في مدينة "جنيف السويسرية" ودرست فيها خمسة سنوات وحصلت على شهادة عازف صولو مع الأستاذ "رولان برنو"، وحصلت على دبلوم في إعداد المدرّسين مع الأستاذ "توماس بوليغر"، ودبلوم أوركسترا مع الأستاذ "موريس بورغ"، كما درست آلة الأوبوا الباروك مع الأستاذ "نيلس فيربير"».
وعن مشاركاته الموسيقية الاوركسترالية في "أوربا" حدثنا عنها "شحيدا" قائلاً: «شاركت في عدة حفلات مع الأوركسترا، منها فرقة موسيقا الحجرة في مدينة "جنيف السويسرية"، وفرقة الحجرة وكورال "لاوداته ديوم"، وعملت كعازف رديف في الأوركسترا الوطنسة السويسرية للكانتون الفرنسي بعد خضوعي لمسابقة، وقمت بعدة ورشات عمل مع عازفين عالميين مثل "هانز هوليغر، جاك تيس، جيل سيلفسترني، دافيد فالتر».
وعن عمله الحالي أضاف "شحيدا" قائلاً: «أعمل حالياً مدرّساً في معهد "صلحي الوادي" و معهد "شبيبة الأسد"، واشغل حالياً منصب عازف "أوبوا" أول في الفرقة السورية السيمفونية».
الجدير بالذكر، "الأوبوا"، آلة نفخ خشبية ذات ريشة قصبية مزدوجة، أنبوبتها مخروطية الشكل تحتوي على ستة ثقوب وعدة مفاتيح، يتطلب أسلوب النفخ فيها سيطرة كافية من العازف، تصنع الآلة، عادة من خشب قاس كالأبنوس ومن ثلاث قطع تنتهي بفرجة موسعة على هيئة جرس.
و"الأوبوا" مساحة صوتية لديوانين ونصف ونيف، وتطابق كتابتها الموسيقية أصوات البيانو كما تساعد آلات الأوركسترا في ضبط أصواتها.
والجدير بالذكر إيضاً "فراس شحيدا" من مواليد "دمشق" 1982.