الفن هو الإبداع وهذا مبدأ تبناه الفنان "محمود صوان" بشكل مستمر ليتوج به خبرته ومخزونه الفكري والبصري وبصيغ غرافيكية.
موقع "eDamascus" وللحديث عن تجربة "صوان" الغرافيكية، التقى الفنان التشكيلي "سمير كناني" المتابع لهذا الفن، حيث قال: «الفن التشكيلي هو كل شيء يؤخذ من طبيعة الواقع ويصاغ بصياغة جديدة، أي يشكل تشكيلاً جديداً، وتسمية "التشكيلي الغرافيكي" تنطبق على "محمود صوان" بهذا الفن، وهو الفنان الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال آخذاً مفرداته من محيطه، ولكل إنسان رؤاه ونهجه في هذا المجال، لذا تعددت المعالجات بهذه المواضيع ما أضطر الفنانين في مجالات العطاء الفني أن يضعوا هذه النتاجات تحت إطار المدارس الفنية، ومن هؤلاء الفنانين "محمود صوان" الذي استطاع بإبداعه في فن الغرافيك أن يصنع لنفسه عالمه الخاص الفني الإبداعي"».
لكي تكون مصمماً غرافيكاً ليس المهم هو أن تعرف كيفية التعامل مع برامج الغرافيك فقط، ولكن يوجد عدة عوامل أخرى مهمة لكي تكون مصمماً غرافيكاً بشكل صحيح أهم من مجرد التعامل مع برامج، وأهم هذه العوامل معرفة المقاييس والنسب ومركز النظر للوحة وكيفية اختيار الفكرة المناسبة، لأن أساس الغرافيك هو الفن الذي ينطبق عليه كل هذه العوامل
فيما حدثنا الفنان التشكيلي "كمال خير الله" عن تجربة "صوان": «الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن أذهاننا، هي أن لفن "الحفر الغرافيكي" جمهوره النخبوي، ولهذا فهو يبرز كفن راق يهتم بالمهارة التقنية وبالحرفية العالية في خطوات تجسيد الشكل الواقعي، الذي اعتمده هنا الفنان "محمود صوان" على درجة من العفوية والتلقائية يقرب لوحة الغرافيك في أحيان كثيرة من أجواء الصياغة الواقعية الحديثة، رغم الاهتمام الواضح بالأناقة في وضع المادة اللونية المنحازة إلى آلية الإملاء المباشر».
واللقاء الأهم كان مع صاحب التقنية المتفردة في فن الحفر الغرافيكي، الفنان "محمود صوان" ليحدثنا عن هذا الفن، قائلاً: « فن الغرافيك يعرف عبر العصور كفن خاص، وإن كان قد ظهر في عصور سابقة في تطبيقات محددة كطباعة المنسوجات، ولهذا الفن خصائص مميزة وفريدة تختلف عن سائر الفنون التشكيلية ومنها الطباعة من سطح بارز وهي شبيهة بطبع الصحف والكتب والمجلات ومعظم الرسوم الخاصة بالأغراض التجارية والإعلامية والثقافية، وطريقتي هي الطباعة من سطح غائر، حيث أقوم بالحفر باستعمال الأحماض الخاصة أو الإبرة أو الأزميل، وهي تعطي نتائج عكسية للنوع السابق، خلاصتها تتمثل في الرسم على نوع معين من الحجر الجيري بحبر أو بقلم دهني، وهناك الطباعة من سطح مستو وتندية الحجر بالماء فنجد أن الماء سيغطي جميع الطباعة، فإن هذا الحبر سيغطي الأماكن المرسومة الخالية من الماء تماماً، بعد ذلك يتم طباعة الحجر في المكبس الخاص بالطباعة».
وأشار "صوان": «لكي تكون مصمماً غرافيكاً ليس المهم هو أن تعرف كيفية التعامل مع برامج الغرافيك فقط، ولكن يوجد عدة عوامل أخرى مهمة لكي تكون مصمماً غرافيكاً بشكل صحيح أهم من مجرد التعامل مع برامج، وأهم هذه العوامل معرفة المقاييس والنسب ومركز النظر للوحة وكيفية اختيار الفكرة المناسبة، لأن أساس الغرافيك هو الفن الذي ينطبق عليه كل هذه العوامل».
الجدير بالذكر أن الفنان "محمود صوان" كانت بداياته بهذا الفن في فترة الدراسة الإعدادية، إذ أقيم معرض فني في مدرسته، وكانت له مشاركة فيه ومن هذا المعرض انطلقت مشاركاته إلى صالة "غسان كنفاني" والمركز الثقافي "الروسي" وغيرها من المراكز والصالات الفنية، وتعلقه بالفن التشكيلي دفعه لدخول "كلية الفنون الجميلة" في "دمشق"، ويعتبر من الفنانين الذين ساهموا في تطوير فن الطباعة الحجرية بواسطة تقنيات حديثة ابتكرها من خلال تجاربه الذاتية وبإضافات مائية للوحة تحت تجربة الفن الشخصي، وفي معظم أعماله الفنية يظهر فن العمل الغرافيكي المتباين في الطباعة الحجرية والطباعة المعدنية بواسطة الإبرة الحادة والقلفونة تحت تأثيرات الماء القوي وحمض الكبريت المدد، وهذه التقنية تعتبر من أهم تقنيات فن الحفر والغرافيك.