بدأت مع الكبار حيث غنت مع السيدة "فيروز" والعملاق "وديع الصافي" والعبقري "زياد الرحباني"، وكيف لا تجذب كل هؤلاء الكبار وهي تمتلك صوتاً جميلاً وقوياً؟! إنها المغنية "منال سمعان".
حول تجربتها كان هذا الحوار:
تربطني بمنال صداقة قوية، لمست من خلالها صفات شخصية حساسة وقوية في آن تستطيع أن تجدها حين تحتاجها في أي وقت، أما على الصعيد الفني فهي تمتلك صوتاً قوياً وصافياً حيث تعمل على تطويره بشكل دائم وإيصاله بأسلوب راق غير تجاري، هذا ما نلاحظه من خلال أغانيها الخاصة بها والتي أدتها مع الفرق والفنانين وهم أسماء كبيرة
** حصلت على إجازة في الموسيقا من "المعهد العالي للموسيقا بدمشق" عام 2008 ولي تجارب عديدة في المشاريع الموسيقية التي تحصل في البلد، أعمل مثلاً مغنية في فرقة "جسور"، وحصلت على جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان "قيثارة الروح" 2002، كما أصدرت سي دي ترانيم روحية بعنوان "تراتيل بيزنطية" بالإضافة لكوني مغنية صولو مع الفنان "زياد الرحباني"، وغنيت مع العديد من الفنانين الآخرين مثل: "وديع الصافي" (ريسيتال بمناسبة افتتاح دار كنيسة سيدة السلام في حمص عام 1999)، "مارسيل خليفة" (أمسية بعنوان أحمد العربي لدعم أطفال غزة في دار الأوبرا السورية عام 2008)، "غزوان زركلي" ( شاركت بتسجيل بعض الأغاني) ومع المغني "عابد عازرية" (مهرجان الموسيقا الروحية في المغرب وفرنسا عام 2009)، وشاركت مع فرقة الفنان "زياد الرحباني" ضمن المجموعة منذ عام 2007 داخل "لبنان" وخارجه، وفي الحفلات الجماهيرية التي أقامتها في "سورية" (احتفالية دمشق عاصمة الثقافة عام 2008، حفلات منيحة عام 2009)، كما شاركت معه في ختام مهرجان المونودراما المسرحي في "الفجيرة" عام 2010، ومهرجان "الجاز" في "القاهرة" عام 2010.
وقدمت حفلات في كل من: سورية، لبنان، الأردن، الامارات، مصر، قطر، المغرب، ارمينيا، فرنسا، أستراليا.
** في حفلات "منيحة" عام 2009 شاركت مع الأستاذ "زياد" مع المجموعة وعندها سمعني وأخبرني أنه أحب خامة صوتي ومنذ ذلك الوقت وأنا أرافقه كمغنية صولو في حفلاته التي كانت بين "لبنان" و"مصر" و"الإمارات العربية المتحدة".
** الأستاذ "زياد" إنسان بكل معنى الكلمة، صاحب مبدأ وهذا ما يميزه، في العمل، أكاديمي مهني وحرفي يعطي النصيحة في مكانها وبطريقة لطيفة جدآ، إنه شخص خجول، صاحب نكتة، طيب، عميق ومتواضع.
** "فيروز" تعني لي الكثير فنحن تربينا على صوتها وعشنا معها "فيروز" و"الرحابنة" هم مدرسة، وبالتأكيد هذه المشاركة أضافت لي الكثير وأعطتني المزيد من الثقة بالنفس فأنت حينما تقف أمام هامات كبيرة لابد من تأثرك بها لتعيش تلك الحالة من الرقي الفني.
** أعتبر فرقة "جسور" عائلتي التي أحبها كثيراً، كانت تجربة مهمة بالنسبة لي فقد بدأت أغني فيها بعد تخرّجي في المعهد العالي مباشرة، وهي تتألف من مجموعة عازفين (خريجين وطلاب) وتهدف إلى التواصل بين مختلف ثقافات حضارات المنطقة وهذا ما يميزها، أشعر وكأنني أغني في جو عائلي يضفي المحبة والتعاون والتنوع في الاختلاف البنّاء في الموسيقا والخبرات والأداء، شاركت مع هذه الفرقة في "الأسبوع الثقافي السوري" في "أرمينيا" عام 2009 وفي "قطر" عام 2010 ومهرجان "الموسيقا العربية" في "القاهرة" و"الإسكندرية" عام 2010 بالإضافة إلى عدة حفلات في "دار الأوبرا" السورية بالإضافة إلى ظاهرة "موسيقا على الطريق"، كما شاركت في ألبومها الجديد بأدائي للأغنية الأرمنية.
** أعتبرها فكرة جيدة جداً، وهذه الظاهرة ساعدت في وصول الموسيقا إلى كل بيت حيث الكثير من الناس ليست معتادة على ارتياد (زيارة) المسارح أو دور الأوبرا لحضور حفل موسيقي وبهذا نستطيع الوصول إلى أحيائهم والحدائق العامة التي يقصدونها وهكذا نستطيع إيصال الموسيقا والحالة الثقافية إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس.
** قريباً إن شاء الله فأنا أتعاون الآن مع الموسيقي السوري "سعيد ميرخان" لإصدار ألبوم من كلماته وألحانه وانتهينا من تسجيل أغنيتين بعنوان "لغتك صعبة عليّ، شو بدي بماضيك" وقد تم بثهما في إذاعتي "صوت الشباب" و"المدينة إف إم"، مشكورتين بالإضافة إلى وجودهما في موقع "يوتيوب".
** الساحة السورية ملأى بالأصوات الجميلة ولكن جميعها بحاجة إلى دعم فني من الإعلام ومن شركات الإنتاج.
** هناك علاقة متبادلة بين الفن والإعلام، الفن بحاجة إلى نشر والإعلام بحاجة إلى مادة لينشرها، أتمنى من إعلامنا مواكبة المواهب السورية المتنوعة حتى لو كانت ظروف فنان ما لا تساعده بالتواجد في المسارح وقريباً من الأوساط الثقافية، ولا يوجد لدينا صناعة نجم ولذلك يلجأ أغلب الفنانين إلى "لبنان" و"مصر".
** بدأت الغناء منذ الصغر عن طريق الكورالات وأول من سمعني كان الأستاذ الكبير "وديع الصافي" عام \1999\ أثناء حفلة له بحمص حيث غنيت أغنية من ألحانه وهو من شجعني على متابعة طريقي في مجال الفن وبعد ذلك تابعت طريقي وشاركت في مهرجان "قيثارة الروح" عام \2002\ وحصلت على الجائزة الأولى لأفضل عمل متكامل ثم درست في "المعهد المتوسط للموسيقا" وبعد ذلك في "المعهد العالي للموسيقا" في الوقت الذي توظفت به كمدرسة موسيقا ما ساعدني مادياً أثناء دراستي في "المعهد العالي" إلى أن تخرجت فيه واستقلت من التدريس باعتباره يتعب الصوت وأكملت بعد ذلك مشروعي الفني.
** بالتأكيد، الموهبة بحاجة إلى صقل والغناء بحاجة إلى الثقافة الموسيقية بالإضافة إلى علم الصوت، العلم يكمل الموهبة ولكن العكس غير صحيح، يمكن للدراسة صناعة مؤدّ ولكن لا تستطيع أن تصنع مغنياً، الموسيقا ليست معادلة جبر أو نظرية هندسية ولا أحب استخدامها بهذا الشكل، علينا أن نراعي قواعدها ولكن الفنون بكل أنواعها لا نستطيع أن نطلق عليها كلمة (فن) دون الإبداع والوحي والروح.
** تعلمت الكثير من أستاذتي "رشا رزق" التي سوف أشكرها دائماً وأعتبر أنني استفدت كثيراً من معلومات المعهد كافة (صولفيج- هارموني- وجميع المواد النظرية).
والشكر الكبير للأستاذ "زياد" الذي جعلني أرى الموسيقا بمنظار مختلف وأؤمن بموهبتي، وشجعني وتعلمت منه في فترة قصيرة ما لم أكن أحلم أن أتعلمه لسنوات، كما أود أن أشكر الخبيرتين الروسيتين "مدام إيرينا" و"مدام بيلا" مدرستي الصولفيج والهارموني والأستاذ "حسام الدين بريمو" على دعمه لي بكل خياراتي.
** قدمت حفلتين مع فرقة "جسور" بمناسبة "مهرجان الموسيقا العربية" في "دار الأوبرا" في "القاهرة" ومسرح "سيد درويش" في "الإسكندرية"، وغنيت مع الأستاذ "زياد الرحباني" مجموعة حفلات تحت عنوان "فيروزيات" في "أبو ظبي".
** الموسيقا رسالة وواجبنا إيصالها بصدق وشفافية.
وتقول الموسيقية وعازفة القانون "ديمة موازيني" عن "منال سمعان": «تربطني بمنال صداقة قوية، لمست من خلالها صفات شخصية حساسة وقوية في آن تستطيع أن تجدها حين تحتاجها في أي وقت، أما على الصعيد الفني فهي تمتلك صوتاً قوياً وصافياً حيث تعمل على تطويره بشكل دائم وإيصاله بأسلوب راق غير تجاري، هذا ما نلاحظه من خلال أغانيها الخاصة بها والتي أدتها مع الفرق والفنانين وهم أسماء كبيرة».