تحاول المخرجة "رزام حجازي" في فيلمها "خيط الحياة" وبتعاون فريق كامل معها إخراج فيلم سوري متحرك يحاكي من خلال الموسيقا والصورة عالم الطفولة بمرحها ومغامراتها.
موقع "eDamascus" حضر عرض فيلم "خيط الحياة" حيث قدمت المخرجة الفيلم الذي تم إخراجه عام 2006 وهو عبارة عن 27 دقيقة من إنتاج مشترك للمؤسسة العامة للسينما وشركة "تايجر برودكشن"، فتقول لنا بتاريخ 1/12/2011: «يعاني بطل الفيلم "علاء" من تكبر وسخرية زميله "عبيدة" في الكتّاب فهو الأصغر سناً بين زملائه، وتدافع عنه باستمرار صديقته "نور" التي تحاول منع "عبيدة" وباقي الأطفال من التهكم وإذلال "علاء" وسط غيرة "عبيدة"، لكن الشيخ "جابر" يرى إمكانيات أخرى عند "علاء" ولا سيما خياله الذي سيدفعه ربما ليكون أديباً عندما يكبر».
بالإضافة إلى أن اختيارنا ودراستنا للون كانت بالدرجة الأولى لها علاقة بالطفل والمرحلة العمرية التي تتلقى العمل، فكان للشخصيات المشغولة صفاتها المستوحاة بشكل كامل من تاريخ المنطقة كاتساع الأعين والصفات الأخرى التي تتضمن خصوصية العمل المحلية
كما التقينا من الحضور الأستاذ "موفق قات" مخرج ورئيس دائرة الرسوم المتحركة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الذي أبدى إعجابه بهذا الانتاج الشبابي السوري، فيقول: «إن أهم ما يميز فيلم "خيط الحياة" أنه إنتاج شبابي خاص، حيث الفريق مكون من أشخاص موهوبين ينجزون أعمالاً فنية جيدة، ولكن من المؤسف أنه لا توجد شركات قادرة على النهوض بصناعة أفلام التحريك لضعف مواردها المالية، لذا نجد ضرورة تدخل الجهات الحكومية في رعايتها واحتضانها، هذه المواهب والطاقات الهائلة في بلادنا والتي ليس من السهل خلقها إن لم تكن موجودة، إننا بحاجة لإيجاد مؤسسة لإنتاج أفلام الكرتون تؤمن استمرار العمل لأن هذا الإنتاج قادر على بناء شباب مفعم بتربية وطنية وثقافة محلية».
يتابع: «فيلم "خيط الحياة" الذي عرض ضمن فعاليات المهرجان الأول لأفلام التحريك في سورية قدم أفكاراً مرتبطة بالزمن، بمعنى أن كل زمن يمتلك جماليته الخاصة به، أي إن الإنسان بمرحلة الطفولة عليه أن يمارس طفولته بطريقته الخاصة، كما أن على الشاب أن يمارس مراهقته كما يرغب، وفي الكبر يمارس حكمته بحكم سنه، وهي مسألة هامة جداً تزرع الوعي الاجتماعي بين الشباب تدفعهم بالتفكير في كل مرحلة يمرون بها».
أما النحات "توفيق موسى" وأحد العاملين ضمن نطاق الرسوم المتحركة فيقول: «فيلم "خيط الحياة" من الإنتاجات السورية الضخمة في مجال الرسوم المتحركة، وباعتباره الإنتاج الثاني للجهة المنتجة هذه فكنت أتوقع أن نشاهد تمكناً أكثر من حيث التقنية والتصميم، فمن الملاحظ أن العمل واجه بعض المشكلات على هذا المستوى، لكنه عموماً عمل جيد ويحمل قيماً فكرية وجمالية خاصة وقيّمة، كما أن السيناريو جميل وذا بعد فكري واجتماعي عميق».
من فريق العمل التقينا الأستاذ "فواز سلامة" فقال: «عملنا حوالي عام في فيلم "خيط الحياة" في مؤسسة "تايغر بروداكشن" وهو الإنتاج الأول للمؤسسة العامة للسينما، حيث كتبت نص السيناريو "ديانا فارس" وعمل فيه عدد ضخم من فناني التحريك المتميزين في سورية، كما أن الشخصيات التي قدمت في الفيلم جميعها مرسومة يدوياً بالمراحل الأولى، وتم فيها اختيار الشخصيات التي تتوافق مع العمل والأقرب إلى البيئة السورية، إلى جانب الإكسسوار المستخدم أيضاً هو من وحي المنطقة السورية وهي تنتمي بالشكل الأكبر للمراحل المملوكية من حيث نمط الملابس التراثية لتلك الفترة».
وعن المراحل الأخرى من إنتاج الفيلم وإخراجه يقول: «بالإضافة إلى أن اختيارنا ودراستنا للون كانت بالدرجة الأولى لها علاقة بالطفل والمرحلة العمرية التي تتلقى العمل، فكان للشخصيات المشغولة صفاتها المستوحاة بشكل كامل من تاريخ المنطقة كاتساع الأعين والصفات الأخرى التي تتضمن خصوصية العمل المحلية».
وينهي السيد "فواز" حديثه بقوله: «نتمنى أن تجد صناعة الكرتون في سورية دعماً حكومياً، وخاصة بمناسبة إطلاقها المهرجان الأول لأفلام التحريك في سورية، حيث إن الشباب السوري قادر على النهوض بهذه الصناعة إلى مستويات مرموقة، لكن عدم وجود الدعم يمثل عائقاً أساسياً لطاقات هائلة تتواجد بكثافة بين الجيل الشاب في سورية».
يذكر أن مخرجة الفيلم "رزام حجازي" خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم النقد والأدب المسرحي، لها فيلمان سينمائيان طويلان "كليلة ودمنة" و"خيط الحياة" كما أخرجت مجموعة من المسلسلات منها الجزء الثاني من مسلسل دمتم سالمين 30 حلقة، ومسلسل كليلة ودمنة 26 حلقة، وشاركت في الإشراف الفني والدرامي على مجموعة من الأعمال في شركة "تايغر برودكشن" وكتبت سيناريوهات لمجموعة من الأعمال لمصلحة نفس الشركة.