يمسك الريشة ليجسد التاريخ والحلم والحياة برؤاه المسكونة بالأفكار وبالمخزون التراثي، لينتج من لوحاته أسلوبه الخاص بتجربته الفنيه.
إنه الفنان "رمضان حسين" الذي التقاه موقع eDamascus في مرسمه، وكان لنا معه اللقاء التالي بخصوص تجربته مع الفن التشكيلي.
إن حُبَّ الإنسان لفن من الفنون ولهواية من الهوايات يوصله لحدود الإبداع، فالفنان "رمضان حسين" في حالة مستمرة مع أدواته وأعماله وعناصره وأشخاصه حيث يقضي ساعات في المرسم دون إدراك للوقت، يبدأ العمل على سطح أبيض أملس لينتهي بعمل مملوء بالحركة واللون ويدخلك في حالة من التفكير والبحث عن هذا الإنسان الموجود على اللوحة ليس لتسأله ماذا تفعل؟ بل لتقول أنا معك
** أعتقد أن مشواري مع الفن بدأ من اللحظة الأولى التي فتحت فيها عيني على الحياة، عندها تلقّى بصري حزمة من الألوان والصور الشخصية التي كانت من حولي، لتستقر هذه الألوان وهذه الصور في البصيرة والتي أجسدها الآن في لوحاتي، أما تعاملي مع الريشة والألوان فقد بدأ متأخرا بعض الشيء وذلك حين تخصصت في دراسة الفن، أما قبل ذلك فكان قلم الرصاص هو الأداة التي كنت أعبر به عما يراودني من أفكار. عندما بدأت حياتي المدرسية بدأت أرسم وأنقل وأنسخ كل ما في كتبي المدرسية من صور وأشكال لأبارز بها في الصف بأني الرسام الأفضل وأحصل على العلامات التامة في الرسم، وأصبحت أركز كثيراً على الإنسان وملامح وجهه، فكانت لوحة والدتي وهي في حالة السجود أروع ما رسمته في تلك المرحلة.
** الموهبة تنمى من خلال توسيع المعرفة سواء عبر الاهتمام بانتاجات الفنانين، أو التعرف على الفن الأوروبي والشرقي والمدارس الفنية، وهذه الحالة ما زالت مستمرة لدي حتى اليوم، أما التعامل مع الفن فكان أكثر جدية من خلال إقامتي من أجل الدراسة في مدينة "اللاذقية"، فخلال سفري بالقطار ما بين "اللاذقية" و"حلب" كنت أرى حالات إنسانية رائعة من أشخاص نائمين في القطار، وبعد ذلك اكتشفت أنني أرسم هذه الوجوه بدقة متناهية، لذلك بدأت أدخل إلى الأعماق فأرسم تعابيرها وكأني أعرف ما بداخلها، ثم بدأت بالتعامل مع المدرسة الواقعية ثم الانطباعية، وحاليا أنا مستمر في أعمالي بالأسلوب التعبيري.
إن المخزون البصري لألوان الطبيعية وألوان وجوه الأشخاص ولباس منطقة الجزيرة التي أنتمي إليها هو المصدر الوحيد الذي أعتمد عليها في أعمالي الحالية، بالأخص بعد أن أصبحت كل أعمالي الفنية أنتجها في مرسمي الخاص بعيدا عن المرسم الحقيقي وهو الطبيعة الغنية بالألوان والحركة والأشكال، والحقيقة أن الفنان هو الذي يرسم ويجسد كل ما يدور حوله من حركة أو جمال أو خطر بغاية التعرف عليها وحماية نفسه من خطرها ولم يعرف أنه أبدع أعمالاً فنية رائعة الجمال ملأى بإحساسه كإنسان فبالتأكيد تأثير البيئة كبير وأعتقد أنه واضح في أعمالي.
** تعرفت على المدارس الفنية ودرست عنها وعن فنانيها وعن الفنون القديمة والحديثة، ومن خلال اطلاعي أحببت أعمال الفنان "فير مير" والفنان "كوستاف كليمت"، وتأثرت كثيراً بفناني الغرب الذين رسموا عن الشرق أمثال "ديلاكروا"، والفنانين الذين تأثروا بالفن الشرقي أمثال الفنان السويسري "بولكلي". أنا أرسم بكل عفوية ولكن الإنسان هو الموضوع الذي أعمل عليه في كل الأوقات ودون قيود.
** إن وجود مرسمي ضمن منزلي يجعل علاقة العائلة بعضها ببعض علاقة متكاملة، لأن المرسم هو أهم جزء للجميع سواء زوجتي أو أولادي.
** المبتدئ بالفن أو المحترف بحاجة إلى قضاء وقت طويل في المرسم مع أعماله، فالمبتدئ عليه البحث والتجربة والتعرف أكثر على أدواته وزيارة المعارض الفنية والتعرف على تجارب المحترفين، ويحاول الاستفادة من خبراتهم الفنية، إضافة إلى تثقيف نفسه فنياً والممارسة الدائمة وكثرة التجارب يوصله إلى حالة الإبداع.
الفنانة "كلستان حمو" تحدثت عن رأيها بالفنان "حسين" بالقول: «إن حُبَّ الإنسان لفن من الفنون ولهواية من الهوايات يوصله لحدود الإبداع، فالفنان "رمضان حسين" في حالة مستمرة مع أدواته وأعماله وعناصره وأشخاصه حيث يقضي ساعات في المرسم دون إدراك للوقت، يبدأ العمل على سطح أبيض أملس لينتهي بعمل مملوء بالحركة واللون ويدخلك في حالة من التفكير والبحث عن هذا الإنسان الموجود على اللوحة ليس لتسأله ماذا تفعل؟ بل لتقول أنا معك».
من الجدير بالذكر أن الفنان "رمضان حسين"
من مواليد 1972 محافظة "الحسكة"
خريج مركز الفنون التشكيلية باللاذقية.